لقد أدركت القوى الكبرى فى الغرب والشرق ان التحرر العربى بات حتميا.. وان تحقيق حلم انطلاقة الشعوب العربية نحو الحرية أمر لا مفر منه.. فكان قرارهم دعم الثورات العربية، ليس عن طيب خاطر إنما مرغمين أمام إصرار المواطن العربى على تحقيق حلم الحرية والتخلص من الحكام الطغاة اللصوص الذين سرقوا كل شئ وقعت عليه أيديهم ولم يبق شئ لم يسرقوه او يسلبوه.. إلا الحلم العربى- نعم حلم الشعوب العربية– فقط لم يستطع هؤلاء الطغاة سرقة أحلامنا!! ولو كانوا يستطيعون لفعلوا.. أقول الآن القوى الكبرى بما فيها الدول الاستعمارية القديمة والحديثة أمامهم فرصة ذهبية لتغيير صورتهم القبيحة أمام الشعوب الغربية.. لقد تخلى الغرب الاوروبى وأمريكا عن دعمهم لأنظمة الحكم الفاسدة الطاغية فى منطقتنا العربية بعد ان أدركوا متأخرا جدا أن الحكومات العربية الدكتاتورية القمعية الفاسدة أصبحت تهدد مصالحهم وان العملاء من قادة الشعوب العربية أصبحوا عبئا لايستطيعون تحمله أمام طوفان الثورات العربية. لقد أرادت دول الغرب الاوروبى وأمريكا أن يكون لهم دور فى دعم انطلاقة المواطن العربى نحو غد أفضل حتى أطلقوا على تلك الحقبة من التاريخ «الربيع العربى».. أى أنهم يعترفون بان الشعوب العربية كانت تعيش فى شتاء اسود لا نهار له وأنهم كانوا مخطئين فى حمايتهم وتعاونهم مع تلك الأنظمة الفاسدة. وأقول مرة أخرى إن الدول الغربية وأمريكا يتحمل المسئولية أمام شعوبها وأمام الشعوب العربية بما اقترفوه من أخطاء وجرائم كبيرة وذنوب لا تغتفر فى رهانهم الخاسر على دعم الأنظمة العربية الفاسدة بحجة أن تلك الأنظمة موالية لهم– اى موالية للغرب وأمريكا– وان لغة المصالح عندهم لا تعرف الحب ولا التسامح ولا الإنسانية!! وأن بقاء الأنظمة العربية القمعية الفاسدة أهم بكثير من حرية المواطن العربى تلك الحرية التى قالوا عنها إنها لا تناسب الشعوب العربية وان العرب غير ناضجين سياسيا لتحمل تبعات الديمقراطية!! وكأن الحرية عبء والديمقراطية كابوس وانه من الأفضل للشعوب العربية أن تظل تحت حكم الطغاة والجلادين ماداموا يؤدون ما عليهم من تبعية وانحناء وانبطاح أمام الغرب وأمريكا ومادام هؤلاء الطغاة يرعوا مصالح الحلف الغربى ويساندوهم فى مغامراتهم السياسية والعسكرية فى منطقة الشرق الأوسط. لكن عندما انقلب السحر على الساحر واتضحت الحقائق وانكشف المستور وظهرت الفضيحة– واقصد هنا فضيحة الحكومات الغربية وأمريكا– لأن شعوبها لم تكن تعلم أن الدول العربية بها مواطنوه قادرون على الثورة والتغيير ولأن رجل الشارع الغربى أو الامريكى كان أسيراً لجهاز اعلامى دعائى ضخم يصور لهم ان العرب متخلفون همجيون عدوانيون لا يصلح معهم اى نظام ديمقراطى خاصة بعد حادثة 11 سبتمبر الشهيرة والتى استغلها الغرب وأمريكا أسوأ استغلال للانتقام من الشعوب العربية وتشويه صورة المواطن العربى واتهامه بالتطرف والميل الى العنف!! أيها السادة هذه كانت صورة المواطن العربى لدى رجل الشارع فى الغرب وأمريكا.. وعندما قامت ثورات «الربيع العربى» كادت الحكومات الغربية وأمريكا ان يقع فى المحظور وينكشف كذبها حينما نقلت أجهزة الإعلام على مختلف توجهاتها أحداث الانطلاقة العربية نحو الحرية تلك الاحداث التى ظهرت ولأول مرة مغايرة تماما لكل الأفكار الخبيثة والأكاذيب والافتراءات التى حاولت أجهزة الدعاية للحكومات الغربية ان ترسخها فى أذهان مواطنيها. تلك الأكاذيب التى من بينها أن الشعوب العربية لا يمكن حكمها إلا بديكتاتور جبار قاهر لا يرحم وان هذا الديكتاتور لا بد ان يكون مواليا للغرب وأمريكا وإلا تحولت منطقة الشرق الأوسط الى غابة من التطرف والعنف المعادى للتحضر والتقدم بالمفهوم الغربى والامريكى.. اقول لأن الحكومات الغربية وأمريكا سارعت إلى الإعلان عن تأييدها ودعمها للثروات العربية ليس حبا فى المواطن العربى المقهور. وإنما خوفا من شعوبهم ومواطنيهم الذين خدعوهم عقود طويلة من الزمن عن حقيقة الشعوب العربية عن طريق سيطرة إعلامهم الكاذب المبرمج والذى كان لا همّ له إلا تشويه صورة المواطن العربى.. أقول للمرة الرابعة يجب على الإعلام الغربى أن ينقل الحقيقة مجردة دون تشويه عن الشعوب العربية وان يحاول إصلاح ما أفسدته حكومات الغرب الاوروبى وأمريكا وما ارتكبته من جرائم فى حق سمعة وكرامة المواطن العربى. [email protected]