«الإرهاب والكباب»، و«الإرهابى» و«طيور الظلام»، وغيرها من الأفلام..قدمت صورة سلبية للإسلاميين، ورسخّت عند كثير من المشاهدين الانطباع بأنهم متشددون ومتطرفون ومعادون للتطور والعصرية.. فهل هذا صحيح؟..وماذا يمكن أن يفعل الإخوان والسلفيون بالفن والفنانين بعد وصولهم إلى البرلمان؟!.هذا ما نحاول الاجابة عنه من خلال هذا التحقيق.. * فى البداية يقول الناقد محمود قاسم: تعودنا أن نشاهد العديد من الافلام والمسلسلات التى تصور السلفى على انه رجل متعصب، وأحيانا إرهابى، وربما يكون الامر ليس صحيحا ولكنهم هم من أعطونا ذلك الانطباع المتشدد العنيف عنهم، فالقوة والعنف هى وسيلتهم فى التعبير عن آرائهم المتشددة أيضا، وهذا لا ينفى ان السينما والدراما بالغت كثيرا فى تجسيدهم بتلك الصورة. * ويرى الناقد السينمائى سامى حلمى أن الأفلام التى تناولت هذه الشخصية مثل «الإرهاب والكباب» و «الإرهابى»، ناقشتها فى ظروف غير طبيعية، حين كان الارهاب منتشرا فى كافة انحاء العالم وليس فى مصر فقط، فالدين الإسلامى دين وسطية واعتدال، ولكن هناك من لهم أفكار متعصبة، وتلك الطوائف موجودة حتى الآن وربما نجدهم يحكموننا فيما بعد! ويضيف: أنه يعتقد ان السينما بريئة من هذا الاتهام، وأنها ناقشت قضية موجودة بالفعل داخل المجتمع المصرى وخارجه، ولم تتجن عليهم لأن معظمهم كذلك. *ويقول السيناريست وليد يوسف:السلفيون طائفة مختلفة تماما عن التيار الاسلامى المتمثل فى حزب الحرية والعدالة، والسلفيون هم من جسّدتهم السينما والدراما المصرية على أنهم متشددون دينيا فمثلا يقولون إنهم عندما يحكمون سيحجّبون كل امرأة وسيمنعون السياحة والفن، وأتساءل: كيف ستكون هناك دولة اسمها «مصر» فى النهاية، فالدراما لابد ان تحاكى الواقع، ونحن لم نبالغ فى ذلك التصوير نهائيا، وللعلم فهم بعيدون كل البعد عن التيار الاسلامى المعتدل الذى يريد ان يطبق الحكم الاسلامى العادل بكل ما تحتويه الكلمة من معنى. *ويعترف المخرج على عبدالخالق بأن هناك فترة بالغت فيها السينما المصرية بالفعل فى تجسيد الاسلاميين على أنهم إرهابيون، وقيل وقتها إن السينما المصرية تحاكى الغرب، فالاسلاميون فى الدول الاوروبية متهمون بأنهم إرهابيون منذ أحداث 11 سبتمبر، وهذا شئ مؤسف للغاية، ولكن هذا لا يمنعنا من الاعتراف بأن هناك من هم كذلك وليس جميعهم. وأضاف «عبدالخالق» أن الدراما المصرية حاولت التفرقة فى الفترة الأخيرة بين من هم «متشددون»، و من هم «معتدلون»، وهو تصوير للواقع المصرى الذى نعيشه، وعلى سبيل المثال فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة وتوقع فوز التيار الإسلامى رأيت أن هناك من يريد مصلحة مصر وتطبيق حكم معتدل على الشعب المصرى، وهناك من يريد مصلحته الشخصية.