فيلم «بيبو وبشير» الذى كتبه الثنائى كريم فهمى وهشام ماجد وأخرجته مريم أبوعوف فى تجربتها السينمائية المنفردة الأولى فى فيلم طويل، من أظرف وأفضل أفلام العام بمعالجته الذكية لفكرة مطروقة، مع القدرة على خلق كوميديا الموقف ورسم الشخصيات بطريقة بارعة، ثم تقديم ممثلين لا يُصنّفون على أنهم كوميديانات، ومع ذلك فإنهم أفضل وأكثر حضوراً وخفة ظل من نجوم الملايين من المضحكين الجدد، كما يقدم لنا الفيلم مخرجة جديدة واعدة تنضم إلى بقية مخرجاتنا الموهوبات مثل هالة خليل وكاملة أبوذكرى وساندرا نشأت. الفيلم لا علاقة له بكرة القدم وإن كان يستدعى عنوانه اسمى اثنين من نجوم الأهلى والزمالك هما خالد بيبو وبشير التابعى، ولكن بيبو فى الفيلم فتاة بورسعيدية جدعة بمائة رجل جاءت إلى القاهرة لتكون عازفة للدرامز مع فرقة من أهل بلدها، وحلمها أن تكسب مع فرقتها الموسيقية فى مسابقة لينتجوا أسطوانة. أما بشير فهو أيضاً تركيبة غريبة شاب من أب مصرى وأم تنزانية يعمل مدرساً للألعاب، كما يعمل مترجماً لمدرب المنتخب المصرى لكرة السلة التنزانى الجنسية، من خلال صديق البطل حمادة الذى يسىء التقدير ويجلب الكوارث، يتم استئجار نفس الشقة ل «بيبو» (اسمها الأصلى عبير) و«بشير» اعتماداً على اختلاف مواعيد عملهما، ولكن المعالجة الذكية تجعل علاقة الحب تنمو بين الطرفين ليس من خلال الإقامة فى نفس الشقة كما فى أفلام كثيرة أبرزها الفيلم الأمريكى «فتاة الوداع» والفيلم المصرى المقتبس عنه «غرْيب فى بيتى»، ولكن من خلال رحلة إلى بورسعيد ثم لقاءات فى القاهرة، وفى الثلث الأخير يكتشف الطرفان مسألة إقامتهما فى نفس الشقة، وتبقى فى النهاية محاولة توفيق الأوضاع بين الطرفين ثم تحقيق الذات سواء أو فى مجال كرة السلة وفى مجال الموسيقى. كل شخصية تم رسمها ببراعة وبأدق التفصيلات مما ساعد جميع الممثلين على التألق: «منة شلبى» فى دورة فتاة قوية مُقنعة يمكن أن تعتمد على نفسها، و«آسر ياسين» فى دور شاب نصف مصرى ونصف أفريقى والأثنانْ يستطيعان تكوين دويتو رائع فى أفلام قادمة، وتألق أيضاً فى أدوار قصيرة عزت أبوعوف، وصفية العمرى والمخرج محمد خان وباسم سمرة، ومحمد ممدوح الموهوبُ فى دور الصديق حمادة، كما أظهرت مريم أبوعوف قدرة إخراجية واضحة سواء فى تقديم كوميديا الموقف، أو فى توظيف كل عناصر الفيلم مثل قيادة الممثلين مع تميز ديكور محمد أمين وموسيقى هانى عادل وصورة فيكتور كريدى.