بدأت إسرائيل تفعيل المزيد من نشاطات قلاعها الصهيونية الاستثمارية بوسط وجنوب أفريقيا، وبالأخص فى أريتريا والسودان وغانا، وتركز هذه الأنشطة على مجالات الاقتصاد والتعليم والسياحة وبلغ حجم صادرات إسرائيل نحو مليار دولارسنوياً توجه إلى 45 بلدا أبرزها لدول القارة السمراء ومعظم تلك الصادرات خاصة بالتكنولوجيات، والآلات والمعدات الكهربائية، والبلاستيك والمطاط والحديد والصلب، والحلى والمجوهرات . ووفقاً لتقرير عن موقع « القناة السابعة» الإخبارى الإسرائيلى أنه بعد 38 عاماً من القطيعة تم تشكيل وفد رسمى لإعادة فتح سفارة إسرائيل في غانا، وذلك كجزء من استراتيجية الخارجية الإسرائيلية لتقوية العلاقات مع أفريقيا وأوضح موقع القناة السابعة أنه فى غضون ذلك ترسل إسرائيل مساعدات لدول أفريقية أخرى من بينها نيروبى. أما بالنسبة للسودان أو بالأخص الجنوب بعد الانفصال، الذى كان السبب الرئيسى فيه دعم إسرائيل المتمردين السودانيين بالسلاح اللازم لإتمام هذا الانفصال، فقد بدأت فى بناء قلاعها الاستثمارية من فنادق، بالتنسيق بين مندوبين إسرائيليين ومندوبين من جنوب السودان، إلى جانب بناء مطار في العاصمة جوبا لاستقبال طائرات الإسرائيليين، كما يوجد في جنوب السودان شركة إسرائيلية كبيرة للاستشارات المالية. هذا إلى جانب شركة SOUTH SUDAN M.D.A التى بدأت فى تعزيز علاقتها الاقتصادية مع إسرائيل الشهر الماضى، فوفقاً لما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية فإن هذه الشركة تعتقد أن هذا سيمكنها من بناء بنية تحتية صحيحة لجنوب السودان. كما أن إسرائيل ستركز على بناء الطرق والمنازل السكنية أيضاً، والمدارس و أماكن للعمل، وترجع اساس هذا الاستثمار المشترك بين البلدين الى التعليم فى نهاية الامر بهدف خلق جيل جديد من الأكاديميين ورجال الأعمال الذين يملكون أفكارًا سودانية وفى معظمها إسرائيلية. أما عن أريتريا فمنذ عام 2006 كانت معروفة بأنها من أكثر الدول الافريقية التي يتسلل مواطنوها إلى إسرائيل منذ بدايات القرن الحالى. وقد توطدت العلاقات الدبلوماسية بين اريتريا وإسرائيل بشكل كبير لدرجة انها غيرت سياستها مع مواطنيها الهاربين إلى إسرائيل، وقررت ألا ترغم أيا منهم على العودة الى بلادهم، أو ترحيلهم رغما عنهم، ونتج عن توطيد تلك العلاقات ان اريتريا أصبحت معقلاً استثمارياً كبيراً لإسرائيل الآن، حيث أن عشرات الشركات الإسرائيلية- أحياناً تحت غطاء شركات أوربية- تعمل على أرض هذه الدولة في عدة مجالات، بدءًا من المجالات الأمنية ومرورًا بالأدوية ومناجم الماس وانتهاءً بالزراعة والتجارة. إلى جانب العلاقات الامنية المتينة التي تجمع بين البلدين، حيث إن عدداً من كبار الضباط الإسرائيليين يشرفون على تدريب وحدات الجيش والشرطة المختارة هناك، كما يوجد لإسرائيل في أريتريا قاعدتان عسكريتان، الأولى متخصصة فى الجانب الاستخبارى، والثانية قاعدة تزويد للغواصات الألمانية التى يستخدمها الجيش الإسرائيلى. وفى ضوء المساعى الاسرائيلية للاستثمار فى القارة الافريقية، نقلت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية عن البروفيسور «يوجين كيندال» رئيس المجلس القومى الاقتصادى فى مكتب رئيس الحكومة قوله « إن إسرائيل ستغرق فى تيار اللاجئين القادمين من أفريقيا إذا لم تستثمر هناك فى حل أزمة الطاقة». ووجه كيندال كلامه فى مستهل المنتدى الاقتصادى الذي عقد في تل ابيب بعنوان « بين الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة» إلى رؤساء شركات الطاقة النظيفة ليشجعها على التوجه صوب القارة الافريقية والاستثمار فيها.