«جيش بوتين» النسائى الذى يقود معركته الانتخابية، حديث الإعلام العالمى منذ أسابيع. وفى زمن «البلطجية» و«الشبيحة» تتبارى الروسيات اللواتى تتراوح أعمارهن بين عشرين وخمس وعشرين سنة فى إظهار مفاتنهن وفى الوقت نفسه ولعهن «بالرجل الذى غير مجرى الحياة فى روسيا»، إلى حد أنهن مستعدات للقتل ولتمزيق ملابسهن من أجله.. ماذا عن حملة «نحبك يا فلاديمير؟». فى أقل من ثمانية أشهر تشهد روسيا معركة رئاسية، ومن الآن، ورغم أن أحداً لم يعلن عن ترشحه بعد تخوض آلاف الروسيات الشقراوات المعركة، باندفاع غير عادى من أجل بوتين. والحملة مدروسة عالية التقنية ومن الواضح أنها من صنع محترفين على موقع اجتماعى إليكترونى يحمل اسم «فى كونتاكتا» المرادف الروسى ل «الفيس بوك».. تتجند أكثر من 1200 روسية لتأييد رئيس مجلس الوزراء، وفى شريط فيديو يبث عبر الموقع تم عرضه للمرة الأولى على صفحة مدونة «كيريل شيتوف»، وهو نائب بوتين وعضو «الدوما»، تظهر فتاة ممشوقة القوام وهى تسير فى موسكو، وتقول «أهلاً» اسمى ديانا، أنا طالبة، وأهتم جداً بالرجل الذى غير الحياة فى بلادنا. إنه سياسى من الطراز الأول: إنه فلاديمير بوتين، وتمضى الفتاة لتقول إن الغرض من الفيلم هو إجراء مسابقة وسط النساء يرسلن فيها لقطات فيديو يصورن فيها تأييدهن لبوتين والفائزة سيعرض شريطها على موقع «فى كونتاكتا» الاجتماعى وتحصل على جائزة «آى باد2».. هذا كله فى حملة إعلامية واسعة النطاق يقصد منها تلميع صورة رئيس الوزراء الروسى قبل انتخابات مارس القادم، وعلى سبيل المثال ظهر مسلسل مصور كارتونى يجعل من بوتين بطلاً خارقاً فى فنون الجودو ومدفيديف مساعداً له، على غرار الرجل الوطواط ومساعده روبن، وفى موضوع مشابه لمادة الفيلم الأمريكى «سبيد Speed» بطولة كيانو ريفز وساندرا بولوك وتظهر الحلقة الأولى بوتين بعباءة الجودو وهو ينقذ ركاب حافلة من انفجار قنبلة مخبأة فيها ومبرمجة على الانفجار فى حالة قلت سرعة الحافلة عن 80 كيلومتر فى الساعة ورغم أن الجهة التى تقف خلف المسلسل قالت إنه منزه من الغرض، فقد رد المراقبون بأنه جزء من حملة رئاسية مقنعة وذهب البعض إلى القول بأن الكرملين نفسه ربما كان وراء الفكرة. الصورة التى تحرص الحملة على ترسيخها فى ذاكرة الروس هى صورة بوتين المفتول العضلات، الصياد الشرس، والرياضى الواثق بنفسه، وللصورة تأثير كبير لدى الروس إلى جانب الاعتبارات الدينية، ومنظمو الحملة يستغلون هذه الاعتبارات استغلالاً دقيقاً، ومعروف أن بوتين تحول فى الفترة الأخيرة إلى موضوع تبجيل لطائفة نسائية روسية لم تكن معروفة من قبل تعتبره قديساً، واحتفالاً بعيد ميلاد بوتين نشرت جماعة نسوية أخرى من طالبات جامعة موسكو دفتر تقويم لعام 2011 يحمل صوراً لهن وهن بملابسهن الداخلية ويحمل غلافه جملة «بنحبك فلاديميروفيتش» وفوراً بيعت من التقويم 50 ألف نسخة وهو رقم قياسى لأية مطبوعة من هذا النوع. ومعروف أن شائعات كثيرة نشرت حول علاقات بوتين النسائية ومن بينها شائعة زواجه من بطلة روسية فى الجمباز «ألينا كاباييفا» وقد نفى الرجل هذه الاجتهادات ولكنه استغل المناسبة ليقول إن النساء الروسيات هن الأجمل والأكثر موهبة ولا ينافسهن إلا الإيطاليات. ليس ما يدل على أن ظاهرة النساء فى المعركة الانتخابية «إفلاس سياسى» كل ما فى الأمر أن الرجل يميل إلى الأساليب الخاصة فى تلميع صورته وهو لا يتردد فى تصوير نفسه ب «طرازان» أو «سوبرمان» أو سواهما من أبطال قصص الرسوم المتحركة. و«سوبر بوتين» أظهر رئيس الوزراء الروسى فى قصة مرسومة أصدرها أحد الشباب الروس «سيرجى جاليينيك» على الإنترنت يجرى ببدلته الخاصة برياضة الجودو فى الشوارع لمنع انفجار قنابل فى الحافلات ويتحرك على كل الجبهات لإنقاذ البشرية من القوى الشريرة. «سيرجى جالييتيك» صاحب هذه القصة الكارتونية التى تحمل عنوان «سوبر بوتين» رجل يقول عن دوافعه: هناك مشكلة كبيرة فى المجتمع الروسى وهى أن الجميع ينظر إلى بوتين إما بشكل إيجابى بحت ويقولون إنه يفعل كل شىء بشكل رائع أو بصورة سلبية ويقولون إنه يفعل كل شىء بشكل فى غاية السوء، من الواضح أنه ينجح فى أشياء ويفشل فى أخرى وأعتقد أن تحويل هذه المسألة إلى موضوع مسل يكسر هذه التصورات الجامدة. قصة «سوبر بوتين رجل كالآخرين» تابعها حتى الآن خمسة ملايين شخص فى محاولة لاستقطاب أصوات الشباب.