د. ناجح إبراهيم عضو مجلس شورى الجماعة مفكر محترم وله باع طويل فى البحث والتحليل والوصف والتنظير لم يسع لمنصب أو يبحث عن شو إعلامى.. لجأت إليه أكتوبر فقدم نصائح غالية للدكتور مرسى لوجه الله ليس إلاّ وتوالت النصائح من أساتذة العلوم السياسية، والعلاقات الدولية والشئون الأفريقية، وأرباب الفكر والقلم حيث نصحه البعض بأن يقتدى بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، ونصحه البعض الآخر بأن يكون مثل رجب طيب أردوغان فيما أشار إليه البعض أن يتحسس الخطى فى التعامل مع دول حوض النيل.. فكانت الطور التالية. فى البداية تقول د. أمانى الطويل أستاذ السياسة الدولية، والمتخصصة فى الشأن الأفريقى والسودانى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يجب أن نحاكم رموز النظام السابق الذين اشتركوا فى إفساد الحياة السياسية، وإهدار المال العام، ويمكن للدكتور مرسى أن يقوم بعملية إقصاء شاملة لرموز لجنة السياسات والحزب الوطنى، والنخبه الذين استفادوا من النظام ما بين 2005 و2011. وفى ذات السياق تطالب د. أمانى الطويل د. مرسى صراحة بألاّ يناصر د.مرسى أو يدعم أى نظام حكم فى إفريقيا على أساس دينى أو أيديولوجى حتى لا تتأثر السياسة الخارجية المصرية والمصالح الاستراتيجية للبلاد مع دول حوض النيل التى تتخوف حاليا من صعود التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم، لأن ذلك من شأنه الإخلال بالتوازنات الاستراتيجية الموجودة فى تلك الدول، وأن تكون العلاقات الثنائية، طبقا للمصالح الاستراتيجية المصرية دون النظر إلى الموقف الأيديولوجى على أساس أن الرئيس مرسى جاء فى إطار مرجعية جماعة الإخوان المسلمين. وعلى الجانب الآخر يؤكد د. جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية على أن المطلوب حاليا من د. مرسى هو التوافق المجتمعى وإيجاد حل للانقسام الذى حدث أثناء الانتخابات وفور إعلان النتيجة بعد أن تبين أن د. مرسى فاز بزيادة 1.5 على منافسة أحمد شفيق، أضف إلى ذلك أن عدد المصريين الذين صوتوا فى جولة الإعادة كان أقل من النصف، ولذلك فالتوافق يحتاج إلى إصلاحات عميقة فى المجتمع، لأن الانقسام المجتمعى كان بين طرفين مهمين، ولا يكتمل البناء إلاّ بهما. واستبعد د. جهاد عودة أن يأتى السلام الاجتماعى عن طريق تشكيل حكومة ائتلافية أو تعيين نائب رئيس قبطى أو ليبرالى، لأن الشخص الذى يتم تعيينه لا يمثل فئة بقدر ما يمثل تيارا معينا. ولذلك فالمطلوب أن يكون الائتلاف قائما على أساس حزبى، بمعنى أن يختار نائبا أو وزيرا من المصريين الأحرار، أو الوفد أو التجمع حتى يكون الحزب جزءا من الحكومة مع التأكيد بأن منطق الائتلاف لا يوجد فى مصر لعدم وجود نظام سياسى قائم على هذه السياسة لسقوط النظام كلية فى فبراير 2011 وعدم وجود برلمان بعد حكم الدستورية العليا. والمطلوب حاليا هو ظهور قيادة سياسية تكون قادرة على رأب الصدع فى المجتمع. ومن جهته قال المفكر الكبير د. ناجح إبراهيم إن العفو من شيم الكرام وإن الله سبحانه وتعالى قال: «ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو»، والعفو لا يعنى التصالح فى قضايا القتل أو الفساد او الإجرام، ولكن العفو يكون فيمن كان ينتمى للأحزاب والتيارات السياسية مع التذكير بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والذى لنا فيه قدوة حسنة، قد عفا عن وحشى قاتل عمه حمزة رضى الله عنه وأرضاه. ولأن الصلح خير كما قال الله فى قرآنه، يجب أن نقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم الذى تصرف برقى عند فتح مكه، فعندما دخلها منتصرا قال لأهلها:ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال اذهبوا فأنتم الطلاقاء. ويستطرد د. ناجح إبراهيم قائلا أتدرى من كانوا الطلقاء الذين عفا عنهم النبى وصحبه كان منهم عمرو بن العاص داهية العرب الذى فتح الله على يديه مصر. وكان من الطلقاء أيضا خالد بن الوليد، والذى حصل على وسام الاستحقاق والنجمة العسكرية، ليس من رئيس او وزير، ولكنه حصل عليها من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى قال فى حقه: عليكم بخالد، إنه سيف الله المسلول، وتزينت سيرته بالقول المأثور: عقمت النساء أن يلدن مثل خالد. ويتابع المفكر الكبير د. ناجح إبراهيم قائلا إن عكرمة بن أبى جهل كان من الطلقاء أيضا، والذى فتح الله على يديه بلاد فارس. ويذكر التاريخ أيضا أن «وحشى» قاتل حمزة كان من الطلقاء أيضا، والذى قال النبى فى حقه، عندما رأى عمه مقتولا: لإن مكننى الله منهم لأقتلن 70 رجلا منهم، وعندما حسن إسلام وحشى قال له النبى: أغرب عن وجهى وقد عفوت عنك، وتمر الأيام ويلحق النبى محمد صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وتظهر أولى ثورات التمرد فيما سمى بثورة المرتدين فى عهد أبى بكر الصديق، وكانت المفاجأة أن يلتقى جيش الإسلام مع جيش مسيلمة الكذاب.. الذى قتله وحشى برمحه، وقال عندها: لقد قتلت عدو الله فداء لحبيب رسول الله. وأخيراً وفى نصيحة لا تخلو من مغزى طالب المفكر الكبير د. ناجح إبراهيم د. مرسى صراحة ألا يصطدم مع المؤسسة العسكرية، وباقى مؤسسات الدولة، وأن يقبل الوضع الراهن بظروفه وملابساته، وأن يستفيد من تجرية رجب طيب أردوغان فى تركيا الذى قبل السلطة وهى فى يد الجيش، ثم بدأ رويدا رويدا فى استعادة السلطات التى كانت منزوعة من يده بطريقة أجبرت جنرالات الجيش على احترامه والتعاون معه. ومن جهته يرى الكاتب الصحفى الكبير أحمد السيوفى أن التصالح شىء محمود دون التفريط فى دولة سيادة القانون، أو فى قضايا قتل المتظاهرين، وناشد د. مرسى أن يتم تطبيق القانون على الكبير مهما كان قدره، وان يتم الافتداء بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال: إنما هلك من كان قبلكم أنه إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها، مع تشجيع ودعم من كان بريئا حتى لو كان من أشهر رموز النظام السابق، لأن المواطنين أمام القانون سواء. وقال السيوفى إنه يمكن للدكتور مرسى أن يقوم كاجراء احترازى بإقالة بعض القيادات التى تحوم حولها الشبهات، والتركيز فى الفترة القادمة على الجيل الذى ظل حبيس الأدراج لأكثر من 30 عاما، ولا يمانع السيوفى أن يتم استخدام الشرعية الثورية فى إطار القانون، بمنع قيادات الوطنى المنحل من الترشح فى المحليات، أو انتخابات مجلس الشعب القادمة، أو تعيينهم وزراء ومحافظين، لأن أمثال هؤلاء سيكونون حجر عثرة أمام بناء الدولة المصرية الحديثة. وفى نصيحة خالصة دعا أحمد السيوفى د. مرسى إلى احتواء التيارات السياسية المختلفة والتوافق مع مؤسسات الدوله وخاصة مؤسسات الشرطة والقضاء والجيش، بالإضافة إلى مؤسسات الأزهر والكنيسة والكيانات الأدبية والفنية والنقابات المهنية واتحاد العمال واتحاد الكتاب، وغيرها من قطاعات الدولة المختلفة، رافضا الصدام مع رموز الفكر والأدب والفن والسياسة، وذلك لأن د.مرسى أصبح رئيسا لكل المصريين.