رغم أن الأزمة المالية العالمية المستمرة منذ عدة سنوات قد خلفت آثاراً واضحة على الأسواق المالية والاقتصاديات فى كل بقاع الأرض، فإن الأثرياء لم يتأثروا بهذه الأزمة كثيرا، بسبب سياساتهم الاستثمارية. ووفقاً للأرقام المتاحة، فإن أثرياء العالم فقدوا العام الماضى 700 مليار دولار من قيمة ثرواتهم، وتعتبر هذه الخسارة بالنسبة لأثرياء العالم طفيفة ويمكن استيعابها، فهى لا تمثل سوى 1.7 فى المائة من قيمة ثرواتهم حيث يمتلك هؤلاء الأثرياء أصولاً بقيمة 42 تريليون دولار، بحسب بيانات مؤسسة «كاب جيمنى» للخدمات المالية و«رويال بانك أوف كندا». وقد نجح أثرياء منطقة آسيا والمحيط الهادى فى الحفاظ على ثرواتهم بعيداً عن التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية. فرغم أن قيمة ثروات أصحاب الملايين فى العالم انخفضت العام الماضى، فإنهم لم يعانوا كثيراً بفضل الزيادة فى ثرواتهم العامين السابقين، إذ ازدادت قيمة هذه الثروات سنة 2010 بمقدار 3.7 تريليون دولار، مقارنة بزيادة قدرها 6.2 تريليون دولار سنة 2009. وفى الصين ذكرت وكالة أنباء (شينخوا) فى تقرير لها أن الأفراد الصينيين الذين يملكون أكثر من 10 ملايين يوان (1.6 مليون دولار أمريكى) كسر حاجز المليون للمرة الأولى .كما كان هناك 63500 ملياردير بين هؤلاء الأفراد. وأوضح التقرير أن ارتفاع أسعار العقارات، والنمو السريع لإجمالى الناتج المحلى هما المحرك الرئيسى لنمو عدد المليارديرات الصينيين عام 2011. وقد احتفظ رجل الاعمال المكسيكى كارلوس سليم مؤخرا بصدارة قائمة مجلة فوربس السنوية لمليارديرات العالم بثروة تقدر بحوالى 69 مليار دولار وجاء الأمريكى بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت لبرامج الكمبيوتر فى المركز الثانى بثروة قدرها 61 مليار دولار يليه وارن بافيت مالك مجموعة بيركشاير هاثاواى الاستثمارية بثروة قدرها 44 مليار دولار. واحتفظ الفرنسى برنار أرنو أغنى شخص فى أوروبا بالمركز الرابع. وكان الأربعة فى نفس هذا الترتيب العام الماضى. وكانت أصغر امرأة عصامية سارة بلاكلى (41 عاما) مؤسسة سبانكس لملابس النساء الداخلية وتبلغ قيمة ثروتها مليار دولار وتحتل المركز 1153 بين 104 من النساء فى القائمة. وجرى تمثيل 58 دولة فى قائمة المليارديرات التى ضمت 1226 شخصا يبلغ متوسط ثروة الواحد منهم 3.7 مليارات دولار. وضمت قائمة فوربس حوالى 128 مليارديرا جديدا منهم الكولومبى اليخاندرو سانتو دومينجو (35 عاما) أغنى ملياردير جديد فى العالم بثروة بلغت 9.5 مليارات دولار وهو صاحب مجموعة سانتو دومينجو بعد وفاة والده العام الماضى. واتجه أثرياء العالم فى العام الماضى إلى الاستثمار فى منتجات مالية أقل مخاطرة وربحاً، فى ضوء استمرار الأزمة المالية العالمية والاضطرابات السياسية فى العديد من مناطق العالم. وقال كلاوس جورج مير، المحلل الاقتصادى فى مؤسسة «كاب جيمنى»، إن المستثمرين يفضلون الاحتفاظ بأموالهم فى صورة سائلة أو ودائع ذات عائد ثابت.