يتوهم الكثيرون اننى ضد الثورة كما يتخيل الآخرون ان من يرفض البلطجة والتجاوزات والانفلات الامنى شخص يحاول ان يسىء الى الثورة المباركة لذلك وجب على التنويه بأن الفارق شاسع بين التغيير والبلطجة وبين الثوار والحرامية لذلك ارجو ان يتفهم القراء الاعزاء ان كلماتى محاولة لنتناقش سوياً فى تلك السلبيات التى لا تخلو منها اى حركة جديدة واى ثورة حتى لوكانت نظيفة طاهرة بريئة لنتمكن سوياً من التخلص من تلك السلبيات التى تتحكم فى تفاصيل حياتنا تماماً. وطالما امتدحت ألسنتنا الثورة وشبابها ومنجزاتها فعلينا ان لا نغفل كثيراً عن سلبياتها مع التأكيد على ان تلك السلبيات لم تفسد الثورة ولم تسيء اليها بفضل الله. السلبية الاكثر انتشاراً بعد الثورة هى فكرة الانشقاق والانقسام والفضل فى انتشار ذلك يعود الى الطبقة التى كانت منسية وتنتمى وتوالى النظام السابق فى الخفاء ولانهم يحاولون الظهور بمظهر الشرفاء. اغرب مانسمعه الآن عبارة (انت مش عارف بتكلم مين..انا من ثوار التحرير)..مقولة اخرى منتشرة بين المنفلتين وهى ان فلان بيشتغل عندنا بمعنى ان الوزير مثلاً او رئيس الوزراء يعمل عند الشعب فتجد شخصاً لايملك مقومات او حتى شهادات ويتحدث مع كبار رجال الدولة بطريقة غير لائقة الامر الذى يعكس حجم الفوضى التى انتشرت على يد الطبقة المنسية التى عاودت الظهور ودعمت البلطجة وساهمت فى انتشار الحرامية والفراغ الامنى من خلال ظهورهم فى التجمعات والفضائيات وداخل المصالح الحكومية والشركات والمؤسسات وحتى على المقاهى. يا حضرات ما اقوله الآن ليس ضد الثورة لكنه نقد للسلبيات فى ضوء اهداف الثورة وآلياتها..وإلا اصبحت ثورة عمياء بلهاء وصماء لا تسمع الا للهتاف والتصفيق..ومراجعة النفس والتصرفات هو من صميم الثورة ولا يقل اهمية عن رصد المكاسب والنجاحات. ياشبابنا افيقوا واعلموا ان المتلاعبين بعقولكم هم انفسهم اعداء الثورة وان من يحدثكم بالحقائق حريص كل الحرص على مستقبل البلاد.