أيام قليلة يبدأ بعدها فتح باب الترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية وفقا للجدول الزمنى الذى أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. وعلى الرغم من ذلك فمازال الإعلام المصرى يسجل أدنى مستوى أداء له منذ ثورة 25 يناير.. ولا أقصد أو أخص بذلك الإعلام الرسمى وحده.. وهو الأقل فى هذا الطرح.. ولكن فى الأساس الإعلام الخاص الحزبى والمستقل فى صفحة وقنوات الفضائيات. فمازال هذا الإعلام بكل أدواته يثير شكوك المصريين فى تسليم «العسكرى» السلطة.. ورغم نجاح تنفيذ الجدول الزمنى بكل الالتزام والشفافية.. ورغم كل الضغوط والصعاب فى إعادة بناء مصر الجديدة.. متجاهلا الانتهاء من تكوين البرلمان بغرفتيه شعبا وشورى. ومازال الإعلام أيضا مع بدء سباق الرئاسة يتحرى الوقيعة بين المرشحين لها.. عن قصد أو غير قصد.. فيجرى وراء رأى المرشح فى خصومه.. دون أن يهتم بعرض أفكاره للمستقبل.. ودون التعرض التفصيلى لبرنامجه الانتخابى.. وهو الأمر الذى ينتهى إلى المزيد من الحيرة والتردد بين المصريين فى إختيار أول رئيس مدنى فى جمهوريتهم الثانية. أتمنى- والوقت لم يفت- أن يلتزم الإعلاميون بمهنية وحرفية الأداء التى تأخذ فى الاعتبار مصلحة الوطن.. وخطورة المرحلة.. وانتظار الشعب لهذه اللحظة التاريخية.. وأتمنى أن يرفض المرشحون الإجابة عن الأسئلة المغرضة التى لا تهدف إلا الوقيعة أو إساءة شخصية.. وأن يضع الجميع نصب أعينه رغبة هذا الشعب العظيم فى اختيار «القوى الأمين الحفيظ العليم» أيا كان اسمه. الشعب يبحث عمن يعلى الحق فوق القوة.. طاهر اليد والقلب واللسان.. نصير الفقراء ومحدودى الدخل.. الشجاع.. الذى يعلو بكرامة وطنه فوق أى اعتبار.. الهادئ الذى لا يخضع قراراته للإنفعال.. فهل يعين الإعلام المصريين على حل هذا اللغز أم سيلقى بهم فى بئر الوقيعة؟!