نائب رئيس حزب العمل التركى، بولينت إسينوجلو، كتب مقالاً غاية فى الأهمية قال فيه إن المخابرات المركزية الأمريكية جندت ما يقرب من ال 6000 عربى وأفغانى وتركى للعمل كمرتزقة يقومون بأعمال إرهابية فى سوريا. وأضاف إسينوجلو فى نفس المقال أن عملية تجنيد المرتزقة هذه تم تنفيذها بواسطة شركة بلاك ووتر الأمريكية. وفى الأسبوع الماضى أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن نفس هذه الشركة التى غيّرت اسمها الآن إلى «أكاديمى» توصلت إلى تسوية مع القضاء لأمريكى تدفع بموجبها غرامة قدرها 7,5 مليون دولار لتجنب محاكمتها بتهمة الاتجار غير الشرعى بالسلاح. وقال المدعى العام الفيدرالى فى ولاية كارولينا الشمالية، توماس ووكر، إن الشركة التى منعت من الحصول على عقود فى العراق بعد قيامها بإطلاق النار على مدنيين عراقيين وقتلها 14 منهم عام 2007، ستدقع المبلغ المذكور بموجب اتفاق تم توقيعه عام 2010. وشركة بلاك ووتر الأمريكية هى شركة مرتزقة تقدم خدمات أمنية وعسكرية، وتعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة فى الولاياتالمتحدة. وهى مرتبطة بفرسان القديس يوحنا. وقد تأسست وفقاً للقانون الأمريكى الذى يسمح بإنشاء مصانع وشركات عسكرية خاصة. وتعرضت هذه الشركة لانتقادات واسعة بعد نشر كتاب (مرتزقة بلاك ووتر.. جيش بوش الخفى) والذى كشف دعمها للجيش الأمريكى فى العراق وحصول المرتزقة العاملين بها على الحصانة من الملاحقات القضائية. وتتكون الشركة من 6 شركات فرعية تعمل فى التدريب والأمن والاستشارات وتقديم الخدمات بأنواعها ويرأسها حالياً جارى جاكسون، أحد افراد القوات الخاصة سابقاً التابعة للبحرية الأمريكية navy seal، أما مؤسس الشركة، إريك برنس، فهو ملياردير أمريكى تصفه بعض وسائل الإعلام بأنه مسيحى أصولى. وفى حديث صحفى نادر قال رئيس الشركة الحالى إنها توقع عقوداً مع حكومات أجنبية من بينها حكومات دول عربية وإسلامية لتقديم خدمات أمنية بموافقة حكومة الولاياتالمتحدة، وقد ذاع اسم هذه الشركة بعد حادث قتل العراقيين المدنيين المذكور أعلاه والذى وقع تحديداً فى سبتمبر 2007 عند قيام مرتزقة من بلاك ووتر كانوا يقومون بحراسة قافلة دبلوماسية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية بإطلاق النار عليهم فىالميدان الرئيسى ببغداد. وفقاً لنتائج التحقيقات اتضح أن بلاك ووتر تعمل فى العراق منذ 2005 وأنها شاركت فيما لايقل عن 200 عملية إطلاق نار. وأن أعضاءها لا يترددون فى استخدام السلاح فى أغلب الحالات ويبادرون بإطلاق النار. وحسب ماقاله أحد المرتزقة السابقين فى الشركة عند الإدلاء بشهادته تحت القسم أثناء التحقيقات فإن (إريك برنس يرى فى نفسه جندياً صليبياًcrusaderمهمته هى تدمير المسلمين ومحو العقيدة الإسلامية من على وجه الأرض. وقد اتضح من الوثائق القضائية أن برنس الذى حصل على عقد مربح فى العراق كان مراراً وتكراراً يدعو مرتزقته إلى «استخدام كل فرصة مواتية لتدمير الشعب العراقى» وأنه قام عن عمد بإرسال كل من يشاركه أفكاره الخاصة بالتفوق المسيحى إلى العراق. ووفقاً لشهادة المرتزق السابق فإن (برنس نفسه وزملاءه فى ادارة الشركة كانوا يعتبرون قتل العراقيين حدثاً رياضياً)! وحسب شهادة شاهد آخر كان يعمل فى بلاك ووتر فإن برنس شخصياً أو من خلال أحد مرؤوسيه المباشرين، قام بقتل العديد من المرتزقة بمجرد أن نمى إلى علمه أنهم تعاونوا أو سوف يتعاونون مع السلطات الفيدرالية الأمريكية فى التحقيق الخاص بنشاط الشركة فى العراق.