تحاول هوليوود دائما البحث عن أفكار مختلفة حتى لو كانت داخل كتب لا علاقة لها بالسينما أو الأدب، شاهدنا مثلاً فيلماً مُعداً عن كتابين حول فن الطبخ، قامت ببطولته ميريل ستريب، وها نحن نشاهد فيلماً آخر طريفاً مأخوذاً عن كتاب يتضمن حكايات الأمهات اللاتى تنتظرن الطفل الأول، الفيلم يحمل نفس عنوان الكتاب الطويل «What to expect when you're expecting»، والذى يمكن ترجمته على النحو التالى: «ماذا تتوقع عندما تنتظر طفلاً؟، والسؤال هنا كما شاهدنا فى الفيلم الذى قامت ببطولته النجمتان «كاميرون دياز» و«جينفر لوبيز»، يخصّ الرجل والمرأة معاً، هناك ملاحظات كثيرة على السيناريو مثل طول الحوار، وعدم التوازن بين القصص التى يقدمها فى العمق أو الاتقان، ومثل غلبة الطابع المسلسلاتى الذى يجعلنا نرشح الحكايات لتكون حلقات تليفزيونية ناجحة، أو حتى مسلسل ست كوم، ولكن لابد من الاشادة بذكاء المعالجة وهو أن انتظار الرجال والنساء للطفل الأول سواء بالإنجاب أو بالتبنى، يحّولهم جميعا إلى مايشبه الأطفال فى تصرفاتهم وفى رصيد ذكاء المعالجة أيضاً ارتباط فكرة الفيلم، وهى الدفاع عن العائلة والأسرة، بالقيم الاساسية التى دافعت عنها هوليوود، وفى أحد مشاهد الفيلم يقول النجم «دينيس كواد»: إن أهم شئ فى الحياة هو العائلة. اعتمد بناء السيناريو على الخطوط المتوازية، عدة نماذج مكونة من رجل وامرأة تتغير حياتهما مع أقتراب وصول طفل ليكتمل معنى العائلة: جولز «كاميرون دياز» التى تعمل كمدربة رياضية تساعد الناس على التخسيس تحمل من صديقها آيفى اليهودى الذى يصرّ على ختان طفلة القادم بينما ترفض هى ذلك، و«هولى» المصورة الفوتوغرافية «جينفر لوبيز» التى تعانى من العُقم، ومع ذلك تدفع زوجها «إليكس» إلى تبنى طفل من اثيوبيا، وتصر على شراء منزل جديد لاستقباله فيه، فيما يبدو هو خائفاً من تحمل مسئولية الاطفال وهو يشاهد معاناة أصدقائه الرجال، وهناك «وندى» إليزابيث بانكس التى تعشق الأطفال، وتحمل بعد عامين من الانتظار م زوجها «جارى»، فى حين يكتشف «جارى» ان والده العجوز «رامزى» دينسيس كواد، سينجب طفلين من زوجته الشابة، ولدينا أخيرا «روزى» التى تحمل من زميلها الشاب، ثم تفقد الجنين، فترفض الارتباط بزميلها، الذى يحاول أن يستعيد علاقته بها طوال الفيلم. تتداخل الخطوط أحياناً، ولكن ظلت المشكلة فى كثير من التطويل والاستطراد مع كثرة الحوادث بالاضافة إلى تباين قوة الحكايات من الناحية الدرامية، فقد كانت حكاية «جينفر لوبيز» الأفضل مما اتاح لها أن تتفوق، وتقدم مشاهد قوية ومؤثرة وخصوصاً وهى تستقبل طفلا من أثيوبيا لا تعرفه، كم حاول المخرج وكتاب السيناريو تقديم مشاهد حركية جيدة ولكن ظل الطابع المسلسلاتى سائداً رغم أن الفيلم غير مزعج بشكل عام، بل إنه يقدم تحية للمرأة واهبة الحياة للإنسانية!