جاءتنى رسالة من أم مكلومة فى فلذة كبدها.. هذه الرسالة استوقفتنى جعلتنى اشعر بتمزق القلب.. فهى من أم تجاهد هى وزوجها من أجل طفلتها الصغيرة آخر العنقود.. الطفلة المحببة لهما بسبب رقتها وجمالها فقد جاءت للدنيا بعد ولدين، ولذلك فهى قريبة من القلب.. من شدة تعلق الأم بطفلتها والعكس يظن الأهل والجيران أن «داليا» وهذا اسمها جزء لا يتجزأ من الأم.. بل من قلبها وروحها.. كان يوم فرح عندما ذهبت أول يوم دراسى إلى المدرسة.. كانت تلبى لها جميع طلباتها أو معظمها على حسب مقدرتها فهم أسرة قليلة الموارد، الأب يعمل «قهوجى» دخله بسيط ورزقه قليل.. ومع ذلك كانت حياة الأسرة تسير.. إلى أن جاء اليوم الذى بدأت الطفلة تشكو من عدم قدرتها على اللعب والحركة حتى مدرستها بالمدرسة لاحظت عدم تركيزها وانتباهها للدروس.. أيام والأم تظن أن ابنتها تختلق الأعذار حتى لا تذهب للمدرسة وتتركها.. ولكن الشكوى تتزايد وصاحبتها الدموع.. أخذتها الأم إلى المستشفى العام، وكان العلاج بعض الفيتامينات والمسكنات ومرت الأيام بطيئة بسبب مرض الابنة.. تحولت دموعها إلى أنّات مزقت قلب الأم التى حملت طفلتها مرة أخرى إلى المستشفى، تم إجراء تحاليل هذه المرة وعندما اطلع عليها الطبيب لم يتكلم.. بل كتب خطاب تحويل للطفلة إلى المعهد القومى للأورام، وهنا عرفت الأم أن هناك شيئا ما خطيراً.. سألت الطبيب الذى حاول طمأنتها وطلب منها سرعة التوجه للمعهد وعندما جاءت إلى القاهرة من قريتها البعيدة فى إحدى محافظات الصعيد ودخلت المعهد بالطفلة عرفت ما كان خافياً عليها أن الابنة مصابة بسرطان دم وأنها فى حاجة لتلقى جلسات علاج إشعاعى وكيماوى ومداومة التردد على المعهد.. عاشت هى وزوجها وأبناؤها أياما صعبة شديدة السواد بسبب مرض الابنة ومع تزايد معاناة الأسرة، فالأب أصبح غير قادر على تحمل مصاريف واحتياجات الأسرة أرسلت الأم تطلب المساعدة فمن يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.