العالم الجليل ابن عطاء الله السكندرى شيخ من أعلام الحركة الثقافية فى مصر إبان العصر المملوكى، ولد بالإسكندرية سنة 658 ه، وتلقى علومه الأولى على يد أساتذتها. اتصل بشيخه أبى العباس المرسى، وأصبح بذلك من رجال الحركة الثقافية بمصر وأهل التصوف فيها. استطاع أن يحظى بمكانة عالية بين معاصريه من العلماء لنبوغه فى دراسته، حيث تفوق فى علوم الظاهر والشريعة واللغة والتفسير والحديث والفقه والنحو والبيان. أسهم ابن عطاء الله السكندرى فى الحركة الصوفية التى علا شأنها فى العالم الإسلامى آنذاك، وكانت الطرق الصوفية الكبرى قد توطدت أركانها مثل الطريقة القادرية والطريقة الرفاعية فى بلاد المشرق، وفى مصر ظهرت فى ذلك الوقت الطريقة الأحمدية البدوية والطريقة الشاذلية. كان له فضل كبير على الطريقة الشاذلية، وسجل عنها الكثير حين ترجم لحياة أستاذه أبى العباس المرسى ولأستاذه أبى الحسن الشاذلى مؤسس الطريقة الشاذلية، ووصلت إلينا هذه الترجمة التى قام بها فى أهم مؤلفاته.. وهو بعنوان (لطائف المنن فى مناقب أبى العباس المرسى وشيخه أبى الحسن). تصدى ابن عطاء الله السكندرى لابن تيمية، وخالفه فى آرائه واستطاع أن يحظى بتأييد أولى الأمر بفضل ما أوتى من حلاوة الحديث، وإشراق العبارة مما كان له تأثير فى نفوس سامعيه حتى وصف المؤرخون أسلوبه بالحلاوة وسحر التأثير والجلالة. توفى ابن عطاء السكندرى بالقاهرة فى شهر جمادى الآخرة سنة 709 ه.