عندما أصدر الرئيس السادات تعليماته فى ثمانينات القرن الماضى إلى حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق بضرورة الاتجاه إلى الصحراء والجبال لبناء المدن الجديدة لتفريغ المحافظات والقاهرة الكبرى من سكانها الذين اكتظوا فى أحيائها.. كان ذلك قرارا صائبا وعظيما.. وتم بناء هذه المدن مثل 15 مايو والعاشر من رمضان و6 أكتوبر وغيرها وانتقل الناس إلى هناك. وكانت مدينة 15 مايو من أولى المدن التى افتتحها السادات ومازالت ساحة الهليكوبتر التى نزل فيها السادات موجودة هناك شاهدة على اهتمامه بهذه المدينة التى تحمل اسم يوم عظيم عند السادات عندما تخلص من مراكز القوى. ولكن- للأسف الشديد- إن فرحة السكان بهذه الشقق لم تدم طويلا.. وتحولت مع السنين والأيام إلى أكبر مقلب شربوه فى حياتهم بعد أن دفعوا دم قلبهم فيها وتحولت إلى كابوس مخيف! فالأرض تهتز من تحت منازلهم.. وتظهر كل يوم الشروخ والشقوق فى الأسقف والحوائط والأعمدة.. وانكشف المستور فى غش مواد البناء فى مجاورات 2 و5 و7 و8.. وتم إزالة عمارتين من مجاورة 2 بعد تصدعهما بعد زلزال 1992.. بسبب عدم دراسة التربة قبل البناء! واستمر مسلسل التشققات فى الأسقف فى هذه المجاورة الثانية المنكوبة.. بسبب العيوب فى البناء وعدم دراسة التربة الصخرية.. ووصل إلى العمارتين 7 و8 حى «ب» اللتين تعانيان حاليا من هبوط أرضى.. فمياه الصرف الصحى فى الأولى تتسرب تحتها لعيوب فى خط الصرف، أما العمارة 8 فتعانى من هبوط أرضى.. وأصبحت الأساسات مكشوفة للعيان.. وبح أصوات سكان هاتين العمارتين من الشكاوى لجهاز الإسكان والتعمير بالمدينة.. ولكن المسئولين هناك لا حياة لمن تنادى، ورئيس الجهاز غير موجود.. ومهندسى الإدارات الهندسية من عينة «فوت علينا بكرة يا سيد»! والعجيب والغريب أن التقارير التى تكتب تدعو للضحك ولكنه «ضحك كالبكاء» بأن سبب الهبوط يرجع إلى وجود سيارات على الرصيف المقابل للعمارتين 7 و8.. وللأسف الشديد أن هذا كل ما فعله جهاز التعمير.. ومازال السكان هناك يعيشون فى رعب وخوف من أن يزداد الهبوط الأرضى وتسقط العمارة فوق رءوسهم.. ويدفنون تحت أنقاضها! ولا أدرى عندما تحدث الكارثة من سوف يتحمل مسئولية إزهاق أرواح عشرات السكان فى العمارتين 7 و8 حى «ب مجاورة 2»؟.. والذين يستغيثون بوزير الإسكان د.طارق وفيق بسبب تجاهل رئيس جهاز التعمير والعاملين معه لشكواهم هناك على مدى عام كامل والجهاز نائم فى العسل! ويبدو أن جهاز تعمير 15 مايو قد لا يتحرك إلا بعد قوع الكارثة ليخرج عشرات الجثث من تحت الأنقاض والتراب.. ولله الأمر من قبل ومن بعد! *** إننى أدعو وزير الإسكان د.طارق وفيق لزيارة مدينة 15 مايو ليرى حالها على الطبيعة وما وصلت إليه من إهمال وتسيب.. وهذا بلاغ من «برلمانيات» قبل وقوع الكارثة!