هناك من يحاول أن يجعل الربيع العربى خريفاً، دكتاتورية بعض من فى الشارع أخطر من دكتاتورية فرد، ولم يعد هناك فرق بين من يطالب بمطلب مشروع ووطنى وبين مزايديين وهم كثيرون الآن ولمصالح شخصية، أو لعدم فهم أو للشعور بأن آخرين جنوا ثمار ثورة قام بها الشباب، قوى عديدة تسعى لتفكيك الدولة وتزايد عليها، وسعت لإضعاف الشرطة ونجحت والآن تريد تدميرها تماماً كأحد مؤسسات الدولة الرئيسية، ثم انتقلت إلى الجيش الذى تسعى جاهدة لتفكيكه بمظاهرات تطالب بعصيان مدنى ورحيل المجلس العسكرى الذى سيرحل بدون حاجة لمظاهرات بعد ثلاثة أشهر بعد انتخاب الرئيس ، ثم اتهام القضاء بالفساد والمطالبه بتطهيره.فهناك مؤامرة لتدمير مصر من الداخل والخارج، وليس هذا وهم المؤامرة فما معنى أن يقوم حزب الاشتراكيين الثوريين بالدعوة إلى تدمير الجيش المصرى فالدكتور سامح نجيب والمفروض أنه مصرى يقف ويخطب فى مجموعة من الشباب على النت وفى قنوات فضائية ليقول بالنص «أنهم بيقولوا علينا عاوزين نهدم الدولة! أيوه إحنا عاوزين نهدمها ونهدم الجيش علشان نبنيها من جديد، هنخلى العساكر وصغار الضباط يقعوا مع بقية عناصر الجيش (أى أن الجيش ينقلب على بعضه ويحل بعضه و يدمر من داخله)» وارتفعت ضحكات الشباب المؤيد له واستمر فى عرضه التحريضى الذى بثه على النت، ولم يقل كلمة واحدة عن بناء الدولة، سامح هذا لم يحمه فى الاسكندرية من الشباب الغاضب والرافض لما يقترفه فى حق مصر إلا الجيش، وقال فى التليفزيون إن الشباب ظل يضرب فيه ولم ينقذه إلا الجيش الذى طالب بتفتيته وللعلم نقله الجيش إلى القاعدة البحرية لحمايته. وهناك إعلام كثير منه تحريضى حتى فى القنوات الحكومية، ولكن هناك قنوات بعينها تقوم 24 ساعة بتحريض وتسخين وتشجيع المظاهرات والتركيز على الضحايا والمصابين مع تجاهل مصابى الشرطة، ووثائق وكيلكس رقم 353 التى تضمنت رسالة للسفيرة السابقة ونصت على أن هناك جوائز لسياسيين وصحفيين مصريين على اتصال لمدى سنوات بالسفارة وأيدوا غزو العراق وضرب إسرائيل للبنان عام 2006، وذكرت اسم ناشر مصرى يعمل الآن مع إحدى مؤسسات الوقف الوطنى الأمريكى، والغريب أن بعض هؤلاء المذيعين كانوا من مؤيدى عائلة مبارك والنظام السابق وقاموا بالدعاية الانتخابية له. ولقد ذكرت المخابرات العامة أن تلك المؤسسات كانت تنفق قبل الثورة فى العام الواحد مليون دولار فى مصر وأصبحت تنفق قرابة 18 مليون دولار فى العام الواحد، مع وجود خرائط لمصر استبعدت من حدود مصر مناطق حلايب وشلاتين والنوبة وخريطة تقسم مصر لأربعة أقسام، والسيدة السفيرة باترسون لا تجد حرجاً فى مخاطبة قاضيا التحقيق مباشرة وتتضمن الرسالة:«لقد تم ابلاغنا بوضع بعض القيود على الموظفين الأمريكيين الذين يعملون فى المنظمات غير الحكومية الأمريكية التى هى جزء من تحقيق يجرى تحت اشرافكما وقد تعاونت هذه المنظمات والأفراد بشكل كامل مع التحقيق وبناء على ذلك فإنى أطلب رفع أى قيود على سفرهم «الست تعتبر مصر ولاية أمريكية تخاطب القضاة مباشرة رغم أنها لا تستطيع فعل هذا فى أمريكا، ولو فكرت فى كده كان يمكن التحقيق معاها لتدخلها فى عمل القضاء، القانون الامريكى يمنع هدم استقرار المجتمع ويمنع أى مواطن أجنبى من خارج الولاياتالمتحدة من إنشاء أى مؤسسة أهلية داخلها، والمؤسسات الرئيسية فى هذه العملية هى المعهد الجمهورى والديمقراطى وفريدوم هاوس والمركز الدولى للصحفيين والألمانية كونراد أديناور التى كان لها نشاط معلن مع جامعة القاهرة ومركز اتخاذ القرار ونشاط ثانى يمثل نشاطاً غير معلن تم تكثيفه بعد 3 أشهر من ثورة يناير، وقامت المؤسسات السابقة بجمع معلومات تفصيلية عن القضايا السياسية والاجتماعية، ولقد تضمنت أعمالهم دعم الأحزاب السياسية التى تم إنشاؤها بعد الثورة ومن بينها الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية وأفادت اعترافات المتهمين أنهم عقدوا مئات الدورات التدريبية لممثلى الأحزاب عن كيفية حشد الناخبين والتواصل مع وسائل الإعلام فى مصر والخارج وانهم احضروا مدربين من صربيا والولاياتالمتحدةالأمريكية والذين دخلوا البلاد بتأشيرات سياحة، وأن بعض ممثلى الأحزاب تم تسفيرهم إلى صربيا وأمريكا، للحصول على الدورات التدريبية وأن 63 حزباً تلقوا دعماً من بينهم حزبا الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين والأصالة السلفى، وذكر مسئولو المراكز أنه وصلت اليهم الأوامر بتكثيف النشاط بعد الثورة، وبتمويل من الحكومة الامريكية وقامت بافتتاح فروع جديدة وذكر قاضيا التحقيق أنها منظمات دولية مراكزها الرئيسية فى دولة أجنبية خارج مصر، وكشف موقع وكيلكس عن ثلاث برقيات بشأن تمويل منظمات المجتمع المدنى فى مصر وأن برنامجين فى وزارة الخارجية، الأول بمكتب الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل، والثانى مبادرة الشراكة الشرق أوسطية اتفقا على دعم التمويل للمجتمع، وطلب كلاهما ما لا يقل عن 6.2 مليون دولار لمنحها إلى منظمات مجتمع مدنى غير مسجلة فى مصر وتضمنت الوثيقة الأولى التى كتبتها هيلارى كلينتون فى 2009 وتحمل رقم 353 CIARO أن الظروف السياسية أصبحت تقتضى نقل التمويل الأمريكى للجمعيات المصرية غير الحكومية أو دولية فى شكل منح من الباطن، وأنها وضعت نهج لتمويل المنظمات غير المسجلة، ونفس الأمر فى وثيقة الشراكة الشرق متوسطية ومكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان قد وافق على أن يكون جزءاً من تمويله على هيئة منح من الباطن من منظمات دولية أو أمريكية إلى منظمات محلية فى مصر، وهيئة المعونة الامريكية دفعت 9.8 مليون دولار لفريدوم هاوس، وفى وثيقة أخرى حملت توقيع السفيرة السابقة مارجريت سكوبى، حيث ذكرت تغيير واشنطن مسار نقل أموال الحكومة الأمريكية المخصصة للسياسيين المصريين غير المسجلين بحيث تمر أولاً عبر منظمات لإخفاء التمويل، وأن واحدة من كبرى المنظمات المصرية المدعومة من واشنطن تتلقى تمويلاً مستتراً عن طريق منظمة فى المغرب ممولة من امريكا وهو مموله فى الأساس من برنامج مبادرة الشراكة الشرق أوسطية التى أطلقها جورج بوش، وأن الوقف الديمقراطى قدم الملايين من الدولارات لجمعيات ومنظمات وسياسيين مصريين منهم مركز ابن خلدون والمركز العربى لاستقلال القضاء ومركز الأندلس ومنتدى القاهرة الليبرالى وظهر مثلثاً للتعاون الوثيق بين واحدة من أقدم الجمعيات فى مصر ودبلوماسيين أجانب وواجهة التمويل المغربى. وعلى الصعيد الداخلى مجلس الشعب يخضع للصوت العالى ويمالئ الميدان فالكل يكيل التهم للمجلس العسكرى والداخلية والحكومة، وفى مأساة بورسعيد وقبل انتهاء التحقيقات ومعرفة الحقيقة البعض يزايد ويريد الظهور على الشاشة وفى برنامج تليفزيونى سأل شخص النائب محمد أبو حامد أن من انتخبه الشعب العادى وليس الميدان، فلماذا لا يتكلم عن مشاكل المواطنين؟ ونحن نواجه دعاوى عصيان مدنى واضطراب، يخرج علينا حزب الحرية والعدالة الذى كان يؤيد حكومة الجنزورى وفجأة وجدها فرصة سانحة لتشكيل الحكومة فهم أيضاً لا يستطيعون الانتظار لتولى الحكم وبدأوا فى التفاوض والتشاور لتقسيم الكعكة، خيرت الشاطر يقول إن التصعيد ضد العسكرى وارد إذا لم يقرر إقالة الحكومة، ويتحدث عن انتخاب المحافظين وأعضاء المحليات والسلفيون يريدون وزارة التربية والتعليم ولا يكفيهم ما وصل اليه التعليم من انهيار، البلد تنهار وحزب الأغلبية همه السلطة، 85 مليون مصرى يبحثون عن الأمان ولقمة العيش، سكان شوارع منصور ومحمد محمود وفهمى يعكسون وجهة نظر الشعب ففى حوار مع سيد على ذكروا أنهم يعانون منذ عام خوفاً من البلطجية ومن الغاز وأنهم نزلوا إلى الشارع فى محاولة إقناع المتظاهرين المتجهين للوزراة الداخلية بالرجوع للتحرير فتعرضوا للإهانة والسب والقذف والضرب، وأن أم شهيد كبيرة فى السن رجتهم العودة إلى الميدان واستجاب لها البعض ولكن مجموعات من الشباب يحملون زجاجات مولوتوف أهانوها واتهموها بالكذب وطلبوا العودة إلى الوزارة، كذلك أضاف أن القنوات الفضائية تحرض وتثير الناس وذكر اسم قناة النهار وأن أحد المذيعين الذى يتقاضى الملايين أخذ يحرض وعرض جزءاً من فيلم «البرىء» لأحمد زكى عن تعذيب السياسيين على يد الشرطة وطلب أن يتقوا الله فى الشعب المصرى، واعترض آخر على ما يجرى فى مجلس الشعب من بعض النواب من تحريض ضد الشرطة والجيش مما يؤدى إلى زيادة الاحتقان، وذكر أن أحد النواب كان يحمل طلقة خرطوش سليمة ويعرضها وسأل هل ثبت له أن هذه من الشرطة فالطلقات تباع الآن فى الشارع؟ وسأل من أين أتى بها النائب؟ وأنه كان يتكلم بلهجة انتصار كأنه عدّى خط بارليف، ونفس النائب تعرض للضرب فى ميدان العباسية من الجماهير الرافضة لما يقوله، الناس عاوزة تعيش وبيقولوا كفاية تعبنا.