كتب : أسماء بشير ... كل ما أقابل حد وأكلمه فى أى حاجة يقولى أوعى تكونى من الفلول، ودايما أرد عليهم وأقولهم أيوه أنا من الفلول، بس عمرى ما أخدت حق مش حقى، ولا لجأت لواسطة أو محسوبية، وصلت لمركز كويس فى شغلى بمجهودى، وماشية فى دراستى بعرقى وبيطلع عينى، بس أنا مش بازعل على نفسى، أنا بازعل على ناس كتير عرفتهم وبحبهم وبيتقال عليهم فلول .. ناس مخلصة للبلد دى، وكان نفسها تعمل حاجات كتيرة قوى، وعمرها ما استفادت من منصبها، ولا عملت مصلحة خاصة، كل ذنبهم إنهم كانوا على علاقة بالنظام السابق، وأعتقد إنهم رغم كده كانوا بيحاولوا الحفاظ على مصلحة الشعب على قدر استطاعتهم، وكانت بيتقال عليهم فى هذه الأيام إنهم ثوريون، بس قدام شطارتهم واجتهادهم فى عملهم وإخلاصهم لوطنهم، وعدم استفادتهم من مناصبهم فى تحقيق مصالح خاصة، كان النظام بيقول خلاص نسيبهم يثوروا شوية مش مشكلة، خاصة إنهم كانوا بيحظوا بثقة واحترام كل من حولهم، ومحدش عرف يمسك عليهم غلطة، لكن فى الحقيقة أكتر حاجة تحرق دمى أن فيه ناس أعرفهم كويس جدا، مقدرش أقول كانوا من أنصار النظام السابق، لكنهم كانوا هما النظام نفسه، وبعد الثورة –ياللهول- اتقلبوا فى يوم وليلة ثوريين وعلى طول فى الميدان، وبيشتموا فى الفلول اللى زيى. بس فى النهاية السؤال اللى محيرنى، يا ترى بعد ما مشى النظام السابق وأعوانه، مبقاش عندنا واسطة ولا محسوبية، و مش هنشوف المدير بيعين ابنه، والدكتور بيخلى ابنه دكتور زيه؟ وهل يا ترى بعد ما مشى الفاسدين، البلد كلها بقت بتشتغل بضمير علشان تخدم الغلابة اللى مش عارفة تعيش؟ أخيرا، رأيى إننا كلنا ساهمنا فى صناعة النظام السابق، ولو الشعب كله موقفش ضد الفساد وانعدام الضمير والواسطة والمحسوبية يبقى لازم نستعد للثورة الجاية.