تستطيع أن تصنْف فيلم «سيما على بابا» الذى لعب بطولته «أحمد مكى»، وكتبه شريف نجيب، وأخرجه «أحمد الجندى»، بأنه فيلم مُحبط بالنظر إلى موهبة الثلاثة، وبالنظر إلى قدراتهم التى لمسناها فى فيلمهم المشترك السابق «لا تراجع ولا استسلام، ولكننا فى فيلمهما الجديد الذى عُرض فى موسم عيد الأضحى نجد أنفسنا امام عمل يفتقد الوحدة والتماسك والانسجام رغم الخيال المُحلّق والكثير من الإفيهات الكوميدية الظريفة وإتقان بعض العناصر الفنية، ولكن طل ذلك يفشل فى أن يقدم لجمهور عملاً متماسكاً، ويجعل من التعاون الثلاثى الجديد خطوة للخلف فيما كنا نتمناها خطوة إلى الأمام. هناك منذ البداية رغبة فى تقديم فيلم مختلف، ولكن الافلام الجيدة ليست بالرغبات، إننا هنا وحرفياً امام فيلمين قصيرين متنافرين ومتناقضين شكلاً ومضموناً وأسلوباً بدعوى أننا سنشاهد عملية تعرضها سينما على بابا «إحدى أشهر دور عرض الدرجة الثالثة»، الفيلمان منفصلان فعلاً لدرجة أن صُناع سيما على بابا يكتبون كلمة «النهاية» بعد كل فيلم، كما أنهم يبدأون كلا الفيلمين بتصريح الرقابة الشهير، ولكن ظلت المشكلة الاساسية والواضحة أنك يمكن أن تكتفى بفيلم واحد فقط وتخرج مع أنهما مطبوعان على نفس الشريط، ولاشك أن هذا الأمر كارثى تماماً وغير مقصود بالطبع. الفيلم الأول يتنافر تماماً مع الفيلم الثانى، فالأول تدور أحداثه فى عالم الفضاء، ويمكن اعتباره محاولة للمحاكاة الساخرة لأفلام «حرب النجوم»، كما أنه يستعمل الشخصية الظريفة «حَزَلْقوم» التى ولدت فى فيلم «لاتراجع ولا استسلام»، ففى كوكب أفتراضى يحمل اسم «ريفو» يتم اغتيال الحاكم، ولا يوجد قائد على البلاط إلا «حَزَلْقوم» المختطف من الأرض لكى يحل محلّه، وبعد أن يعرف «حَزَلْقوم» من خلال زعيم المعارضه انتوسيد «لطفى لبيب» ان هناك مؤامرة واسعة لشنّ حرب على الأرض بعد تعيين نائب صورى للرئيس، يكاد ينجح «حَزَلْقوم» فى الهرب والعودة إلى الأرض لولا مشكلة عانى منها طوال الوقت هى صعوبة قضاء الحاجه! أمّا فى الفيلم الثانى وعنوانه «الديك فىالعشة» فنحن أمام أجواء متناقضه تماماً، مزرعة للحيوانات هى مزيج بين حكايات ديزنى وحكايات كليلة ودمنة، الجميع تحت سيطرة الضباع الذين يسرقون طعامهم بينما يحاول الكلب ركس «لطفى لبيب» بث الأمل فى الحيوانات بإشاعة دخول ديك مُصارع اسمه «حَبَش» سيأتى لإنقاذهم، يستغل الديك النصاب «برابر» (أحمد مكى) الفرصة بالادعاء أنه «حَبَش» المُنقذ، ولكن سكان المزرعة يعرفون فى النهاية ان وجود بطل مُخلصّ هو خرافة، وأنه لن ينقذهم إلاّ وحدتهم وقوتهم. فى الفيلمين اللذين سنراهما من خلال «سيما على بابا» خيالّ وإفيهات «بسمة الغامرى» وديكورات على حسام على، وفريق مدهش من صُنّاع الماكياج والمؤثرات البصرية، ولكن كل ذلك لم يحقق التماسك أو الوحدة لاعلى مستوى الفكره أوالاسلوب أو الشكل أو المضمون.