ياقلبى تانى .. وعلمتك ..وأول حب .. وفاكر ..وشوق وحنين.. اغنيات سنظل نتذكرها ، بعد رحيل صاحبها وهو المطرب عامر منيب الذى فارق الحياة بعد رحلة عذاب مع المرض، بعد أن قدم عشرات الأغانى الناجحة، وجرب حظه فى التمثيل للسينما ..وعن منيب وصوته ورحلته يحدثنا زملاؤه الموسيقيون.. فى البداية ينعى نقيب الموسيقين «إيمان البحر درويش» المطرب والفنان عامر منيب قائلا : عامر سنفتقده جميعا وانا شديد الحزن بإن الوسط الفنى خسر أحد مطربى جيل الوسط الذين استطاعوا ان يظهروا موهبتهم الفريدة من نوعها ، وايضا حزين للغاية لانه من المطربين القلة الذين كانوا يتمتعون بخلق جيد وعلاقات طيبة بالاخرين، فهو كان دائما يحسن معاملة الاخرين وهو أحد اسباب نجاحه وتألقه، فكان مطربا رائعا وكان فنان رائع ايضا وكان إنسانا خلوقا قبل اى شئ، رحمه الله ، واتمنى ان يصبر اهلة على فراقه.. ويقول الموسيقار هانى مهنى: عامر صاحب صوت مميز وهادئ، ولم يظهر احد وأخذ نفس لون «منيب» لانه كان لونا مختلفا عن باقى المطربين الاخرين الذين ظهروا معه، وكان متميزا للغاية، وعلى المستوى الانسانى كان رجلا بمعنى الكلمة فهو كان دائما يقف بجوار أصدقائه من الوسط الفنى ويساعدهم عندما يحتاجون إليه.. ويقول المخرج عثمان ابو لبن: فقدت صديقا عزيزاً على قلبى جدا ورجلا لن يتكرر، فهو كان من المقربين لى جدا وكنا دائما نجتمع مع بعضنا فقد كان طباعه كلها ومواقفه عظيمة مع اصدقاؤه، وعندما علم بمرضه لم يستسلم ولم يظهر ضعفه امام الاخرين بل كان يظهر قويا، لكنه كان الشئ الوحيد الذى يصبره على ذلك هو قربه من ربه.. ويقول الموسيقار حلمى بكر: عامر كان شابا طموحا جدا وكان صاحب صوت جميل وموهبة كبيرة، سواء على المستوى الفنى او الغنائى وله تقدير واحترام كل من حوله، انا اول من شجعه على ان يغنى فانا اتذكر انه كان يرغب فى السفر ولكننى اقنعته بدراسه الموسيقى والغناء وبالفعل فعل ذلك ، فانا كان لدى ايمان قوى بأنه سيصبح مطربا كبيرا لانه صاحب صوت مميز للغاية، رحمه الله.. والمطرب عامر منيب اسمه بالكامل عامر محمد بديع منيب من مواليد حى الدقى فى 2 سبتمبر عام 1963، وهو حفيد الفنانة الكبيرة «مارى منيب». انتقل بعد ميلاده هو وشقيقه الأكبر منه «جمال» وشقيقتيه الأصغر منه أميرة وأمينة للإقامة بفيلا جدتهما الفنانة الكبيرة مارى منيب ورغم انه كان شديد الشقاوة والعند والفضول فى طفولته إلا أن جدته كانت تحبه كثيرا و كانت شديدة الحزم معه ورغم هذا لم تكن تتحمل زعله وكان هو متعلقا بها بدرجة كبيرة فكان يسعى للذهاب معها لمسرح الريحانى الذى شهد عظمتها وتفوقها، ولكنه كان يعبث فى معدات التصوير ولذلك لم تصطحبه معها ثانية.. وكان عامر فى السابعة من عمره حينما توفيت جدته وحضر أعضاء فرقة الريحانى لتقديم واجب العذاء فى فقيدة الفن وظل بعض زملائها دائمين الاتصال بالأسرة وزيارتها وطلب عامر منهم وكان كبر بعض الشئ وتضاءلت شقاوته الذهاب معهم للمسرح . وتقديرا منهم لجدته لم يترددوا فى اصطحابه فكان يقف خلف الكواليس يراقب تحركات الممثلين وتمنى أن يصبح مشهورا مثلهم وتصفق له الجماهير ولكنه من البداية كان يعشق الغناء فكان يأخذ مكانا مستقلا به فى فيلا جدته ويغنى فيه مقلدا عبد الحليم حافظ الذى كان يعشقه بشده ويحفظ كل أغانيه. إلى جانب الاستماع لكبار المطربين مثل أم كلثوم وفريد الاطرش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزى وفى الوقت ذاته كان متفوقا دراسيا وهو ما كان يدفع أبيه لعدم حرمانه من مزاولة هوايته فى الأجازة المدرسية وأوقات الفراغ وبعد حصوله على بكالوريوس التجارة عام 1986 بتقدير جيد جدا سأله والده عن الهدية التى يرغبها ففوجئ به يقول دون تفكير (أريد آلة عود) وبالفعل احضر له والده ما طلبه وظل العود مرافقا له فى المنزل وفى الوقت ذاته أكمل مشواره العلمى . وأصبح معيدا بالجامعة، وتلقى عامر صدمة عنيفة برحيل والده المفاجئ، وبعد الخروج من حالة الحزن التى سيطرت عليه تلقى عقدا بالسفر إلى استراليا للحصول على الدكتوراه والعمل بإحدى الجامعات هناك إلا انه حدث شئ غريب قبل السفر بأيام قليلة أدى لتعديل مساره بالكامل و هو اتفاقه مع مجموعة من اصدقائه على السهر وتلقى طعام السحور سويا بأحد الفنادق ليودعهم قبل السفر وتصادف وجود مجموعة من كبار الفنانين فى هذه السهرة، وهم محمود ياسين وزوجته الفنانة شهيرة ونور الشريف وزوجته فى هذا الوقت الفنانة بوسى بالاضافة لفاروق الفيشاوى والموسيقار حلمى بكر وبإلحاح من زملاؤه قام «منيب» بالغناء ووقتها قام بغناء اغنية (الفن) لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وفوجئ بإعجاب الحاضرين بصوته، وقاموا بدعوته للجلوس معهم وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لهم جميعا حينما اكتشفوا انه حفيد الفنانة الكبيرة مارى منيب واخذه الموسيقار حلمى بكر على حدة فظل قلب عامر منيب يدق بعنف لكون حلمى بكر كان ولايزال مشهورا بجراءته وعدم مجاملته لاحد فشعر عامر انه سيطلب منه ترك هذا المجال. الا ان المفاجأة ان حلمى بكر شجعه بشدة وطالبه بضرورة البقاء فى مصر وعدم السفر لكون هناك مستقبل كبير ينتظره بشرط ان يثقل موهبته بالدراسة وبالفعل خضع بشكل كامل لدروس الاستاذ عاطف عبد الحميد. وبالفعل صدر الالبوم الأول بعنوان (لمحى) عام 1990 ورغم الدعاية المحدودة التى صاحبته الا ان الألبوم حقق نجاحا نسبيا دفعه للاستمرار على الساحة حيث كتب بالالبوم شهادة ميلاده الفنية وتوالت الألبومات بعد ذلك وكان من الطبيعى ان تلتفت له انظار منتجى ومخرجى السينما تماما كما حدث مع كل المطربين الناجحين فتم إسناد دور البطولة له فى أربعة من الأفلام وهى «سحر العيون»، و«كيمو وانتيمو» و«الغواص» وأخيراً «كامل الأوصاف». عانى منيب مؤخرا من ورم فى القولون، ورغم استئصاله إلا أن حالته الصحية لم تتحسن، ودخل خلال الأيام الأخيرة فى غيبوبة تامة إلى أن وافته المنية صباح يوم السبت الماضى عن عمر يناهو 48 عاما و شيعت الجنازة من مسجد رابعة العدوية، وسط حضور كثيف من الوسط الموسيقى للمشاركة فى جنازة النجم الراحل.