فى خطوة ذات مغزى تشير إلى اتساع رقعة الحرب على المخدرات فى كل أنحاء العالم، بدأت الولاياتالمتحدة فى تدريب وحدة نخبة فى الشرطة الغانية، وتخطط لعمل نفس الشىء فىكل من نيجيريا وكينيا. وقد جاءت هذه المبادرة الأمريكية فى إطار محاولات واشنطن للتصدى لعصابات المخدرات فى أمريكا اللاتينية وهى العصابات التى تحاول جاهدة تهريب الكوكايين إلى أوروبا عن طريق القارة الأفريقية. ويأتى التدخل الأمريكى الواسع فى أفريقيا فى أعقاب التصعيد فىالحرب على المخدرات فى وسط أمريكا، وهو يتضح من وثائق وشهادات أمام الكونجرس ومن محادثات مع عناصر رسمية فى الخارجية الأمريكية والبنتاجون وشبكة الحرب على المخدرات (DEA). وتطالب السلطات الأمريكية بالتصدى لظاهرة تهريب المخدرات وفى نفس الوقت تبدى مخاوفها من أن تؤدى القبضة الحديدية المفروضة على نقاط ومراكز التهريب الرئيسية مثل المكسيك وأسبانيا، إلى دفع عصابات المخدرات لاستخدام طرق تهريب بديلة فى دول صغيرة وضغيفة تسهل فيها الرشوة. ويشير رد الفعل الأمريكى القومى إلى تحويل اهتماماتها ومواردها للحرب على المخدرات، وذلك على خلفية تقليص وتخفيض مستوى تدخلها العسكرى فى كل من العراق وأفغانستان. ويقول جيفرى بريدن، رئيس قسم أوروبا وآسيا وأفريقيا فى شبكة الحرب على المخدرات (DEA): هذه منطقة علينا أن نحرز تقدما فيها خاصة أننا نأتى متخلفين بعد تتابع الأحداث. وعلى حد قول عناصر أخرى فإن قوة الكوماندوز التابعة لشبكة الحرب على المخدرات لم تبدأ حتى الآن العمل مع وحدات النخبة الجديدة التى تم إنشاؤها فى أفريقيا وهو ما يشير إلى تخلف نحو ثلاث سنوات فى الحرب على المخدرات بالمقارنة مع وسط أمريكا. كما تشير هذه العناصر أيضاً إلى أنه إذا ما قامت قوات غربية بأداء دور تنفيذى مباشر فى أفريقيا فمن الأفضل ولأسباب تاريخية أن تكون هذه القوات أوروبية وليست أمريكية. ويقول ويليام براوفيلد، نائب وزير الخارجية الأمريكية لشئون مكافحة المخدرات وفرض القانون، إن تجار المخدرات بدأوا العمل بالفعل فى أفريقيا، ولذلك فإن هناك حاجة ماسة إلى نشر وحدات النخبة الشرطية التى تم تدريبها. ويضيف:«علينا القيام بعمليات تنفيذية الآن، لأن الأمور تحدث الآن»، غير أن خبراء آخرين يتشككون فى إمكانية نجاح المبادرة الأمريكية ومن بينهم بروس بايجلى، المحاضر فى جامعة ميامى والمتخصص فى شئون أمريكا اللاتينية وتجارة المخدرات، والذى يقول: إن ممارسة الضغط سوف تؤدى ربما إلى تغيير المسارات لكنها لن توقف التدفق، لأن مؤسسات الدول أضعف بكثير». وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه الطريقة دائما تعمل كسيف ذى حدين، فعندما تبدأ فى قتل أشخاص فى دول أجنبية، سواء كانوا مجرمين أم لم يكونوا، فإن لذلك آثاره. وفى السنوات الأخيرة ووفقا لتقارير الأممالمتحدة طرأت زيادة كبيرة على عملية تهريب الكوكايين واستخدامه فى منطقة غرب أفريقيا، الأمر الذى يقوض من استقرار النظم هناك. كما أن هناك عناصر أمريكية رسمية تشير إلى تنظيم القاعدة فى المغرب العربى وهو التنظيم المرتبط بتنظيم القاعدة العالمى، والذى يعرض المساعدة فى نقل أطنان من الكوكايين إلى أوروبا عن طريق شمال أفريقيا لكى يحصل على المال اللازم لتمويل هجماته الإرهابية.