لكل منا توقعات معينة تبني خطوات حياته;لكن ماذا نفعل عندما يعلن القدر أمرا آخر؟.. هذا ما تدور حوله أحداث فيلم what to expect when youre expecting المعروض حاليا في دور العرض باسم مغامرات حوامل ليفقد الاسم التجاري الفيلم مضمونه.. القائم علي توقع كل شريكين لحياتهما مع بعضهما وكسر القدر لهذا التوقع فهناك رجال يؤدون دور زوجاتهم في الاهتمام بالأطفال ورعايتهم; وبذلك تتحطم توقعهاتم في حياتهم الزوجية بتبادل الأدوار..وهناك زوجة لم تكن تتوقع أن تحمل بعد زواج عامين واكتشفت فجأة أنها حامل وفرحت;وأخري تسعي لتحقيق مشاعر الأمومة التي تعيشها اي زوجة في إنجاب طفل وتفشل حتي بعد إجرائها عملية تلقيح صناعي, وفي النهاية تتبني طفلا من اثيوبيا وتتحول حالة زوجها من الاضطراب والقلق من مسئولية الطفل لما يراه في أصدقائه ورعايتهم لأبنائهم الصغار إلي إحساس السعادة بالرضيع الإثيوبي..وأخيرا رجل كبير السن متزوج من شابة يكتشف أنها حامل في توأم وتلد في نفس يوم زوجة ابنه ليتغير شكل العائلة. رؤية عميقة لتوقعات البشر وقرارات القدر طرحها كل من كاتبي السيناريو شونا جونس وهيتر هاتش بشكل سلس في بناء السيناريو المعتمد علي التوازي حيث الانتقال من ثنائي لآخر بسلاسة سمحت بوضوح الفكرة كاملة وسهلة الاستيعاب; وحوار اتسمت لغته بالعمق الكاشف للشخصيات وأبعادها النفسية والفكرية في مواقف تمكن الكاتبان من خلالها إحداث كوميديا سوداء جعلت الجمهور بين الابتسامة والضحك الخفيف..ليظهرا بذلك تملكهما لأدوات الكوميديا ومنها البعد الجسماني للشخصية, وملابسها, وسلوكها, وانفعالاتها;وقدمها جيدا في التباين من ظهور الأصدقاء الأربعة مع أطفالهم في الحديقة. المخرج كريك جونس استطاع بأسلوبه الرشيق في التنقل بين الثنائيات وأظهر حالاتهم في التعبير عن رؤية الكاتبين, وليظهر مخرجا متمكنا من أدواته خاصة في مشاهد الكشف علي الجنين التي قدمها وكأنها صفحات كتاب متجاورة بشكل جديد تماما يحسب له كمخرج..وساعده علي ذلك المونتاج وحرفيته. أما التمثيل فاستطاعت جنيفر لوبيز أن تخطف الأنظار والقلوب بادائها لدور المرأة العاقر التي تحلم بطفل يشاركها الحياة; لكن كاميرون دياز اخفقت في خطف القلوب لتجسيدها دور المرأة التي تحب عملها وشهرتها علي حساب الجنين; وأدته بتمكن جعلها تخطف الأنظار.. أما بن فالكون ودينيس كويد فاستطاعا أن يلعبا دوري الابن والأب اللذين يعيشان لحظات حمل زوجتيهما ويوطدا العلاقات لاستقبال الأسرة الجديدة باتقان اتسم بالسلاسة في الأداء والفهم الجيد للشخصيتين وعلاقاتهما ببعضهما. نجح صناع الفيلم في التعبير عن الرؤية الفلسفية لعملهم بشكل اتسم بالكوميديا السوداء التي مرت للمشاهد بسلاسة وتلقائية لا يمكن معها إدراك أنه عمل ينطلق تحت هذا النوع من الكوميديا التي تحسب لفريق العمل لنجاحه في تقديم فيلم يحمل واقعا يكون مأساويا في كثير من الأحيان, يعيشه الفرد بين توقعاته وقرارات القدر المغايرة, من خلال روح كوميدية جاءت في محلها فنيا وبحرفية متقنة.