منابرالحوار مع جزء مهم من «الميديا» التى منها يتشكل وعى الناس فى مجتمعنا.. وهكذا فإن الأداء «من حيث الشكل».. عصبى، هادئ، متوتر، وقور، أو من حيث «المضمون». نقلى او إجتهادى. حتما يجب ان يخضع فى التخطيط له أو فى قياس رد فعله. ومعرفة الصور الذهنية التى يخلفها فى ذهن المتلقى.. للأسس التى تحددها نظريات وحقائق اكدتها دراسات إعلامية خبيرة، ..وكنت دوماً أتعجب كبف تغيب هذه البديهية عن عقل الذين يديرون أمر الدعوه فوق المنابر.. ولأنى كنت اعلم علم اليقين ان «العشوائية» هى سيد الموقف. فإن مئات المساجد «مضمون الكلام فوق منابرها» منقول من كتب صفراء عف عليها الزمن، كنت دوماً اتساءل لمصلحة من تبقى المنابر فى الجوامع جزراً منفصلة لايميز اى منبر عن غيره غير اسم الداعية الذى يعتليه او سيرة هذا الداعية عند الناس.. وظل استغرابى يزداد يوماً بعد يوم متحولاً من مجرد استغراب إلى غيظ. مع ازدياد عدد الزويا التى تتحول إلى مساجد يحتل منابرها «فى ظل حالة نقص الدعاه المتخصصين فى وزارة الاوقاف». كل يوم صوت سلفى «حديث السن والخبرة». وفى احيان كان معتلى المنبر فى سن صبى كلامهم فوق المنابر كان يحمل اتجاهًا مختلفاً وروحاً مختلفة تخاصم وسطية التدين الذى ميز أهل مصر. يشيع جو الخلاف والاختلاف فى الحىالواحد. وكان معتلى المنبر «من هؤلاء او من غيرهم» لاهم له غير ان يُعبئ رؤس مستمعيه بكلامه. دون ان يسأل عن مدى مناسبة «موضوع كلامه» لحال جمهوره. .. أكتب هذا الكلام تعليقاً على كلام سمعته من شيخ جليل فى اذاعة القرآن الكريم الاسبوع الماضى.. أخذنى كلام الشيخ الجليل فى الراديو وإن كانت ظروف استماعى للبرنامج من راديو سيارتى فى شارع مزدحم حالت دون معرفتى اسم المتحدث الجليل.. كان الرجل يتحدث عن ادارة «المنابر» بشكل علمى... وعن وضع صندوق فى كل مسجد للتعرف منه على آراء الناس فى «الداعية واسلوبه وموضوعاته»... بداية بطعم الثورة ونتائجها ان شاء الله ثورة. طال انتظارنا لها. تحرر منابرنا من الظلاميين ودعاة الصراخ.