كتبت_شيماء مكاوى: الطفلة المعجزة فيروز، والمطرب الراحل عماد عبدالحليم، والموهوبة شيماء الشايب التى قدمت بصوتها روائع كوكب الشرق أم كلثوم..ونجوم آخرون بدأوا مشوارهم الفنى، وهم لا يزالون فى مرحلة الطفولة ولكنهم لم يستمروا، وفقدوا نجوميتهم بعد أن تجاوزوا مرحلة الصبا.. فلماذا حدث معهم ذلك؟ وهل يمكن أن تتكرر هذه الظاهرة مع أطفالنا الموهوبين مثل منة عرفة، وجنا، ومها عمار، وليلى احمد زاهر؟! ..هذا ما نحاول الاجابة عنه من خلال تلك السطور.. فى البداية يبرر الفنان أحمد زاهر قراره بمنع بنتيه «ليلى وملك « من العمل بالتمثيل، بعد أن شاركتا فى العديد من الأعمال الفنية بقوله: «أعتقد أن الممثلين الذين يبدأون مشوارهم الفنى فى سن الطفولة لا?يحققون نفس النجومية فى حالة استمرارهم فى التمثيل لأنهم دائما ما يرتبطون فى اذهان الجمهور بأدوار الطفولة مهما كبروا، وهذا بالطبع يضرهم فى مشوارهم الفنى فى المستقبل، ولكن هذا لا يعنى أننى سأتدخل فى تحديد مستقبل ليلى وملك، وكل ما هنالك اننى أبعدتهما عن العمل فى الفن الآن حتى لا يؤثر ذلك على دراستهما وشخصيتهما، وسأتركهما تختاران طريقهما عندما تكبران، وتحديد ما إذا كانتا ستستمران فى التمثيل ام لا». أما الناقد الفنى محمد الشافعى فيقول: «أبرز مثال على صحة تلك الظاهرة هى الفنانة فيروز وعلى الرغم من انها ابنة خالة الفنانتين نيللى ولبلبة وحققت شهرة اوسع منهن وهى طفلة فانهما استمرتا فى مشوارهما الفنى وهى توقفت ،واذكر ان لبلبة وهى طفلة لم تحقق درجة الابهار مثلما حققتها فيروز ، ايضا ايناس عبد الله ودينا عبد الله ، وهذا كله يرجع الى حجم الموهبة لان الموهبة عند الاطفال تختلف عن الكبار، والدليل على ذلك أن بعض المشاهير من نجوم الغناء والفن بدأوا اطفالا واستمروا حتى الآن مثل هانى شاكر وحمادة هلال، وليس معنى كلامى ان فيروز لم تكن بموهبة لبلبة ولكن حجم الموهبة يختلف فمن الممكن ان تكون موهوبة فى الصغر ولديها كاريزما وعندما تكبر تقل موهبتها ودرجة انجذاب الجمهور لها . ويضيف الشافعى قائلا:»هناك قضية اخرى وهى اننا نحرق مواهب الاطفال، فمثلا فيروز استهلكناها بشكل بشع فى العديد من الاعمال السينمائية وعلى الرغم من ذلك لم تجد احدا يتبنى موهبتها فى جميع مراحلها العمرية فكل مرحلة لابد من اعادة تدريبها بشكل مختلف عن المرحلة السابقة، فالموهبة كالطاقة من الممكن ان تستنفذ وتجب رعايتها وتنميتها. من جانبه يرى المخرج على عبد الخالق أن الطفل النجم الموهوب الذى يكون لديه القدرة على الحفظ والتعبير عندما يكبر تتغير ميوله، فالطفل عندما يكبر يبدأ فى التفكير فى الشئ الذى يحبه ويكون لديه الموهبه لتحقيقه، فمعظم النجوم الاطفال الذين لم يستمروا تغيرت ميولهم من ممثل الى دكتور او مهندس او اعلامى وابرز مثال على ذلك «ايناس ودينا عبد الله» فقد بدأتا اطفالا ولكنهما عندما نضجتا اتجهتا الى الاعلام،مشيرا إلى أنه من الأطفال الموهوبين من يستمر فى الكبر لأنهم يعشقون الفن وليس لديهم ميول اخرى وينمون موهبتهم ،وهذا كله راجع الى الاهل فمن لديه طفل موهوب لابد ان يقوم بمساعدته فى صقل هذه الموهبة حتى تنمو بداخلهم وتكبر معهم. وقال: جنا ومنة عرفة وليلى زاهر جميعهم أطفال موهوبون بالفعل ولديهم كاريزما لكنى لا اعلم من سيستمر ومن سيتوقف وكل هذا راجع الى ميول الطفل ورعاية والديه لموهبته الفنية . وعن مواهب الأطفال الغنائية التى لم تستمر ..يقول الموسيقار هانى مهنى: «لا اعرف لماذا لم يكمل هؤلاء مشوارهم الغنائى،و ربما لانهم لم يهتموا بموهبتهم وربما لظروف خاصة بهم ، فالغناء لابد من رعايته والحفاظ عليه ومن يهمله لا ينجح، فمثلا عبد الحليم حافظ بدأ طفلا وصقل موهبته فأصبح العندليب، وكذلك هانى شاكر وعماد عبد الحليم رحمه الله ، وأعتقد ان الامر كله يرجع للطفل فإذا عشق الغناء وصقل موهبته بالدراسة والتدريب سيستمر واذا لم يتدرب وأهمل موهبه الغناء سيحتاج الى تدريب ثقيل للغاية اذا اراد العودة للغناء مرة اخرى فمثلا شيماء الشايب عندما غنت لام كلثوم كانت رائعة وحاولت العودة بألبوم عندما كبرت ولكنها لم تنجح ولم يحقق هذا الالبوم اى صدى لانها اهملت موهبتها لفترة طويلة! ويقول الناقد محمود قاسم: هناك نجوم اطفال لم يستمروا ليس بسبب عدم موهبتهم، ولكن لأن كاريزما الطفل تختلف تماما عن النجم الناضج الشاب لانه وهو طفل يشد الانتباه إليه، ويبهر الناس بمقدرته على حفظ المشهد كاملا والتعبير عنه بكل صدق، وعندما يصبح شابا يختفى هذا الانبهار من قبل المشاهد لأنه يعلم قدرة هذا الممثل على تقديم هذا المشهد بمنتهى البراعة، وهذا هو الاختلاف بين الممثل الطفل والممثل الشاب وكذلك الحال بالنسبة للغناء لان المستمع لا يتخيل طبقة الصوت التى تخرج من طفل ولكن عندما يكبر يصيح الأمر طبيعيا للغاية . وفى النهاية يعقب الدكتور «محمد السخاوى» استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة على ذلك قائلا: النجومية المبكرة تضر بالطفل للغاية، لانه يعيش فى سن غير سنه ويمر بظروف لا يمكن لطفل ان يعيشها وهى الشهرة والنجومية والاضواء ويبدأ يحدث له تناقض بين حياته كطفل يلعب ويلهو ولا يفكر فى شئ الى نجم مشهور، وربما يشعر العديد من النجوم الاطفال بالغرور لانهم مميزون عن غيرهم من الاطفال وهذا شئ سلبى يفقده العديد من الاصدقاء ويبعد الكثيرين عنه فى نفس سنه، وعندما يكبر وتختفى وتقل تلك النجومية تحدث عنده صدمه اجتماعيا مما يصيبه بالاحباط والفشل.