يواجه المنتخب المصرى الأول خطرا واضحا يهدد تاريخه الكبير على المستوى القارى الذى حققه خلاله سبع بطولات أمم أفريقية منها ثلاث مرات متتالية خلال الست سنوات الأخيرة قبل حاضره الذى أصبح فى مهب الريح خلال مشوار التصفيات الأولية الحالية لأمم أفريقيا 2013، وذلك بعد هزيمته الثقيلة والمفاجئة على أرضه أمام منتخب ضعيف وليس صاحب تاريخ أو حتى حاضر قوى (منتخب أفريقيا الوسطى) بنتيجة 3 أهداف لهدفين، والذى تفوق على منتخبنا بعشرة لاعبين فقط بعد أن تم طرد أحد لاعبيه، وهو ما قد يهدد مسيرة المنتخب الوطنى نحو التأهل للمرة الثانية على التوالى لنهائيات أمم أفريقيا.يحتاج منتخبنا للفوز بفارق هدفين فى المباراة التى يستضيفه فيها منتخب أفريقيا الوسطى على أرضه ووسط جماهيره التى ستكون متحفزة للصعود إلى نهائيات الأمم الأفريقية وهى المهمة التى تكاد تكون صعبة للغاية نظرا لاقتراب المنافس من التأهل ولكونه سيحظى بدعم جماهيرى هائل فى مباراة العودة. هذه النتيجة لم تكن وحدها المفاجأة للجمهور والمتابعين للمنتخب المصرى بل الأداء السيىء والأخطاء الفادحة للاعبين وخاصة المدافعين، حتى أن الفيفا وصف هذه النتيجة بالانتكاسة على موقعه الرسمى وأن المنتخب المصرى صاحب الرقم القياسى فى الفوز بنهائيات أمم أفريقيا لسبع مرات خسر أمام 10 لاعبين من أفريقيا الوسطى فى الجولة الأولى من التصفيات، وأدت تلك النتيجة إلى خسارة المنتخب المصرى للمرة الأولى على أرضه خلال 38 مباراة خاضها بالتصفيات الأفريقية منذ بداية نظام التصفيات عام 1965. وأكد الأمريكى بوب برادلى المديرالفنى للمنتخب أنه على استعداد للرحيل إذا كان ذلك يصب فى مصلحة الفريق بعدما أصبح مهددا بالغياب عن كأس الأمم الأفريقية المقبلة، وأنه حزين للهزيمة وتحمله مسئولية الخسارة،مرجعا الهزيمة لإرهاق اللاعبين. لكن برادلى الذى تولى تدريب مصر العام الماضى وخاض مع الفريق مباراتين فقط على أرضه بدأ مشواره فى تصفيات كأس العالم 2014 بشكل مثالى فى وقت سابق من الشهر الجارى بالفوز أولا على موزمبيق 2-0 قبل أن يحقق فوزا ثمينا خارج أرضه على غينيا 3-2. وأضاف: رغم استبعاد ثنائى هجوم مصر عماد متعب وعمرو زكى من تشكيلة الفريق فى الفترة الأخيرة إلا أنه يمكن الاستعانة بأى منهما فى المباريات المقبلة، وأنه ساق مبرراته فى ذلك بأن متعب مع فريقه الأهلى فى معسكر تركيا وزكى مع المنتخب الأوليمبى. وستخوض مصر مباراة الإياب أمام أفريقيا الوسطى فى 30 يونيو وستستكمل مشوارها فى تصفيات كأس العالم فى مارس 2013. وهنا يتبادر السؤال كيف يعبر المنتخب من هذا الموقف الحرج الذى وضع نفسه فيه ويحقق الفوز بفارق هدفين على منافسه ليصعد لنهائيات أمم أفريقيا القادمة؟، وهل كثرة النجوم فى الفريق تشكل عبئا على الجهاز الفنى فى اختياراته؟ وهل هناك مجاملات فى وضع التشكيل أو أخطاء فى التغييرات وما إلى ذلك من تحليلات فنية يسوقها لنا المحللون والخبراء فى السطور التالية؟. فى البداية يقول هشام يكن لاعب الزمالك الأسبق إن أغلب اللاعبين ظهروا داخل الملعب بجانب الجهاز الفنى بقيادة الأمريكى «بوب برادلى» على الخط فى حالة غير طبيعية، وهذا الموقف يذكرنا بهزيمة مماثلة للفراعنة فى كأس القارات 2009 أمام المنتخب الأمريكى بثلاثية بعد فوزنا التاريخى على منتخب إيطاليا فى نفس البطولة بهدف. ورغم ذلك لم يفقد منتخبنا المصرى بعد فرصته فى التأهل، حيث يمكنه تحقيق الفوز على منافسه فى لقاء العودة وبفارق كبير من الأهداف فهو ليس بالفريق الذى يشكل خوفا أو خطرا وكل ما حدث هو مرور اللاعبين ببعض الارهاق بجانب قلة خبرة لدى بعض اللاعبين الشباب وثقة زيادة لدى بعض النجوم. وأضاف أن المنتخب يمر بمرحلة انتقالية ولابد من الصبر ومن المهم التدقيق من الجهاز الفنى فى اختيار اللاعب الجيد فى كل مركز وإتاحة الفرصة له ليلعب بصرف النظر عن الأسماء والعبرة بالمجهود والروح ولابد للجهاز الفنى أن يضع قواعد وأسسا قوية للاختيار. وقال: الأرقام والإحصائيات فى المباراة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن المنتخب المصرى استحق الهزيمة فقد صنع المنتخب 8 فرص تهديفية فقط مقابل خمس فرص للمنافس، فى حين لم تكن المحاولات الهجومية عموما أفضل حالا من الفرص المحققة، كما بلغ استحواذ المنتخب المصرى على الكرة 70%، مقابل 30% لأفريقيا الوسطى، ولكنه كان استحواذا سلبيا بلا خطورة وأغلب تمريرات المنتخب المصرى الصحيحة كانت فى مناطق وسط الملعب أوالخط الخلفى، وكانت التمريرات للأمام معظمها خاطئة. وأكد طارق الصاوى المدير الفنى السابق لفريق المصرى على ضرورة إعادة تقييم أداء النجوم فى كل الخطوط فى المنتخب والبحث عن المهاجمين القناصين لعلاج مشكلة إضاعة الأهداف بكل سهولة، كما شاهدنا فى اللقاءات، فلا يخدعنا فوزنا فى مباراتين هما أمام فرق تعد ضعيفة. وطالب بوجود اثنين من رءوس الحربة الصرحاء لتحقيق الخطورة الهجومية ولابد من علاج السلبيات التى ظهرت، فالهدف الأول فى مرمانا نتيجة أخطاء بدأت من خط الوسط وعدم الضغط على الخصم ولابد من التنبيه على اللاعبين لعدم الاعتراض على التحكيم. وشدد على ضرورة معالجة التمركز الدفاعى الخطأ للمدافعين وعلاج البطء فى تحركات خط الوسط ولابد أن يتعلم النجوم من الأخطاء سواء فى الدفاع أوالهجوم. وقال إن المباريات تكشف الأخطاء ويستفيد منها الجهاز ولابد من ثبات التشكيل وعدم التضحية بالأسماء الشابة. كما أشار على أبو جريشة الخبير الكروى إلى أن المنتخب المصرى قدم أسوأ مباراة له على الإطلاق وبدا على اللاعبين عدم التركيز. وأضاف أبوجريشة أن موقف المنتخب الوطنى متأزم حتى هذه الهزيمة، حيث يحتاج لتحقيق نتيجة أكبر فى مباراة العودة بأفريقيا الوسطى يوم 30 يونيو الجارى. وعن طريقة الإنقاذ التى يجب أن يحاول عملها المدير الفنى للمنتخب أكد أبوجريشة ضرورة اللعب على الفوز بأى طريقة ما يراها برادلى، بحيث تكون هجومية بجانب إعادة التنظيم الدفاعى بين لاعبى الدفاع فى ظل افتقادهم التفاهم والتنسيق الحركى، حيث أدى سوء التنظيم الدفاعى بين ثلاثى الدفاع محمود فتح الله وأحمد حجازى ومحمد عبدالشافى إلى انفرادات بالجملة أحُرز من خلالها الأهداف الثلاثة لأفريقيا الوسطى، فضلاً عن سوء التغييرات التى أجراها برادلى فى المباراة السابقة، حيث كانت جميع التغييرات عديمة الفاعلية وشدد نجم منتخب مصر السابق على ضرورة الاهتمام بالجبهة اليمنى وإعادة تنظيمها بعدما أهدرت هذه الجبهة فى مباراة الذهاب أغلب الهجمات التى جاءت من خلالها بجانب تحملها النسبة الأكبر من الكرات العرضية غير الدقيقة.