رغم أن العد التنازلى لسباق الرئاسة بدأ يقترب من ساعة الصفر.. عندما يتوجه أكثر من 50 مليون مصرى للصناديق لانتخاب رئيسهم- لأول مرة- بإرادتهم الحرة.. وأتحدى أن يعلم أحد هذه المرة نتيجة الانتخابات مسبقا رغم كل الشائعات، والأقاويل والكلام الذى لا ينتهى عن التزوير والضغوط التى تمارس من أجل مرشح محدد! لكن الغريب والعجيب أن المرشحين مازالوا يحاصروننا فى كل مكان.. ويواصلون الليل بالنهار لإقناع الناس ببرامجهم الانتخابية التى ستحول مصر إلى جنة الله على أرضه خلال أربع سنوات فقط إذا تم انتخابهم. وأن الحياة فى مصر ستكون لونها «بمبى بمبى» على رأى أستاذنا صلاح جاهين.. والتى كانت من قبل سوداء وزرقاء صنعها رموز النظام السابق بزعامة الرئيس المخلوع مبارك.. الذى جثم على صدورنا لمدة 30 سنة.. ورث خلالها مصر ومن عليها! فالمرشحون للرئاسة- بلا استثناء- أسرفوا فى وعودهم.. وتمادوا فى أحلامهم الوردية.. وكأنهم يتحدثون عن مصر التى لا نعرفها ولا نعيش فيها!.. فالمرشحون وضعوا حلولا على الهواء- مباشرة- لكل مشاكلنا فى مصر ابتداء من عجز الموازنة والدين المحلى والخارجى والبطالة والصرف الصحى ومياه الشرب ومرورا بإصلاح التعليم والتأمين الصحى والإسكان.. وانتهاء بالانفلات الأمنى الذى وعد أحد المرشحين بعلاجه فى 24 ساعة.. وقال له أحد المذيعين إن هذه وسعت منه حبتين!- يعنى هو الكلام بفلوس- وهكذا يكون استخفاف هذا المرشح بعقولنا الذى قال من قبل إنه سيأتى بشاى الصباح للثوار فى ميدان التحرير وأنه سيوزع عليهم «البون بونى»! إننا عندما نتوجه إلى صناديق الانتخاب فى صباح الأربعاء القادم يجب أن يعلم كل منا أننا فى حاجة إلى رئيس دولة مدنية يحقق فيها العدل والمساواة والكرامة بين المصريين ويعيد لمصر علاقتها مع الدول، ويعيد لها ريادتها التى تقلصت عاما بعد عام بسبب انشغال الرئيس المخلوع بقضية توريث الحكم لابنه المحروس «جمال»! ووصل بالمصريين أن يكون بينهم 40% يعيشون تحت خط الفقر.. وأن يعيشوا فى المقابر والعشوائيات ويتقاتلوا من أجل كسرة خبز.. ويسيطر حزبه ورموزه على مقاليد الدولة وثرواتها! وعموما فإننا لسنا فى حاجة إلى أن نعيد هذه التجربة السيئة فى مصر ونختار هذه النماذج من رجاله مرة أخرى! ??? إننى أتمنى من كل مصرى على أرض بلدنا أن يمارس حقه فى انتخاب الرئيس الجديد بكل عقل راجح من أجل بناء مصر المستقبل.. وحتى نخرج من هذه الأزمة التى عشنا فيها منذ30 عاما.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!