أكد د .عبد الحميد محمد نائب مدير مستشفى الصدر بالعباسية أن مرض الرئة الانسدادى المزمن يهدد حياة من يصاب به، وذلك بعرقلة عملية التنفس العادية، مشيرًا إلى أنه ليس مجرّد «سعال بسيط يصيب المدخّن». وهناك 210 ملايين نسمة ممّن يعانون منه فى جميع أنحاء العالم، حتى أنه أودى فى عام 2005 بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص، ممّا يمثّل 5% من مجموع الوفيات بالعالم فى العام نفسه، لافتًا إلى أن قرابة 90% من الوفيات الناجمة عن مرض الرئة الانسدادى المزمن فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وأضاف أن تعاطى التبغ والتعرض إليه هو السبب الأوّل لظهور مرض الرئة الانسدادى المزمن، وهذا أدى لإصابة الرجال والنساء بسبب عدة أمور منها زيادة استخدام التبغ من قبل النساء فى البلدان ذات الدخل المرتفع. وأضاف أن المرض رئوى يتسم بانسداد مزمن يحول دون تدفق الهواء من الرئتين، علماً بأنّ هناك نقصاً فى تشخيص هذا المرض الرئوى الذى يعرقل عملية التنفس العادية ويهدّد حياة المصابين به إذ لا يمكن الشفاء منه بشكل تام. والجدير بالذكر أنّه لم يعد هناك استخدام لمصطلحى «التهاب القصبات المزمن» و«النفاخ»، حيث أُدرجا الآن فى عملية تشخيص هذا المرض. وحول تشخيص المرض قال د. عبد الحميد: يتم تأكيد تشخيص مرض الرئة الانسدادى المزمن من خلال اختبار بسيط يُدعى «قياس التنفس»، وهو اختبار يقيس عمق التنفس لدى الشخص وسرعة دخول الهواء إلى رئتيه وخروجه منهما. وغالباً ما يُشخّص المرض لدى أولئك الذين يبلغون من العمر 40 عاماً أو يزيد نظراً لبطء تطوّره. والجدير بالذكر أنّ مرض الرئة الانسدادى المزمن من الأمراض التى لا يمكن الشفاء منها، غير أنّ أشكال العلاج المختلفة كفيلة بالسيطرة على الأعراض وتحسين نوعية حياة المصابين به. فيمكن أن تسهم الأدوية التى تساعد على توسيع المسالك الهوائية الرئيسية مثلاً، فى الحد من ضيق التنفس. واختتم د. عبد الحميد محمد حديثه بشكف بعض التوقعات لهذا المرض قائلًا: من المتوقّع أن يزيد العدد الإجمالى للوفيات الناجمة عن هذا المرض بنسبة تفوق 30% فى السنوات العشر القادمة إذا لم تُتخذ إجراءات فورية للحد من عوامل الاختطار ذات الصلة، ولا سيما تعاطى التبغ.