زمان.. شب حريق فى أحد الحمامات الشعبية.. فهرب معظم المرتادين من الباب عرايا، كما ولدتهم أمهاتهم، خوفاً من أن تحرقهم النيران، ولم يتبق فى الحمام إلا الذين استحوا أن يخرجوا عرايا.. وآثروا أن يموتوا، وأن تلتهمهم النيران ولا يكشفون عوراتهم لأحد..! من هنا جاء المثل الشعبى الشائع «اللى اختشوا ماتوا».. وهو مثل صالح لكل زمان ومكان.. وأنا بالمناسبة أستدعيه لأستشهد به كلما وجدت أية صورة من صور التبجح والتنطع فى المجتمع..! ولم أجد أنسب من هذا المثل الشعبى لأصف به ما قرأته منذ أيام من فتوى بعض قيادات أحد الأحزاب المتأسلمة والتى تبيح إنفاق زكاة المال على أعضاء الحزب، لأنهم يجاهدون «فى سبيل الله» وبالتالى أصبحوا ضمن المصارف الثمانية للزكاة المنصوص عليها فى القرآن الكريم..! وهو كلام عجيب وغريب يؤكد بما لا يدع أى مجال للشك إن اللى اختشوا ماتوا وشبعوا موت..! فهذه الأحزاب المتأسلمة لا تجد أى حرج فى أن تفتى وبملء الفم أنها تستحق الزكاة مثلها مثل المؤلفة قلوبهم والغارمين وفى الرقاب وذوى القربى واليتامى والمساكين وأبناء السبيل..!! عموماً أنا عندى فكرة أفكه من كده بكتير.. ليه الأحزاب ماتعملش حملات إعلانية فى التليفزيون زى بتاعة «أنا اسمى أحمد» تقول فيها: أنا حزب ورقى.. عرقى مرقى.. مش لاقى اللضة.. والحالة مأشفرة.. اتبرع باللى تقدر عليه.. حتى ولو بجنيه.. تعاطفك وحده مش كفاية..!!