على الرغم من بلوغ هويس إسنا أكثر من مائة عام، وعلى الرغم من أهميته وتاريخه الذى يرجع إلى الخديوى عباس، إلا أن هذا الهويس ذاع صيته بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، بعد أن تسبب بعض الموظفين العاملين فيه لغلقه احتجاجاً على تردى أوضاعهم الوظيفية، مما أدى لاحتجاز العشرات من المراكب والفنادق العائمة السياحية وعلى متنها السائحون شمال وجنوب الهويس.وتبدأ الحكاية عندما أغلقه الصعايدة لمدة أسبوع لأنهم أمضوا ما بين 3 سنوات إلى 17 عاماً كعمال مؤقتين فى وزارة الرى وقامت اللجنة البرلمانية بمشاركة وزير الرى د.هشام قنديل من اقناع العمال المحتجين بتعليق إضرابهم وإعادة فتح الهويس أمام حركة السياحة حرصاً على مصلحة مصر العليا. وكان إغلاق الهويس تسبب فى توقف حركة السياحة بشكل كلى بين الأقصروأسوان وارتفاع عدد البواخر العالقة شمال وجنوب الهويس إلى 37 باخرة وفندقاً عائما. فتح الهويس وتم تشكيل لجنة من عشرة من العمالة المؤقتة لعرض مطالب العاملين فى قطاع الرى وشرح لهم قنديل الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها مصر، ومحاولته مع وزارة المالية لرفع مرتباتهم وتثبيتهم على مراحل، وقد قرر العمال فتح الهويس تضامنا مع ضحايا مجزرة بورسعيد، وتوجه قنديل ومعه بعض أعضاء مجلس الشعب عن دائرة الأقصر ومحافظ الأقصر ومدير أمن الأقصر ورئيس مدينة إسنا الهويس ليشهدوا مرور أول فندق عائم محتجز وسط فرح جميع الحاضرين. تنشيط السياحة وقد قام أعضاء مجلس الشعب بطمأنة السائحين من المخاوف التى انتابتهم طوال فترة الاحتجاز، كما أكدوا على إزالة جميع العوائق فى مجال السياحة وتنشيطها بالشكل اللائق بما لا يؤثر على سمعة مصر والتأكيد المستمر على أهمية حركة السياحة لاستعادة تعافى الاقتصاد القومى، وأعلنت عدد من وكالات الأنباء تعليق العديد من الشركات السياحية لرحلاتها إلى الأقصروأسوان من برامجها السياحية داخل مصر، ويشير التاريخ إلى أن قناطر إسنا تم إنشاؤها عام 1908 على بعد 162 كيلو مترا شمال خزان أسوان القديم. وكانت قناطر إسنا كما وضعها المسيو دورجا ترتفع ستة أمتار ونصف المتر فوق منسوب المياه ويبلغ طولها 900 متر، وتشمل 120عيناً كل عين تمتد لخمسه أمتار أما فى طريقها الغربى يوجد هويس للملاحه لعبور السفن طوله 80 متراً وعرضه 16 متراً وفوق القناطر يوجد الطريق المرصوف وعرضه 6 أمتار ففى حين تفتح القناطر الهويس البالغ ارتفاعه 80 متراً كى تعبر منه السفن السياحية المتجهة إلى مدينة أسوان يقف السائحون على السطح ليشاهدوا عالم الصعيد وهو نفسه ما فعله المسيو دورجا مندوب الصحف الأوروبية فى مطلع القرن التاسع عشر حين رمق هذا العالم الجنوبى لأول مرة منذ افتتاح الهويس. عهد عباس وقد تم بناء الهويس عقب فيضان 1906م فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى وفى السنة الثامنة عشرة من حكمه كما يقول النقش الخديو وكانت فكرة القناطر أنجليزية قدمها السير وليم جارستن إلا أن بناءها تم بعرق ودماء وأموال مصرية بلغت مليون جنيه فى عصرها لتبدو كما هى بمشهدها الحالى قناة وصل أو خزان للتاريخ وعندما جلبت شركة رنسوم وأربية الأنجليزية التى أنشأت القناطر الونش لأول مرة فى تاريخ مصر أطلق عليها الصعايدة العفريت بينما العربات الترولى التى أتت لتمر على القناطر بالعربات أطلقوا عليها العربات المكسحة وعندما أراد الأهالى استقبال الخديو بمسابقات الخيول والعصى رفضها الخديو وعين اثنين من أكابر البلدة لاستقباله وكانت تلك البيوت هى بيت عائلة حزين وبكرى وهى معروفة بعراقتها. اغتيال الخديو ولم يتوقف الأمر على هذا بل امتنع الخديو والوفد المرافق له من تناول الطعام الذى أعدوه لهم حيث كان يخشى منهم بسبب نبوءة سابقة لعراف حذرة من الصعايدة الذين حاولوا أغتياله فى استنبول بتركيا على يد حارسه ابن محافظة المنيا. أما الحائط البحرى من القناطر فقد كانت توجد عليه أكثر من 12 راية موزعة ما بين رايات أنجليزية وإيطالية وفرنسية ويونانية وكان نصيب مصر أربعة رايات فقط تضم راية وحيدة لعلم الدولة العثمانية وهذه الأعلام لم يعدلها وجود الآن مثل بعض النقوش الخديوية. وفى الطرف الشمالى الشرقى للهويس فقد وضع صاحب السعادة حسين بك فخرى باشا ناظر الأشغال العمومية فى 24 يناير 1908 أول حجر فى هذه القناطر وفى خطبةالخديو إسماعيل فى الافتتاح عام 1909م الذى استقل باخرته بهيةبجانب يخت نسيم البحر الملكية ووصل عدد البواخر التى رست هناك أكثر من 20 باخرة إلا أن أهل أسنا كانوا غائبين عن هذا الأحتفال رغم أنه فى بلدهم ولأغرب أن مقترح عمل القناطر الأنجليزى وليم جارستتين لم يحضر الافتتاح وكانت حجته أنه معتل المزاج. حماية من الجفاف وقال الخديو اسماعيل أثناء الافتتاح إن أراضى محافظة قنا كانت تصاب بالجفاف وهو ما حدث عام 1877م حيث انخفض منسوب المياه وبالتالى حرم أكثر من 25 ألف فدان بلا رى أما قناطر أسنا فإنها ستحمى المحافظة من الجفاف وستضيف 350 ألف فدان تكون صالحة للزراعة.