عدم وجود رابطة أو جمعية لممارسة هذا الفن.....عدم وجود معاهد أو مدارس لتعليمه......عدم وجود مواصفات قياسية له.......لا يتبع أية وزارة إداريا.......لا توجد محاكم مختصة للفصل فى القضايا التى تخصه.....يصطدم دائما بقوانين البيئة التى تعرقل تطوره وازدهاره......معوقات كثيرة وتحديات أكثر تواجه فن التحنيط فى مصر. فعلى الرغم من أن القدماء المصريين كان لهم الريادة فى هذا الفن وأبهروا العالم بتحنيط الجثث والحيوانات والطيور فإن هذا الفن أصبح الآن لقيطا يبحث عن وزارة ليتبعها إداريا وشرعية قانونية لكى يمارس المهتمون به عملهم من خلاله محمد عبد المنعم مسئول تحنيط الحيوانات والطيور بحديقة حيوان الإسكندرية يؤكد أن فن التحنيط يعد واحداً من أهم الفنون التى ظهرت فى تاريخ البشرية وهو وإن كان قد ظهر لمعتقدات دينية قديمة إلا أنه قد خدم العلم والإنسانية واستطاع أن يسجل أحداثا مهمة ووقائع تاريخية وأن يحافظ على العديد من نماذج الحيوانات والطيور التى لم يعد لها وجود فى عالمنا الآن لقد ساهم وجود نماذج محنطة فى إزاحة الدهشة عن الكثير من الظواهر الطبيعية الغريبة فى عالم الحيوان مثل ظهور جماعات من طائر (أبو قردان) الذى يستوطن مصر فى ولاية فلوريدا الأمريكية، كما اثبت وجود طائر (الحبارى الشرقية) فى سيناء لوجود فرد منه بمتحف التاريخ الطبيعى بالإسكندرية، ووجود طائر (الواق الأخضر) فى مصر. كذلك فقد كشفت المومياوات المصرية عن الكثير من الأسرار التى لم تسجلها الرسوم والنقوش، ولعل تأكيد موت رمسيس الثانى غرقا بتحليل جزء من خلاياه المحفوظة لم يكن ليحدث لولا عبقرية اليد المصرية التى جهّزت هذا الجثمان ليسافر إلينا عبر الزمن. والغريب أن التحنيط فى مصر لا يجد الاهتمام والرعاية الكافيين لنموه وانتشاره ومن النادر أن يدخل إليه ممارسون جدد ويضيف عبد المنعم قائلا إن فن التحنيط بالرغم من أنه فن صعب جدا ولا يعمل به سوى أربعة فنانين بالإسكندرية وحوالى 15 فناناً على مستوى الجمهورية فإنه لا توجد رابطة أو جمعية تضم هؤلاء الفنانين وتدافع عن حقوقهم. كما أن كل من يمارس هذه المهنة تعلمها بالوراثة عن طريق الاب أو الجد فلا توجد مدارس أو معاهد لتعليم فن التحنيط ولا يوجد له اقسام فى كليات الفنون الجميلة وبالتالى لايحمل العاملون فى هذه المهنة أية شهادات متخصصة أو بطاقات تفيد ممارستهم لمهنة التحنيط ولا يستطيع أى منهم أن يتجه الى وحدة الاحوال المدنية لاستخراج بطاقة رقم قومى مدون بها مسمى وظيفى أو لقب أخصائى تحنيط حيث إنه لانعرف فئة فنانى التحنيط فليس لهم وزارة. ومن الغريب أن هذا الفن لايتبع وزارة الثقافة كباقى أنواع الفنون ولا تقام له معارض ولا يتبع الهيئة العامه للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة كعمل مرتبط بالحيوانات والطيور ولا يعتبر مادة دراسية فى أى منهج تعليمى حتى فى الجهات المتخصصة ككليات العلوم وكلية الطب البيطرى وبالتالى أصبح العاملون فى هذه المهنة لقطاء إداريا وأصبحت المهنة تمارس بطريقة عشوائية فلا يوجد قانون أو لائحة لها وباتت المهنة تفتقر للضوابط والمعاييرالتى تحكم أية مهنة على الرغم من أن هذا الفن يجمع بين أكثر من خمس مهن وهى الطبيب الشرعى والكيميائى والرسام والنحات والنجار. كما أن جهاز شئون البيئة لا يهتم بالاستفادة من ممارسى هذا الفن فى أقامة متاحف وطنية للعلوم الطبيعية للتوعية بأنواع الحيوانات والطيور وزيادة الاهتمام بهواية مراقبة الطيور، بل الأكثر من ذلك يعتبر الاحتفاظ بعينة محنطة جريمة يعاقب عليها القانون حتى لو كانت لدى أحد ممارسى هذا الفن حيث إن المادة رقم 28 من قانون البيئة رقم4 لسنة 1994 تنص على أنه يحظر بأيه طريقة صيد أو قتل أو الامساك بالطيور والحيوانات البرية التى تحدد أنواعها اللائحة التنفيذية لهذا القانون ويحظر حيازة هذه الطيور والحيونات ونقلها أو التجول بها أو بيعها أو عرضها للبيع حية أو ميتة. ومن هذا المنطلق لا يمكن أن يكون هناك خبير فى تحنيط الحمام والدجاج والبط فكيف يمكن الترخيص بصيد بعض الأنواع المختلفه الاشكال والاحجام لدراسة وتحديد الطرق المثالية لتحنيطها وإذا تم الترخيص بصيد بعض الأنواع من قبل جهاز شئون البيئة تعتبر حيازتها محنطة مخالفة للقانون ولكن إعدامها هو منتهى القانون والشرعية من وجهة نظر وزاره البيئة وهو ما ينتج عنه عزوف الكثير عن تطوير وتعليم هذا الفن فى الارض التى شهدت ولادته ونموه ونضوجه ومرقد أسراره. ويضيف عبد المنعم ان المشكله الاكثر قسوة التى يتعرض لها فن التحنيط هى ان هناك من يتهم فن التحنيط بأنه يعادى الدين على الرغم من أن الطيور والحيوانات التى يتم صيدها للتحنيط والاغراض العلميه لا تساوى واحداً على الالف مما يصطاد ليؤكل كما يغيب عنهم اننا فقدنا طيورا وحيوانات كثيرة اعتبرت منقرضه ولم يحتفظ بها اى متحف فى العالم ولو بواحدة على الأقل وهناك فقط سندرك ما كنا سنجنيه من فخر لو احتفظنا بواحدة منها ومن أشهر تلك المآسى حمائم كندا البرية المهاجرة التى كان السرب الواحد منها يحجب أشعه الشمس لبضع دقائق والتى انقرضت تماما ولم يبق منها سوى عينة واحدة فى متحف التاريخ الطبيعى بالولايات المتحدهالامريكية. ويشير عبد المنعم إلى انه لايمكن القاء العبء فى تجاهل هذا الفن على الجهات المختصه فقط ، إنما يمكن اعتبار عدم الاهتمام بهذا الفن مسئولية مشتركة بين ممارسيه والجهات المختصة وذلك يرجع الى حرص الكثير من العاملين فى هذا الفن على عدم إفشاء أسراره حتى إن البعض منهم يرفض تعليم هذا الفن للأجيال القادمة خوفا»على زيادة عدد المختصين فى هذا المجال والمنافسه المهنية وهو نفس السبب وراء عدم توافر كتب أو مراجع لهذا الفن حيث إن المتوافر من الكتب باللغه العربية لا يتعدى الكتابين والأبحاث والمقالات الخاصة بهذا الفن تكاد تكون معدومة. ويؤكد عبد المنعم على أن كل هذه المشاكل والتحديات التى يواجهها فن التحنيط جعلته لا يدرج ضمن القوانين ولا يوجد له جهة مختصة للفصل بين النزاعات التى تنشأ بين العاملين فى هذا المجال أو بينهم وبين المستهلك للمنتجات المحنطه من الحيوانات والطيور حتى إنه لا توجد مواصفات قياسيه ترجع اليها الجهات المختصة عند التحقيق فى أية قضية أو شكوى تتعلق بهذا المجال هذا الى جانب ندرة الخامات المستخدمة فى عمليه التحنيط خاصه العيون يتم والتى يتم استيرادها عامة من انجلترا وإيطاليا وقد يضطر بعض اخصائيوى التحنيط إلى اللجوء إلى لعب الاطفال خاصه الدباديب للحصول على عيون زجاجية. فى حين نفى جمال زقزوق رئيس مجلس إداره جمعيه حمايه المستهلك والبيئة بالإسكندرية ورود أى شكاوى لديهم من المستهلكين بشأن الطيور أو الحيوانات المحنطة. وأكد على أنه إذا ورد أمر مثل ذلك للجمعية أو لجهاز حماية المستهلك فإننا نقف عاجزين لأن الفصل فى مثل هذه الشكاوى سوف يكون فى غاية الصعوبة لأنه لاتوجد جهه مختصة فى هذا الشأن يمكن الرجوع اليها كما أنه لا توجد نص فى مواد القانون والدستور يعالج مثل هذه الشكاوى كما أنه لايوجد معايير ثابتة او مواصفات قياسية للأعمال المحنطة يمكن توقيع الجزاءات القانونية على من يخل بها من ممارسى فن التحنيط. * فنانو التحنيط يلجأون (لدباديب) الأطفال لانعدام الخامات * وزارة الثقافة تغلق أبوابها أمام الطيور المحنطة * جمعية حماية المستهلك تبحث عن محكمة لفن التحنيط ...!! * فن التحنيط يبحث عن قانون لحمايته...!! * العاملون فى هذا المجال يبحثون عن قانون لهم ..!! * قانون البيئة يهدد أخصائى التحنيط بالسجن ..!!