استطاع أبو إسماعيل فى أيام قليلة أن يتحول إلى أحد أولياء الله الصالحين، كما صوره أتباعه الذين نزهوه عن الخطأ، كما استطاع أن يتتلمذ على يده ويسير خلفه أتباع ومريدون حشدهم بالآلاف، فالتفوا حوله ونصبوا له زفة منذ إعلانه الترشح وحتى قرار استبعاده من سباق الرئاسة، ولكن كل ذلك تحول إلى صدمة أذهلت عقولهم فلم يتخيلوا أن وليهم كاذب أو مخادع بل ثبت فى يقينهم أنه تم التآمر عليه لأنه الأفضل والأصلح للرئاسة مثلما يرددون ويتحاورون فهرولوا خلفه من قصر الأندلس بعد محاصرة اللجنة العليا للانتخابات إلى ميدان التحرير واعتصموا به تاركين تجارتهم وأعمالهم دفاعا عن الشيخ.«أكتوبر» التقت عددا من المعتصمين من أنصار أبو إسماعيل فى ميدان التحرير جاءوا من محافظات عديدة فهناك أكثر من 10 خيام من محافظات الوجه البحرى وخيمة أخرى من أنصار الدعوة بمحافظة سوهاج، كما أن هناك من جاء من العريش وسيناء، ونصب أنصار أبو إسماعيل حوالى 80 خيمة بالميدان تنوعت بين خيم صغيرة وكبيرة مقسمة بين حديقة مجمع التحرير ووسط صينية الميدان وهناك منصة كبيرة بصينية الميدان ويعتليها مجموعة من الشيوخ ودعاة السلف ويتبادلون إلقاء الكلمات على المعتصمين ويحثونهم على التماسك وتوحيد صفوفهم. كما يرددون شعارات عدائية ضد المجلس العسكرى والفلول واللجنة العليا للانتخابات. محمد مصطفى أحد المعتصمين بالميدان وعاطل عن العمل منذ ست سنوات قال: إن المتوافدين على الميدان يعتصمون من أجل الشيخ حازم صلاح بعد استبعاده من الانتخابات الرئاسية،بالإضافة إلى مطالبتهم بإسقاط حكم العسكر و إلغاء المادة 28، وحل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وتفعيل دور البرلمان، وإنشاء محاكم ثورية لرموز النظام السابق، وإعداد الدستور بالتوافق الوطنى مع عدم اشتراط إعداده قبل الرئاسة،مؤكدا أنه ليس هناك دليل قاطع على إثبات الجنسية الامريكية لوالدة حازم أبو إسماعيل وأن ما كشفته اللجنة العليا مجرد صور ضوئية. أما أحمد العزبى محام أكد أن اعتصامهم مفتوح ويتم المشورة بينهم بمتابعة شيوخ المنصة للتشاور حول الخطوات التى تتم من قبل المعتصمين مثل فتح الطريق أو غلقه أمام المارة وفض الاعتصام أم لا وذلك من خلال رأى الأغلبية، ويطالب بإظهار مستند يؤكد أن والدة أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية وتساءل لماذا لم يتم محاسبته لمخالفته شروط اللائحة الخاصة باللجنة العليا للانتخابات؟ وأضاف: لذلك نشكك فى صحة أقوال اللجنة. وعن ذهابه لعمله يقول العزبى أذهب بعد صلاة الفجر وأعود للميدان فى العصر. وأضاف محمد البحيرى حاصل على بكالوريوس حاسبات ولا يعمل أن ذهاب الشيخ حازم أبو إسماعيل لأمريكا كان لنشر الدعوة الإسلامية.. و انتقد البحيرى ما ينشر فى وسائل الإعلام حول أن المعتصمين بالميدان هم أنصار الشيخ حازم قائلا: نرفض كلمة «أنصار»، مؤكدا أن اعتصامهم بالميدان من أجل نصرة رجل تعرض لظلم بين على حد قوله نافيا أن يكون اعتصامهم من أجل نصرة مرشح بعينه. وتردد بالميدان بين أنصار أبو إسماعيل أن أحد الأشخاص روى لهم من فوق المنصة أنه رأى أبو إسماعيل وهو نائم داخل المسجد الحرام بالقرب من الكعبة، وأنه سأله ما الذي جاء بك إلى هنا يا شيخ، فرد عليه أبو إسماعيل “جئت لتسلم صك حكم مصر من خليفة المسلمين، وأقسم الرجل على ما رآه أنه حقيقى». معتبرا أن ذلك دليل على أن الله سينصر حازم على أعدائه في معركته الانتخابية. وفى السياق ذاته رددت المنصة الدعاء على أعداء الشيخ وأعضاء اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، وأمن أنصاره على الدعاء وهتفوا: «الشعب يريد حازم أبوإسماعيل» و «الشعب يريد تطبيق شرع الله». وقد ظهرت المرأة السلفية فى مشهد مختلف تماما عما سبق؛ فقد نزلت الميدان تأييدا لأبو إسماعيل حيث يعد ذلك من وجهة نظرها جهادًا فى سبيل الله. والأغرب أن السلفيين سمحوا للمنتقبات بالاعتصام شرط ارتداء النقاب ووجود محرم لها وهو مشهد غريب على السلفيين انفسهم الذين رفضوا ذلك من قبل، فتقول إحدى المنتقبات بالميدان إنها ليست معتصمة من أجل شخص أبوإسماعيل لكن من أجل «إعلاء كلمة الحق» والمطالب المرفوعة في الميدان، مؤكدة أنهن يعتصمن بالطريقة الشرعية ويحميهن رجالهن، مشيرة إلى أن خروجهن للاعتصام أمر مؤقت وليس دائمًا ولكنهن مضطرين لحماية الوطن ومطالب الثورة على حد قولها. مضيفة أنهن يتبعن تعليمات الشيوخ بالميدان الخاصة بالمرأة المعتصمة ومن ضمن هذه التعليمات ألا نتكلم مع أحد أيا كان نساء متبرجات على حد قولها أو إعلاميين. وعن الباعة في الميدان، فقد تغيرت ملامحهم ، فهم أصحاب اللحية فقط ويبيعون المثلجات والمياه والعصائر، كما انتشر الباعة الذين يبيعون «بوسترات أبو إسماعيل» وصورا أخرى للمرشحين الإسلاميين مثل محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين وعبدالمنعم أبوالفتوح. وتعليقا على ما يفعله أتباع ومؤيدو أبوإسماعيل صرح الشيخ محمد عبد المقصود الداعية السلفي المعروف فى أحد البرامج التليفزيونية بأن أتباع حازم صلاح أبوإسماعيل «مهوسون» وذلك فى رده على قولهم إن عبد المقصود سيدخل النار هو وياسر برهامى وصفوت حجازى لعدم تأييد قادة حزب النور ومشايخه لصلاح أبوإسماعيل وعدم وقوفهم بجواره أثناء وبعد الأزمة وهو ما دفع العديد من قيادات الحزب لا سيما فى الجيزة والقاهرة لتقديم استقالتهم احتجاجا على هذه الممارسات. قال عبد المقصود إنه ليس ضد أبوإسماعيل، لكنه يرفض الإرهاب الفكري الذي يلمسه من أتباعه، مضيفا أنه لا يجوز وصف أبو إسماعيل بأنه الرئيس المخلص..