المرأه الحديدية .. ملكة أوروبا غير المتوجة .. ميركيافيللى «نسبة لصاحب نظرية الغاية تبرر الوسيلة» .. كلها ألقاب وصفت بها المستشارة الألمانية «انجيلا مي:ركل» التى أثبتت قوتها على مدى الأعوام الماضية وقدرتها على تكوين تحالفات ناجحة مما جعلها الأنسب ليس لقيادة ألمانيا فقط وإنما لقيادة أوروبا كلها. تودع ميركل عام 2012 وقد حققت نتائج كبيرة، لتتوجه إلى سباق انتخابات عام 2013 بشعبية كبيرة واقتصاد لا يزال نشطا لتتوج بلقب أكثر السياسيين شعبية فى ألمانيا، وهو ما دفع الإعلام الغربى لمقارنتها برئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر ، لتتصدر ميركل قائمة مجلة «فوربس» الأمريكية لأقوى 100 امرأة فى العالم للعام الرابع على التوالى. وبفضل جهودها فى محاولة تسوية أزمة الديون فى منطقة اليورو بوصفها زعيمة أقوى اقتصاد فى أوروبا، اختارتها مجلة «فوربس» أيضا على رأس قائمة الشخصيات الأكثر نفوذاً فى العالم لعام 2012 بعد الرئيس الأمريكى بارك أوباما، وبررت المجلة اختيارها بأن ميركل تعتبر العمود الفقرى للاتحاد الأوروبى، إضافة إلى تحكمها بمصير العملة الأوروبية الموحدة «اليورو»، بعد أن عصفت بها أزمة الديون التى تهدد عددا من الدول الأعضاء، كما أن سياسة التقشف التى فرضتها ميركل على الدول الأوروبية التى تعانى من أزمة مالية أظهرت مدى النفوذ الذى تتمتع به، ويشعر الألمان بالامتنان لميركل بسبب سعيها لحماية الخزانة العامة للبلاد حيث استطاعت رغم اجتياح الأزمة لأوروبا أن تجعل المستهلكين الألمان يواصلون الإنفاق. لكن ميركل ستواجه فى العام الجديد استعدادات الأحزاب الكبرى فى ألمانيا للانتخابات البرلمانية المقبلة، والتى ستحدد هل تبقى المستشارة فى منصبها أم أن منافسها «تبرشتا ينبروك» سيتمكن من حكم ألمانيا من خلال ائتلافه مع حزب الخضر، خاصة بعد الاستطلاعات التى أجرتها مجلة «فوكس» والتى تشير إلى أن الحزب الذى تقوده ميركل سيتعرض لخسارة فى الانتخابات المحلية فى يناير والتى تعتبر قياسا للانتخابات التشريعية فى سبتمبر المقبل. وأشارت نفس التوقعات إلى أن الائتلاف الحاكم المكون من الاتحاد المسيحى الديمقراطى والحزب الليبرالى لن يتمكنا من التحالف مجددا بعد الانتخابات المحلية، خاصة أن الحزب الليبرالى لن يحصل على نسبة ال5% اللازمة لحصوله على مقاعد برلمانية . لكن مع بقاء تسعة أشهر على الانتخابات البرلمانية التى تسعى فيها ميركل إلى حكم البلاد لولاية ثالثة مدتها أربع سنوات، يبدر السؤال الأهم: هل ستتغير الأوضاع السياسية وتتجمع المصاعب أمام ميركل فى عام الانتخابات.. أم أنها ستواصل خطواتها بثبات نحو استمرار قيادتها لألمانيا؟