علاقتى بعائلة إمام لها جذور راسخة وقوية بحكم أننى واحد من اسرة الرياضة المصرية عامة واسرة نادى الزمالك بشكل خاص.. وقد يظن البعض أننى سأكتب عن الأب الراحل يحيى إمام أو الشقيق الأكبر حمادة إمام أو الابن الخلوق حازم إمام. لكنى اليوم أسطر سطوراً نابعة من وجدانى وضميرى بشأن السيدة الفاضلة ماجى الحلوانى وهى بمثابة الأخت بالنسبة لى والقدوة لجيل كبير من المصريين وغير المصريين.. وبعيدا عن العلاقات الاسرية فقد عملت مع ماجى الحلوانى داخل اتحاد الكرة بصفتى المسئول عن النواحى الإعلامية داخل الاتحاد وبصفتها عضو مجلس إدارة فكانت الدكتورة ماجى صاحبة أول وجه نسائى يترأس اجتماعا لمجلس إدارة الاتحاد فى واقعة غير مسبوقة. ومن هنا لمست أن الدكتورة ليست مجرد أستاذة قديرة للإعلام يحترمها الجميع لكنها صاحبة فكر وتخطيط ورؤية ساهمت فى تطوير الإدارة الإعلامية للاتحاد، لاسيما فى الموقع الالكترونى. وأكاد أجزم أنها ليست من زمننا هذا ولا مجتمعنا هذا، فهى امرأة شديدة الرقى ونموذج للاحترام أيضا.. وكانت تلك المقومات مفاتيح لاختيارها لشغل مناصب تطوعية عديدة، سبقها العشق الكبير للوطن، بعيدا عن الشعارات وركوب الموجة.. أضف إلى ذلك ورغم تربيتها الراقية فإنها بمليون رجل وصاحبة موقف وكلمة وكثيراً ماقالت «لا» عند اعتراضها على أى قرارمن قبل مجلس إدارة الاتحاد وأثبتت الأيام أن مواقفها كانت صائبة. المثل القائل «إن وراء كل رجل عظيم امرأة» فيه دلالة بالغة على الدور الكبير الذى لعبته ماجى الحلوانى فى مسيرة زوجها حمادة إمام ومشوار ابنيها الطيار أشرف والكابتن حازم، لذلك أجد نفسى أحنى هامتى تقديرا للسيدة ماجى الحلوانى التى افتقدناها كثيرا داخل الاتحاد، بعد قرار الاستقالة الجماعية، وكم نشتاق أن تنصلح الأحوال لنرى الوجه البشوش يوميا، لأنها سيدة تدخل على النفس البهجة أينما تواجدت. ما أروع الشعب المصرى وما أجمله بما يتسم به من وعى سياسى فطرى وحب كبير وحقيقى لوطنه. لقد أعلنها مدوية وصريحة أنه يرفض الدعوة للعصيان والاضراب عن العمل، لأن مصر فى هذه الفترة الحرجة بحاجة ماسة إلى مزيد من العمل والإنتاج وإلى تشابك وتلاحم كافة قواها السياسية حتى تعبر إلى بر الأمان بدلا من الوقوع فى مستنقع الدمار والفوضى.. يا أبناء المحروسة لقد أصبحنا بالفعل على مقربة من تنفيذ خارطة الطريق التى ارتضتها الاغلبية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة وتحدد بالفعل يوم 10 مارس المقبل لفتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية وسيتم بالتوازى مع هذه الإجراءات السعى لانتخاب جمعية تأسيسية تتولى صياغة الدستور.. وبالتالى علينا توخى الحذر وعدم الانسياق وراء دعاوى ليس الهدف منها سوى عرقلة هذه الجهود الرامية إلى تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة بما يدعم الاستقرار ويضع مصر فى مكانتها اللائقة.. ولك الله يامصر.