أحد أهم وأفضل الأفلام التى يمكن أن تشاهدها مستمتعاً بالفن السابع، والتى سبقتها سمعتها الفنية الرفيعة المُستحقة، الفيلم الدانمركى - السويدى - الفرنسى - الألمانى المشترك «melanchalia» للمخرج الشهير «لارس فون ترير». الفيلم عرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2011، وحصلت بطلته الجميلة «كريستين دانست» على جائزة أفضل ممثلة فى المهرجان عن دورها فى الفيلم الكابوسى الذى يقّدم رؤية سوداء لنهاية العالم، ونهاية الانسان، بل يعتبر هذه النهاية خاتمة للشر نفسه، وعلى حد قول بطلة الفيم: «الأرض شريرة ولن يحزن أحدٌ لفقدها»! يتكون بناء الفيلم من ثلاثة أجزاء: فى الجزء الأول الذى يسبق العناوين، نشاهد عدة لوحات رائعة لبطلتنا «جوستين» (كريستين دانست)، ولمشاهده انفجار كوكب الأرض بعد أن اصطدم بكوكب آخر يطلق عليه الفيلم اسم كوكب «ميلانكوليا» فى هذه اللوحات التى تصاحبها موسيقى افتتاحية أوبرا «تريستان وإيزولدة» لريتشارد فاجنر، يمتزج الجرافيك بالحركة البطيئة، بالتداخل الكامل بين الانسان والطبيعة للتعبير عن نهاية عالم كامل بشخوصه ومفرداته، ويلى ذلك جزءان، الأول بعنوان جوستين، ويحكى لنا عن مرأة مأزومة حائرة رغم أن اليوم هو يوم زفافها على شاب وسيم يحبها هو «مايكل»، ويتعرف فى حفل الزفاف على رئيسها فى العمل «جاك»، وعلى والدها السكير «جون هارت»، وأمها شديدة الجفاف «شارلوت رامبيلنج»، وأختها «كلير» (شارلوت جنسبورج)، وينتهى حفل الزفاف بإنفصالها عن عريسها وبفقدانها لعملها فى مجال الإعلانات بسبب مزاجها ونفسيتها المضطربة، أما الجزء الثالث فهو بعنوان «كلير»، حيث تنتقل «جوستين» المكتئبة للإقامة مع أختها وزوجها «جون» (كيفر سازرلاند) الذى يتابع اقتراب كوكب «ميلانكوليا» من الأرض برفقة ابنه الصغير «ليو»، وينتهى الفيلم بانتحار «جون»، وباستسلام «جوستين» و«كلير» والطفل «ليو» للحظة الإصطدام المروعة. اعتمد «لارس فون ترير» فى معظم أجزاء الفيلم على الكاميرا المحمولة تكاد تقوم بالتلصصّ على شخوصه مع الاستخدام المستمر لعدسة الزوم اقتراباً وابتعاداً بما يعطى مظهر لقطات الأفلام الاخبارية، وكان اللونان الأكثر استخداما الأسود والأزرق وهما لونا الكوكب الذى سيدمر الأرض، ورغم براعة التفاصيل والحوار والموسيقى واختيار أماكن التصوير والتصرف البصرى الرائع خصوصاً فى المقدمة السيريالية وفى مشاهد التدريب بالخيول، إلا ان شخصية «جوستن» ظهرت غامضة تماماً حيث تبدو مريضة بالاكتئاب فى الجزء الأول ثم تصبح أقرب إلى العرافة فى الدراما الاغريقية فى الجزء الثانى، وقد أثر ذلك على أداء «كريس تين دانست» رغم اجتهادها فبدت متفوقة احياناً وعادية فى كثير من المشاهد.