قبل رحيل 2012 بأيام قليلة، نقش التاريخ اسمها على صفحاته باعتبارها أول رئيسة فى تاريخ كوريا الجنوبية وتاريخ شمال شرق آسيا بأسرها. إنها بارك جيون- هاى، مرشحة حزب سينورى (الحدود الجديدة) الحاكم ذى التوجه المحافظ والتى جاء فوزها فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى 19 ديسمبر 2012 ليعكس تفضيل الكوريين الجنوبيين للاستقرار على التغيير. وجيون- هاى (60 عاما) هى الابنة الكبرى للرئيس السابق بارك شونج هى، وهو الجنرال الذى قاد انقلابا عسكريا أوصله إلى السلطة عام 1961، وظل على رأسها حتى اغتيل عام 1979 على يد مدير استخباراته. وعلى الرغم من أن والدها حكم البلاد بيد من حديد، فإن عهده الذى استمر قرابة عقدين من الزمان تميز بنهضة صناعية مهدت لأن تصبح كوريا الجنوبية لاحقا رابع اقتصاد آسيوى، ولهذا السبب مازال “شونج هى” يحظى بتقدير قطاعات واسعة من الشعب الكورى الجنوبى، وخاصة كبار السن. وبالإضافة إلى استفادتها من شعبية والدها، فإن جيون- هاى تعتبر واحدة من السياسيين المحافظين الأكثر تأثيرا فى كوريا الجنوبية حيث ينظر إليها على أنها متواضعة وذكية وصاحبة مبادئ. وجيون- هاى غير متزوجة، وقد مارست السياسة من خلال حزب سينورى المحافظ وتولت رئاسته بين عامى 2004 و 2006 وكذلك بين عامى 2011 و 2012. كما تميزت بنشاطها كنائبة فى البرلمان. وخلال حملتها الانتخابية أظهرت جيون- هاى استحقاقها للفوز بمنصب الرئيس، وخاصة عندما اعتذرت عن الانتهاكات لحقوق الإنسان التى ارتكبت خلال فترة حكم والدها حيث قالت إن جهود والدها الرامية إلى الحفاظ على الأمن القومى لحماية البلاد من المخاطر الموجهة من كوريا الشمالية لا تبرر الانتهاكات التى ارتكبتها السلطة.