أحداث بورسعيد ألقت بظلالها الكئيبة على مسيرة الدورى العام، وتم تشييع جنازته.. عدم اتخاذ قرار حاسم وسريع مع مرتكبى المجزرة جعل الأمور تخرج عن مسارها وتتعقد أمور كثيرة مرتبطة بمسيرة الدورى العام. عقاب المجرمين من خلال عدالة ناجزة كان كفيلاً بعودة الحياة إلى طبيعتها.. أما وأن الأمور بدأت تأخذ منحنى «بيروقراطياً» فى التعامل مع هذه القضية المهمة والحيوية.. فنقول «عليه العوض». اتفق ولم يختلف أحد على أن المجزرة التى وقعت فى بورسعيد خلفّت وراءها آثاراً عكسية كبيرة.. وكان بإمكان المسئولين عن أمور البلد احتواء تلك المجزرة بطريقة سريعة وعملية فى الأخذ بالثأر وتهدئة نار الغدر والخيانة التى راح ضحيتها 73 زهرة. هذا التحقيق يكشف حقيقة الوضع الحالى من عذاب.. وألم.. وحزن ومستقبل بدأ فى التلاشى. أقوال المتحدثين عبّرت بشكل واقعى عن الأحداث، فماذا قالوا..؟!البداية جاءت على لسان خالد مرتجى عضو مجلس إدارة النادى الأهلى، وأبدى استياءه وقال التباطؤ الشديد فى محاكمة المتورطين فى مجزرة بورسعيد وعدم اتخاذ أى قرارات حاسمة من جانب الاتحاد مع المصرى أو فى تحقيقات النيابة مع مرتكبى الحادث، السبب الرئيسى فى عدم عودة الحياة إلى النشاط الكروى مرة أخرى. وفيما يخص تخفيض عقود اللاعبين، أكد أن مجلس الإدارة يدرس هذا الأمر مع اتحاد الكرة وفقا للوائح الموضوعة، ويشير إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يتم إخبار اللاعبين بأى شىء بخصوص هذا رغم أننى سمعت أحاديث غير رسمية أن هناك بعض اللاعبين أعربوا عن إمكانية عدم حصولهم على كل مستحقاتهم فى حالة إلغاء الدورى. أما مسألة تسريح بعض قطاعات الناشئين فيقول إن الوضع الراهن الذى تمر به مصر فرض علينا بعض الأمور ومنها الضرورة الملحة فى تخفيض بعض النفقات، ومنها اللجوء لتسريح فريق تحت 15 عاما وإن كان ما ساهم فى ذلك أيضاً خطاب اتحاد الكرة بإقامة بطولة الجمهورية لهذا العمر بدون اللاعبين المسنين. ولكنه شدد أيضاً على أن الأندية قد تعانى هذا العام فقط إلا أن هذا لن يدوم وسينتهى مع عودة المسابقات مرة أخرى فى الموسم القادم. أما عمرو الجناينى عضو مجلس إدارة نادى الزمالك فقد نفى وجود أية نية لدى ناديه فى تخفيض عقود لاعبى الفريق على خلفية إلغاء مسابقة الدورى، لأن العقد شريعة المتعاقدين وفرضاً على مجلس الإدارة الالتزام بمنح اللاعبين قيمة عقودهم كاملة. وكشف عضو مجلس الزمالك أن بعض رؤساء الأندية كانوا يتبنون فكرة تخفيض العقود وطرحوها للنقاش فى اجتماع الجمعية العمومية الذى اتخذ فيه قرار إلغاء الدورى، ولكننى رفضت هذه الفكرة لأن ذلك سيمنح أى لاعب السند القانونى فى فسخ عقده مع ناديه وهو ما جعل الكثيرين يتراجعون عن مناقشة هذه القضية، وعن تأثير إلغاء الدورى على تسريح قطاعات الناشئين. أما فيما يخص تسريح قطاع الناشئين بسبب إلغاء المسابقة فإننا فى نادى الزمالك لم نتعرض لهذه المشكلة حتى الآن ونحافظ على لاعبينا المميزين لأنهم مستقبل النادى فى السنوات القادمة. وفيما يخص تباطؤ تحقيقات النيابة فى قضية مجزرة بورسعيد وتأثيرها على إلغاء المسابقة فقد أكد أن هذا سبب قوى ورئيسى فى الإلغاء لأن الاحتقان كان هو الغالب على شعور الجميع، وتحديدا الألتراس وهو ما كان سيزيد من حالات الصدام فى حالة إقامة المسابقة بدون وجود عقوبات مناسبة. على أبو جريشة نجم الإسماعيلى الأسبق يقول إن ناديه قد سبق أن بادر بتخفيض عقود لاعبيه ولم ينتظر حتى وقعت كارثة بورسعيد، وكان ذلك منذ خمسة أشهر سابقة للحادث، وكان هذا ضمن خطوات الإصلاح بشكل عام فى النادى وكان ذلك ليس تعسفا أو نيلا من حقوق اللاعبين، ولكنه على ما أعرفه تم بالتراضى بين الطرفين الإدارة واللاعبين، وبما يتناسب والمنطق وميزانية النادى التى لم تعد تحتمل طلبات اللاعبين المادية خاصة أن أسعارهم فى مصر أصبحت مغالى فيها بشكل كبير وتخطت حدود المنطق والعقل.. وكان لا بد أن يكون هناك «سقف» لمثل هذه الأمور التى لا تتناسب أبداً مع طبيعة المعيشة فى مصر وبشكل عام. أما عن مشكلة تسريح قطاع الناشئين فقد أثر إلغاء المسابقة على تسريح عدد من لاعبى قطاع الناشئين من أبناء المحافظات الأخرى والذين لم يشاركوا فى المباريات ويقوم النادى بالصرف عليهم من خلال إقامتهم الدائمة بفندق الناشئين بالنادى أعلى المقصورة الرئيسية، وكان الهدف من ذلك هو تقليل نفقات الصرف، بالإضافة إلى النتائج السيئة التى حققها القطاع خلال بطولات الجمهورية لفرق النادى. ويقول أحمد رضا رئيس نادى بتروجيت: لن نختلف عن بقية الأندية المصرية وما سنقرره بشأن ذلك، خاصة أن الأمر ليس اجتهاديا وليس إلا لائحة وقانوناً نطبقه ولا نتصرف فيه، وسنعمل على اتخاذ القرار الصحيح الذى يفيد النادى ولا يضر اللاعبين فى نفس الوقت، وحتى لو كان تخفيض العقود على أن يكون ذلك بشكل قانونى. ويقول وليد هويدى مدير الكرة بنادى مصر المقاصة: كان هناك شبه اتفاق مع اللاعبين على تخفيض العقود فى حال إلغاء المسابقة وهو ما تم، مؤكدا أنه من البديهى ألا يحصل اللاعبون على نسبة المشاركة لأن البطولة ألغيت، وقد تفهم اللاعبون هذا الأمر، وكشف أن هناك اتفاقاً مع بعض الأندية الأخرى من أجل تخفيض العقود بشكل عام حتى لا يكون هناك سخط من اللاعبين.