المشهد المحزن والمزرى الذى شاهده العالم بأسره ليلة أحداث ماسبيرو الضارية ليلة الأحد الماضى أساء لصورة مصر وثورتها الشعبية فى محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب، فبعد أن أشاد العالم كله بهذه الثورة الفريدة فى نوعها وأذهلت العالم كله بحضارتها حدث ما حدث... ولكن يبقى لنا تساؤل محير لماذا فى كل مناسبة قومية تحتفل بها مصر تأبى خفافيش الظلام أن تفرح وأن تسترد مصر عافيتها وتظهر النوايا واضحة جلية فى عدم استقرار مصر، ففى أثناء تظاهر أخواننا المسيحيين أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون التحمت بهم بعض العناصر من كل المناطق المحيطة بمنطقة ماسبيرو من الساحل وشبرا ووسط البلد وفى هذا الأثناء امتدت يد آثمة بإطلاق الرصاص على جنودنا وإلقاء زجاجات مولوتوف وحجارة على المتظاهرين والجنود وسقط الشهداء وامتزجت دماء المصريين بتراب أرض الوطن وأرتوت بها. فهذه الدماء ستطهرنا جميعا وستظهر أروع ما فينا... وهنا يأتى السؤال المهم. من المستفيد من كل ما يحدث؟! من المستفيد من تأجيج الصراع بين نسيج الأمة وإحداث وقيعة بين الجيش والشعب وإحداث فوضى فى هذا الوطن لأن كل ما يحدث يخالف ناموس الشخصية المصرية بشكل عام. فكيف يكون المجتمع ضد المجتمع؟ ومن يريد إشعال حرب أهلية تقضى على الأخضر واليابس، إنها محاولات من عديد من القوى داخلية واقليمية وعالمية لمنع مصر من الاستمرار فى طريق الاستقرار لأن مصر دولة محورية رائدة فى المنطقة وعندما تنهض مصر ينهض العالم العربى كله معها وتعاد الامجاد العربية، وهو ما يقلق دولا كبرى لا تريد للعالم العربى إلا أن يكون تابعا... فيجب ان ننتبه جيدا وألا نقطع جسور المحبة وتأجج الفتنة بين طرفى الأمة فى المجتمع المصرى. لنكن صادقين مع أنفسنا بالفعل.. هناك تيارات متشددة من الجانبين تأجج لهذا الصراع فأين الحكماء والعقلاء من الطرفين. كما أدعوكم أن نسأل سؤالا لحكومة الثورة ما موقفها منذ أحداث أطفيح؟ وماذا فعلت الآن؟ حكومتنا للأسف حكومة ردود أفعال وليست حكومة أفعال بارتجاليتها وعفويتها لأنها لا تتبع آلية محددة وبها تباطؤ وارتباك فى الأداء الذى ينعكس على كل أمور الدولة فالمحصلة الأخيرة لما حدث ولقدر الله ما قد يحدث لأنه إذا استمر بنا الحال على هذا المنوال فإننا جميعا خاسرون ولنتحمل جميعا هذه الخسارة لأننا ساهمنا بشكل أو بآخر بداية من الإعلام والحكومة والتيارات المتشددة والايادى الخفية التى أطالب المجلس العسكرى بقطعها، فهذه حقيقة تجب مواجهتها. فالواجب والضمير يوجبان علينا رسم ملامح رئيسية بدون تجميل أو مجاملة لإعادة جسور الثقة المفقودة بيننا جميعا بتفعيل القانون على كافة المصريين لأن ذلك سيضعنا أمام مسئوليتنا التاريخية قبل فوات الأوان وحتى لا نكون جميعا خاسرين. [email protected]