نعم يا عزيزى، أنظر ورائك وأضحك هكذا يجب أن تعيش ونفكر .. قل لى لماذا؟ لماذا؟ اضحك .. هنا مربط الفرس .. هل انت الآن حول الخمسين أو حتى الأربعين أو حتى تقترب من سن التقاعد .. إذا كنت كذلك يجب ان تضحك .. وأضحك ملء قلبك لأنه خلاص أنت وأنا لن نعيش خمسين سنة أخرى وهذا شئ خيالى أن يقول لك فى عيد ميلادك عقبال مائة عام .. مائة سنة ايه يا رجل .. المهم نعود للأجابة على السؤال لماذا تضحك .. أقول لك يا سيدى لقد مرت خمسين سنه فى عمرك المديد ذاكرت وتعلمت واجتهدت وحصلت على شهادتك وأشتغلت ووتعبت وجريت وشقيت على رزقك ورزق أولادك وحصلت على ترقيات وأجتهدت أو حتى غير ذلك فأنتهى يجب أن تضحك وتنظر لهذة السنوات التى مرت وتضحك عليها بحلوها ومرها أهى مرت والسلام.. فلن تعيشها مرة أخرى والباقى قليل او كثير يجب أن تعيشه وتعيش الباقى من سنوات عمرك وانت تضحك منه لأنه كنت فيه شقيا أو سعيدا فهو لن يعود ولن يتكرر المهم السنوات القادمة يجب أن تحاول فيها أن تسترخى من عناء الجرى والسعى الدائم يجب ان ترتاح وتضحك بل تسخر فالحياة قسم ونصيب كما قال الرجل البسيط أبو شوق الذى كانت حياته كلها ضحك وفرح ومرح رغم فقره الشديد ألا أن الناس لم يتركوه على حاله وكل حلمه وحلم أولاده صينية كنافة بالسمن البلدى والسكر لكن تقول أيه للناس الشر جعلوه يرحل فيعطيه الله رزقا وفيرا مقابل السلطانية التى كان يحملها ليأتى بالسمن من أجل الكنافة حلم أولاده الفقراء.. هكذا الحياة. كثير من الناس يقولون أن الحياة تبدأبعد الستين وأن أقول لك أضحك حتى قبل أن تصل الى سن الستين .. وعندما عرف الأنسان قيل عنه أنه حيوان ضاحك الى جانب كل التعريفات الأخرىمثل انه اجتماعى وعاقل وقادر على التعلم الى آخره.. وليس هذا مجال حديثنا.. ربما تتصور أن كل هذة الحكمة من فمى سأقول لك لا أن هذة الحكمة بعد كل هذه السنوات التى مرت على وأكثرها مرا وليس حلوا عرفتها صدفة من الأستاذ والأديب الكبير والعالم الذى أحببته عن بعد ولم أكن أعرفه ألا عندما قابلته هوأيضا صدفه فى مجلة أكتوبر وكنت صغيرة السن جدا على أن أستوعب ما يقول فهو عالم وأديب وفيلسوف الأستاذ يوسف عز الدين عيسى وكان رجل رقيق الحاشية مؤدب ادب جم وذا حياء كبير ودمث الأخلاق قرأت بعض أعماله ومنها رواية طويلة الواجهة واتعبتنى لنها مكتوبة بشكل سيريالى ولكنه كان يبحث فيها عن يوتوبيا المدينة الفاضلة لأفلاطون التى لم تتحقق أبدا على هذه الأرض .. ويوسف عز الين عيسى كان عالما للحشرات فى كلية العلوم فى جامعة الإسكندرية ومعظم أعماله كانت عن الحب المستحيل والذى لايتحقق. وكان له مسلسل أذاعى أجتماعى شهير ويعاد من وقت لآخر بأسم ( لاتلوموا الخريف أن عشق الزهر يوما) وهو مسلسل رومانسى وجميل جدا وقد كانت الأذاعة وقتها هى الحصان الرابح الذى يلتف حوله الناس للمتعة والتسلية والثقافة الراقية .. أما الآن فيندر أن تجد سميعة للأذاعة ألا الناس من جيلى الذى تربت أذنه ووجدانة من الأذاعة.. وما زالت الإذاعة رغم أنصراف جمهور كبير الى الفضاء والنت وغيره ألا أنها تقدم من خلال شبكاتها المتعددة الثقافة الراقية والتسلية المفيدة بلا أسفاف .. والأديب الكبير يوسف عز الدين عيسى يرحمه الله عندما أراد أن يقول لنا أن نضحك ونحن فى منتصف العمر لأنه من خلال أحد أبطاله الذين عاشوا حلم الحب المستحيل وأنه عندما رأى أن صعب أن يحصل على هذا الحب من فتاة صغيرة أرادت هى أن تشترى تمثال لفنان مغمور غير معروف الهوية كان تمثاله عبارة عن رجل ينظر للوراء ويضحك.. ينظر للعمر الذى فات ولن يأتى مثله.. وكل منهما أراد أن يشترى التمثال و.. ولكنه أقنع الفتاة أن هذا التمثال يجب أن يكون من نصيبه فهى العمر أمامها ويجب ان تحصل على فرصتها فى الحياة وتحب شاب مثلها وأخذ هو التمثال الذى يحمل الحكمة كلها ألا وهى أنه يجب أن ننظر للوراء ونضحك من سنوات العمر الذى فات وعدى ونضحك من أنفسنا التى أحتارت وتعبت فى هذة الحياة دون أن تعلم لماذا كل ذلك والنهاية كلها واحدة لكل البشر ولكن المسالك هى المختلفة .. تعالوا نضحك فالضحك يقوى عضلة القلب ويزيل الهم والغم وبفتح أبواب السعادة وينشط الذاكرة ويزيد العمر ويمنع تجاعيد الوجه ويشد عضلاته.. إذا لم تستوعب حكمة