رغم حالة الاشتعال الراهنة فى الساحة اليمنية، بات من الواضح أن المهلة المتبادلة بين الرئيس اليمنى على عبد الله صالح والمعارضة تمهد لمزيد من التصعيد.. ويبقى التحرك المرتقب لمبعوث الأممالمتحدة جمال عمر وكذلك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبد اللطيف الزياتى لليمن، وكذلك مناورات النظام بنقل الصلاحيات لنائب الرئيس والدعوة للحواروتشكيل حكومة انتقالية ثم التوقيع على المبادرة الخليجية- لكن المعارضة تشكك فى نوايا الرئيس صالح وتؤكد على محاولة كسب الوقت والاستفادة من إدارة الأزمة السورية!! توجه نائب الرئيس اليمن عبد ربه منصور إلى واشنطن فجأة بدعوى العلاج.. فيما كشف نشطاء سياسيون أن نائب صالح اختلف معه وترك الساحة، وقد يكون الخلاف مفتعلا حتى يبدأ الرئيس اليمنى المفاوضات بنفسه من جديد.. وبدورها ترفض المعارضة الحوا مع صالح وطالبته بالتوقيع أولا على المبادرة الخليجية وبعدها كل شىء قابل للتفاوض إما الآن فالأمر لا يتجاوز سوى التهرب من الضغط الدولى والخليجى؛ لأن المبادرة تعنى تنحى صالح عن السلطة فيما يصر هو على نقل صلاحيات مع البقاء فى سدة الحكم. ويحاول الرئيس اليمنى طرح مبادرات ومخارج وحلول لن تفضى فى النهاية إلا لمزيد من التصعيد والمواجهة المسلحة بين قوات صالح والمعارضة والشعب لدرجة وصلت إلى إغلاق كل مؤسسات الدولة ومصالحها.. فيما يستمر القصف يوميا فى معظم المدن اليمنية، ووصل الأمر لحرق مئات النساء عباءاتهن احتجاجا على عنف السلطة حتى بعد إعلان الحكومة عن اتفاق لوقت إطلاق النار.. وعلى الرغم من الوضع الخطير والصعب فى اليمن فإن الرئيس اليمنى يعلن يوميا ويؤكد تنحيه عن السلطة، ويرحب بقرار مجلس الأمن حول نقل السلطة عبر اتفاق سياسى مقبول بما فى ذلك إجراء انتخابات رئاسية، وتصف المعارضة إعلانات صالح بالمراوغة الجديدة. وفى ظل التصعيد الراهن يتوقع قيام كل من مبعوث الأممالمتحدة وأمين عام مجلس التعاون الخليجى لزيارة اليمن فى إطار استئناف جهود الوساطة لحل الأزمة. وقد تباينت الآراء حول جدوى هذه الزيارة المرتقبة.. فى ظل تفاؤل بالتوقيع على المبادرة الخليجية. وترى القوى السياسية المعتدلة فى اليمن أن الدبلوماسية اليمنية تصور للرئيس أن قرار مجلس الأمن جاء لصالحه وبمقدوره تشكيل الحكومة مع تعويضه بالصلاحيات وهذا مخالف للمبادرة الخليجية. وتؤكد المصادر أن واشنطن مازالت ترى أن الرئيس صالح الافضل ولا تريد استبداله بالمعارضة المتشددة لأن البديل هو إما محسن وإما حميد الأحمر، ولم يحظ بعد أى منهما بالقبول حتى لدى الدول الخليجية ولا حتى الداخل وهناك من أطلق نكات تقول: «لا نريد أحمر فاتح ولا غامق ولا الانتقال من ضابط إلى شيخ»..