أشعلت التصريحات التى أطلقها الرئيس الفلسطينى محمود عباس خلال لقائه مع القناة الثانية الإسرائيلية نهاية الأسبوع الماضى حول استعداده للتفاوض مع الجانب الإسرائيلى دون شروط مسبقة الشارع السياسى الفلسطينى، خاصة من جانب حركة المقاومة الإسلامية حماس وكذلك بعض مسئولى الحكومة الإسرائيلية الحالية لتضع أبو مازن فى أزمة رغم أهمية التوقيت الذى خرجت فيه تلك التصريحات، حيث تطالب الحكومة الفلسطينية بضرورة اعتراف المجتمع الدولى بدولة فلسطين داخل الأممالمتحدة. كانت حركة حماس بقطاع غزة أول من هاجمت تصريحات أبو مازن مستنتجة منها، كغيرها من الزعامات الإسلامية بمصر والأردن. وقالت إن تصريحات الرئيس الفلسطينى كانت دليلاً حاسماً على أنه استغنى تماماً عن أسس القضية الفلسطينية، وأصبح لا يمثل إلا نفسه، برفضه إطلاق انتفاضة ثالثة ضد إسرائيل وحل الأمور بطرق سلمية ودبلوماسية، وهذا جعله يفقد شرعيته وشعبيته الوطنية، مؤكداً على أن حق الفلسطينيين غير قابل للتجزئة ويجب أن تعود الأراضى الفلسطينية كاملة لهم، كما اتهمته حماس «بالخيانة العظمى» لتخليه عن حق الفلسطينيين بالعودة، وتنصح أبومازن الآن بسرعة تقديم الاعتذار للفلسطينيين قبل فقدان الدعم الشعبى له، وتمثيله لهم. كما أثارت تصريحات أبو مازن حفيظة الجانب الإسرائيلى، ففور إذاعة تصريحاته بالقناة الثانية الإسرائيلية، هاجمه كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان زاعمين أنه يحاول بتصريحاته خداع الرأى العام الإسرائيلى، وصرح نتنياهو «إنه إذا كان أبو مازن لديه نوايا جادة لإقامة مفاوضات مباشرة بالفعل فأنا مستعد للتفاوض اليوم ولكن بدون شروط مسبقة فرام الله لا تبعد على إلا سبع دقائق فقط من هنا وأمام هذا الهجوم العنيف الموجه ضد أبو مازن من جانب حماس والحكومة الإسرائيلية، ظهر موقف فلسطينى للدفاع عنه، وأكدت مصادر بالسلطة الفلسطينية أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التى يبذلها أبو مازن، من أجل إنقاذ القضية الفلسطينية فإنه لم يجد من إسرائيل إلا الإخلال بالوعود، وإنكار أى استحقاقات لتعطيل مسيرة السلام كما يحلو لها سواء كان بالإستيطان أو التهويد أو الحصار.