وزير النقل والصناعة: 24.585 مليار جنيه إيرادات مستهدفة للشركة القابضة للنقل البحري والبري في 2025/2026    بلومبرج: «الأهلي المصري» الأول في السوق المصرية كوكيل للتمويل ومرتب رئيسي للقروض المشتركة خلال النصف الأول 2025    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى نحو مليون و33 ألفا و930 فردا منذ بداية الحرب    بينهم 8 يجلبون المياه.. استشهاد 28 فلسطينيا جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة    مستوطنون يحرقون بركسا زراعيا في دير دبوان شرق رام الله وسط الضفة    ضياء السيد: رحيل كريم الدبيس عن الأهلي سيكون قرارا خاطئا    ميسي يواصل كتابة التاريخ في الدوري الأمريكي    صلاح يترقب قرارا حاسما في ليفربول بعد ساعات    محمود جابر الأول على التعليم المزدوج: أحلم بدراسة البايوتكنولوجي في الخارج    طقس الإسكندرية اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح مع ارتفاع موج البحر    مباحثات لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين جامعتي القاهرة وجنوب الصين الزراعية    البحيرة.. فريق طبي بمستشفى وادي النطرون ينجح في إصلاح اعوجاج انتكاسي بالعمود الفقري لمريضة    تأجيل الانتخابات المحلية ودمجها مع التشريعية والرئاسية في إفريقيا الوسطى    اسعار الدولار اليوم الاحد 13 يوليو 2025.. بكام النهاردة ؟    كوريا الشمالية تزود روسيا ب12 مليون قذيفة مدفعية    مصرع شخصين إثر تصادم سيارة ربع نقل ودراجة بخارية بقنا    أسعار الأسماك بأسواق محافظة كفر الشيخ... البوري ب130 جنيه    كان بيتكلم في الهاتف.. وفاة طفل صدمه القطار أثناء عبور شريط السكة الحديد بالشرقية    بعد ارتفاعه الأسبوع الماضي .. أسعار الذهب اليوم وعيار 24 يسجل 5326 جنيهًا    فيلم مطلوب استغلاله ومخرجة يجب تكريمها    عندما تكرم الوزارة كاتبًا يتهم قادة ثورة يوليو بالتآمر!    موعد طرح فيلم «روكي الغلابة» بطولة دنيا سمير غانم    تنسيق الجامعات 2025 .. دليلك لاختبارات القدرات بفنون جميلة الزمالك تخصص عمارة    مأساة نص الليل.. غرق سيارة ملاكي في نكلا بالجيزة- صور    "سيتجه للتدريب".. لاعب الأهلي السابق يعلن اعتزاله كرة القدم    رئيس التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ينفي احتمال استقالته بسبب خلافات مع وزيرة العدل    نصف ساعة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية»    إتحاد عمال الجيزة يطلق حوارا مباشرا مع اللجان النقابية لبحث التحديات    حفل توقيع ومناقشة كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة".. الأربعاء    آمال ماهر ووليد توفيق يشعلان الليلة الثانية من مهرجان «ليالي مراسي»    في جولة ليلية مفاجئة.. محافظ الغربية يتفقد شوارع طنطا لمتابعة النظافة والإشغالات    سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأحد 13-7-2025 بعد هبوطه الأخير في 7 بنوك    والده يعشق الكاراتيه وأزمة بسببه.. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة وسام أبو علي    تعرض لهجوم ب 6 قذائف.. تفاصيل إصابة الرئيس الإيراني خلال محاولة اغتيال أثناء الهجوم الإسرائيلي    أفضل أدعية الفجر.. 10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال    «دوروا على غيره».. نجم الزمالك السابق يوجّه رسائل نارية لمجلس لبيب بسبب حمدان    انفوجراف.. الحصاد الأسبوعي لأنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي    اللقب الثالث تواليا يضيع.. الشرطة بقيادة مؤمن سليمان يودع كأس العراق بركلات الترجيح    نشرة التوك شو| مصر تقود جهود إقليمية لوقف إطلاق النار بغزة وارتفاع درجات الحرارة يُفاقم الحرائق    القضاء الإداري يتلقى طعنا لاستبعاد مرشحين من انتخابات مجلس الشيوخ بالقليوبية    23 متهمًا للمحاكمة في خلية اللجان النوعية| اليوم    نجاح فريق الجراحة بمستشفى الفيوم العام في إنقاذ طفل بعد انفجار بالأمعاء الدقيقة    مغلق من 13 عامًا.. عمرو سمير عاطف: غياب قصر الثقافة حرم أجيالًا من الفن والمسرح    7 أسباب شائعة وغير متوقعة لرائحة التعرق الكريهة    انفراجة حقيقية في الأوضاع المالية.. حظ برج الدلو اليوم 13 يوليو    نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس عبر بوابة التعليم الفني (رابط)    «زي النهارده».. وفاة كمال الدين رفعت أحد الضباط الأحرار 13 يوليو 1977    ساويرس والسعد وثالثهما علاء مبارك!    أزمة الوفد وانتخابات الشيوخ    يمنع امتصاص الكالسيوم.. خبيرة تغذية تحذر من الشاي باللبن    ماء الكمون والليمون.. مشروبات فعالة في التخلص من الغازات والانتفاخ    رسالة مؤثرة من مودريتش بعد الرحيل عن ريال مدريد    بتهمة تجارة المخدرات.. المشدد 6 سنوات لسائق توك توك في الوراق    تظاهرة في العاصمة السويدية احتجاجًا على تواصل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة    هل الوضوء داخل الحمام صحيح؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رئيس جامعة الأزهر: آية الدعاء في عرفة تقسم الناس إلى فريقين.. وأقوال المفسرين تكشف دقة التوجيه القرآني    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا.. والدين.. والسياسة (4 - 4) القضية «2266»
نشر في أكتوبر يوم 22 - 04 - 2012

حدثنى البابا شنودة الثالث قبل عدة سنوات عن طائفة شهود يهوه وغيرها من الطوائف التى تؤمن بالعقيدة الألفية وهى عقيدة صهيونية، ونفى عن هذه الطائفة صفة الوطنية، وقال بصريح العبارة «إن أصحاب هذه العقائد يخلطون الفكرة الصهيونية بالعقيدة المسيحية»، وأهدانى زميل فى العمل كتابين للبابا القبطى الراحل عن شهود يهوه والأدفندست «السبتيون» أى الذين يقدسون السبت مثل اليهود ويؤمنون مثل شهود يهوه أنه من الضرورى أن يجتمع يهود العالم فى فلسطين ويقيموا معبدهم مكان المسجد الأقصى ويعلنوا مملكتهم حتى يعود المسيح عيسى ابن مريم الحى فى السماء إلى الأرض!!.. هذه العقيدة التى اخترقت جسد الطائفة الإنجيلية الصهيونية فى الغرب.. ولم يحدثنى البابا شنودة عن العقيدة البهائية التى اكتشفت بعد لقائى معه بعدة سنوات أنها تسعى إلى اختراق المسيحية وتعمل على جذب أبنائها مثلما تفعل مع المسلمين، وأدلة ذلك ماورد فى الأوراق الرسمية للقضية رقم 2266 جنح قصر النيل التى دارت وقائعها فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن العشرين.
(1)
أما الذى استدعى إلى ذهنى مجددا تفاصيل هذه القضية فهو ما نبهنى إليه أحد الأصدقاء - شبه جازم – من أن معظم الذين سافروا إلى القدس خلال الأيام القليلة الماضية ليسوا من المسيحيين ولكنهم من البهائيين (مثبت فى خانة الديانة بهوياتهم أنهم مسيحيون).. وربطت ما قاله الأخير بإدراج زيارة المحفل البهائى الكائن فى حيفا على جدول المزارات فوجدت أن هناك اتساقا فى الأمر.. فما حاجة المسيحى إلى زيارة المحفل البهائى؟
وعدت إلى قراءة ما كتبته ونشرته فى كتاب حمل عنوان «أسرار واعترافات البهائيين» عن القضية التى حملت رقم 2266 جنح قصر النيل لسنة 1985، والمستأنفة بالقضية رقم 2961 استئناف جنوب القاهرة لسنة 1987 وعنه أنقل لكم الملاحظات الآتية:
- لم أرد التصريح بأسماء المتهمين كما وردت فى أوراق القضية الرسمية التى بين يدى، وإذا كنت قد تحدثت عن بيكار الرسام والصحفى (فى فصل سابق من الكتاب وكان من المتهمين الرئيسيين فى هذه القضية) فقد ذكرت اسمه صراحة، لأن بيكار نفسه هو الذى لم يرد إخفاء اسمه أو مساعدة الناس على نسيانه بجرأته فى إذاعة الأمر ومراسلة ومكاتبة الصحف والرد على من كتبوا عنه أو كتبوا عن القضية، وبدا فى هذا أنه يريد أن يستغل هذه الضجة، ليس فى الدفاع عن نفسه، ولكن فى النشر والترويج للبهائية، بينما التزم الآخرون الذين شملتهم نفس القضية الصمت خارج غرف التحقيقات وقاعات المحاكم.. ولهذه الأسباب لم أرد أن أعيد تذكيرالناس بهم، من باب الستر أو افتراض أن منهم من تاب وأناب وعاد إلى جادة الصواب.
- فى كل الأحوال نحن لا نحاكم أشخاصهم، وهم أحرار فى معتقدهم، ولا نحاكم ضمائرهم أو نفتش فيها، ولكن نكتب من منطلق رفضنا لنشر الكفر فى مجتمع ارتضت فيه الأغلبية أن تُعلى عقيدة الإيمان، ومن منطلق التنبيه إلى خطورة هذه العقائد على أمن الوطن والمجتمع وجر البلاد والعباد إلى الأفكار التى تخدّم على العقيدة الصهيونية.
- ومن بين 13 رجلا وامرأة شملتهم أوراق القضية 2266، هناك على الأقل أربعة كانت ديانتهم الأصلية المسيحية قبل أن يتحولوا إلى البهائية، وهذا واضح جدا من أسمائهم التى طالعتها فى أوراق القضية وأكدتها أقوالهم وهناك اسم خامس لامرأة التبس علىّ أمرها، وما قصدت أن أقوله من الملحوظة السابقة هو: أن البهائية تجتذب نسبيا عددا كبيرا من المسيحيين وذلك بسبب معتقدها فى التجسد وتقديم البهاء على أنه دورة أو عودة للمسيح على الأرض.
(2)
المتهم الثانى فى القضية رقم 2266 والحروف الأولى من اسمه: (م.ب.ع) قرر أنه يعتنق البهائية - قبل مثوله أمام جهتى التحقيق والقضاء - خمسة عشر عاما والشىء الغريب هو أن زوجته وابنته لا تعلمان شيئا عن ذلك، وأغرب منه أنه عندما سئل عن أنه تلقى التعاليم البهائية عن طريق المتهم الأول (ع . ع . ج) قرر أن هذا الشخص كان مسلما قبل أن يعتنق البهائية أما هو فكان مسيحيا، ومن مبادئ المسيحية أنها تنفى أى دين يأتى بعدها ولا تصدق مسلما، لكنه آمن بالدين الإسلامى بعد إيمانه بالبهائية (!!).
(3)
أقوال المتهمين فى القضية فيها إقرار واضح من أكثرهم أنهم غير متعمقين فيما يدينون به، وأوضح من ذلك لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد هذا الخلط الكبير بين العقيدة الدينية والأفكار السياسية، على سبيل المثال ما جاء فى أقوال المتهمة الثالثة (أ. ح. ر) من أن الديانة البهائية تقوم على مجموعة من المبادئ كوحدة الأديان والعالم الإنسانى وإيجاد لغة عالمية، وسبقها إلى هذا ما أقر به المتهم الأول (ع. ع. ح) أمام منصة القضاء حين قال إن من أهداف البهائية المناداة بنزع السلاح على أن تقوم هيئة الأمم بهذه المهمة مع تكوين جيش عالمى يتبع الأمم المتحدة ليحل مشاكل العالم (!!).. ولم يدرك هؤلاء المتهمون أن ما يقولونه هو من قبيل السياسة، وقالوا ادعاء إنهم مأمورون يإطاعة الحكومات واحترام القوانين الوطنية إلى آخره، والسؤال: كيف تحترمون السيادات والدولة الوطنية وأنتم تؤمنون بحكومة عالمية وجيش عالمى تابع لهذه الحكومة؟ هذا الأمر الذى تجلى لأعيننا الآن مثل الكابوس فى الأمم المتحدة وحلف الناتو أو الجيش الأممى التابع مباشرة للأمم المتحدة وهناك فى أمريكا الآن وقبل الآن من يدعو إلى دعم جيش الأمم المتحدة أكثر من دعم جيش الولايات المتحدة نفسه.
(4)
إسقاط الحكومات الوطنية والارتباط بكيانات عولمية فى الخارج والولاء لها وعدم احترام الرموز الوطنية مثل علم الدولة ونشيدها الوطنى، وإلقاء السلاح ورفض الخدمة فى الجيوش الوطنية بدعوى نشر السلام العالمى.. هذه هى العقائد الأساسية المستترة خلف شعار العقيدة البهائية، وسوف تجد مثلها فى القديانية، والطائفتان (البهائية والقديانية) خارجتان من المعسكر الإسلامى لذا يتصور البعض أنهما يركزان عملهما على المسلمين بينما تركز طائفتا شهود يهوه والأدفندست على المسيحيين وهذا خطأ. فالصياد يلقى بشباكه ليصطاد فريسته دون تمييز، وتندهش ممن يأتى الآن ليطلب حقوقا لهؤلاء فى الدستور بدعوى حرية العقيدة!
(5)
وإذا كان هؤلاء يجهلون العلاقة التاريخية بين البهائية والصهاينة فى فلسطين حتى قبل إعلان الكيان الصهيونى، نقول لهم إنه ثابت تاريخيا أن المحفل الرئيسى للبهائية فى عكا أقيم بأموال تبرع بها اليهود، وإن عباس إفندى (عبد البهاء) ابن مبتدع تلك الطائفة والوريث فى الحكم كان يستقبل زعماء الحركة الصهيونية فى مقره بجبل الكرمل قبل قيام إسرائيل بسنوات، وإن البهائيين قاموا بدور تبشيرى لصالح الصهيونية فى العالم العربى بل قاموا باقتفاء أثر الصهيونية فى دعوتها للخلاص بالعودة إلى أرض الميعاد (فلسطين)، وبهذا الخصوص كتبت لجنة تقصى الحقائق التابعة للأمم المتحدة وقبل قيام دولة إسرائيل الآتى «إن علاقة البهائيين باليهود فى فلسطين هى أعمق من علاقة المسلمين بفلسطين، وأن البهائيين يدعمون تشكيل دولة صهيونية».
وفى أحد كتب عبد البهاء جاء: «أنت تلاحظ وترى أن طوائف اليهود يأتون إلى الأرض المقدسة من أطراف العالم، ويمتلكون القرى والأراضى ويسكنون ويزدادون يوما بعد يوم حتى تصبح جميع أراضى فلسطين سكنا لهؤلاء».
وكان عباس إفندى يرى فى ذلك النجاح الذى بدأ اليهود يحققونه فى فلسطين على عهده دليلا على عظمة سلفه البهاء وعظمة دورته الإلهية!
وفى 30 يونيو 1948 عقب إعلان الدولة اليهودية بعث حفيد البهاء والرئيس الثالث للطائفة ويدعى شوجى إفندى برسالة إلى بن جوريون - أول رئيس لدولة إسرائيل - يعبر فيها عن أطيب تمنياته من أجل رفاهية الدولة الجديدة، مشيرا إلى أهمية أن يتجمّع اليهود فى مهد عقيدتهم .
ولن تستطيع الآلة البهائية الدعائية أن تنكر مثل هذه العلاقات حتى ولو قالت إن البهائيين دخلوا فلسطين قبل قيام دولة إسرائيل بسنوات طويلة، فالأيام دارت والعلاقات قامت وتوطدت تفضحها الأخبار الصادرة عن المجتمع والنظام البهائى نفسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.