جاءت المسابقة العالمية للقرآن الكريم لهذا العام مختلفة فى كثير من الأشياء عن تلك التى كانت تعقد فى الأعوام السابقة فهى أول مسابقة عالمية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى أزاحت وجوها كانت مكررة فى كل مسابقة فهذه المسابقة لم يحضرها الرئيس المخلوع حسنى مبارك ولا وزراؤه رموز الفساد وبالتالى لم تكن هناك استعدادات أمنية حول قاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر والتى كانت تحاصرها القوات فى هذه المناسبة من كل عام، كما لم توجد أى استثناءات عند تقديم دعوة الحضور حيث تم تقديم الدعوة للأحزاب المختلفة بما فيها جماعة الإخوان المسلمين. ليس هذا فحسب بل تأتى أول مسابقة بعد الثورة ونشهد الاحتفال دون «البدلة الزرقاء» تلك التى كانت تحرص وزارة الأوقاف على تفصيلها للمتسابقين الأمر الذى ساهم فى توفير الوقت والجهد والمال أيضا كما أكدت بعض المصادر داخل وزارة الأوقاف. كما خلت مسابقة هذا العام أيضا من الدروس الخصوصية التى كان يعكف المسئولون على المسابقة وتنظيم الحفل من كل عام فى تلقينها للفائزين بألا تتحدث مع الرئيس ولا تفعل كذا ولا كذا. وقام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتسليم الجوائز للفائزين فى فروع المسابقة الخمسة ففى الفرع الأول حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد والترتيل، وتفسير الجزء الخامس عشر فازت المتسابقة عفاف شنتير من الجزائر بالمركز الأول وفاز بالمركز الثانى المتسابق أحمد بن محمد عمر من سوريا وفى الفرع الثانى حفظ القرآن كاملا مع التجويد والترتيل فاز بالمركز الأول المتسابق محمد هشام إبراهيم من البحرين وبالمركز الثانى فاز المتسابق هشام بن أحمد من سوريا وفى الفرع الثالث حفظ عشرين جزءا فقط من القرآن الكريم فاز بالمركز الأول محمد سالم غزالى من أندونيسيا وبالمركز الثانى ثروت سليمان من مصر، وفى الفرع الرابع حفظ عشرة أجزاء من القرآن فاز بالمركز الأول محمد السيد أحمد من مصر وبالمركز الثانى موسى عبد الله إسماعيل من الكاميرون. أما الفرع الخامس وهو حفظ ستة أجزاء من القرآن الكريم لغير الناطقين بالعربية ففاز بالمركز الأول محمد أنور من وسط أفريقيا وبالمركز الثانى فيتولى عمر من الهند. أكتوبر ألتقت بعض المتسابقين الفائزين فى المسابقة العالمية والتى نبدؤها بأصغر المتسابقين الطفل ثروت سليمان الحاصل على المركز الثانى فى الفرع الثالث والذى قال: إنه فى الصف السادس الابتدائى وبدأ حفظ القرآن وعمره خمس سنوات وختمه بعدعام واحد من بداية الحفظ مشيرا إلى أنه حفظ القرآن كله عن طريق التلقين من اللوح لأنه لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة وكانت أمه صاحبة الفضل فى ذلك لأنها كانت تردد معه. ثروت الذى يسكن فى قرية شبرا باخوم مركز قوسينا بمحافظة المنوفية أكد أن القرآن يؤثر بالتأكيد فى سلوكى وفى تعاملاتى مع أصدقائى لكن هذا لا يعنى أبدا أن أتكبر عليهم.. فأنا ألعب الكرة فى الشارع مع الأطفال وأركب الدراجات، لكن بعد أن نعطى القرآن حقه من حفظ ومراجعة. أما محمد هشام إبراهيم الفائز بالمركز الأول فى المستوى الثانى حفظ القرآن الكريم كاملا فيقول: أنا من مملكة البحرين وعمرى 21 سنة وبدأت الحفظ وأنا فى الثامنة من عمرى واتممت الحفظ فى العام الماضى 2010. وأضاف هشام الذى يدرس فى كلية الطب البشرى أن أشرف العلوم هو القرآن الكريم. أما الفائز بالمركز الثانى فى المستوى الأول وهو حفظ القرآن الكريم كاملا مع تفسير الجزء الخامس عشر أحمد محمد عمر من سوريا ويبلغ 21 عاما يقول أدرس فى كلية الهندسة الميكانيكية باللاذيقية فى سوريا وبدأت حفظ القرآن فى سن الثامنة وأتممت الحفظ بعد عام واحد والفضل فى ذلك يرجع لوالدتى التى كانت تشجعنى ثم أساتذتى الذين أصقلوا موهبتى مؤكدا على ضرورة التنسيق بين الأهل والأستاذ الشيخ. وعن التنظيم قال عمر إن التنظيم رائع وأرى الوضع بعد ثورة 25 يناير أفضل وذلك حسب رواية أصحابى الذين شاركوا فى الماضى وبصراحة فوجئت بهذا المستوى من التنظيم للمسابقة إلى جانب التقنيات المستخدمة. وعن رأيه فى الأحداث فى سوريا يقول الفائز بالمركز الثانى أسأل الله عز وجل أن نعيش الحرية التى تعيشونها الآن فى مصر ولأن الوضع فى سوريا أصبح سيئا جدا من ناحية القمع والقتل والإرهاب وبدون مبالغة أكاد أقول إن ما تفعله إسرائيل بفلسطين أقل من الذى ارتكبه النظام السورى فى حق شعبه. أما محمد السيد أحمد الفائز بالمركز الأول فى الفرع الرابع حفظ عشرة أجزاء من القرآن من صفط اللبن محافظة الجيزة فيقول عمرى 24 سنة وأدرس حاليا بمعهد القراءات بشبرا الخازندارة وألتحقت به بعد حصولى على دبلوم صنايع قسم إلكترونيات وكمبيوتر. وأضاف بدأت حفظ القرآن منذ أن كنت فى الصف الأول الابتدائى واتممت حفظ القرآن وكان سنى 17 عاما.. وبالرغم من ذلك فأنا أعتبر نفسى ختمت القرآن فى عام واحد لأننى عندما بدأت الحفظ كان ذلك فى فترة الإجازة الصيفية وكنت أتوقف عن الحفظ فى الدراسة وتكرر ذلك كثيرا وفى مرة من المرات قلت لابد أن أواصل الحفظ فى فترة الإجازة والدراسة معا فعندما التزمت اتممت الحفظ فى عام واحد. وذكر الفائز بالمركز الأول أن الفضل فى ذلك يرجع إلى والدتى بعد الله سبحانه وتعالى لأنها دائما كانت تنصحنى وتقول لى الناس يتعلمون المهن بدفع أى ثمن فما بالك بكلام الله قائلة لى: اذهب يا بنى وتعلم القرآن لأنه سينفعك فى الدنيا والآخرة. الفائز بالمركز الثانى فى الفرع الثانى حفظ القرآن الكريم كاملا هشام بن أحمد من سوريا يقول أدرس فى كلية الهندسة وأتمنى أن التحق بجامعة الأزهر بعد أن أنهى تخصصى ولكنى أعوض ذلك بحفظى للقرآن وحضور مجالس الحديث مضيفا بدأت حفظ القرآن سماعا عندما كان عمرى 4 سنوات واتممت الحفظ فى الخامسة عشرة والفضل فى ذلك يرجع إلى والدتى التى كانت تقرأ لى لأننى عندما بدأت كنت لا أجيد القراءة ولا الكتابة فكنت أحفظ أحيانا على صوت القارئ أحمد البراك فقد كان صغيرا وقام بتسجيل القرآن كاملا. وأضاف أننى كشاب فى ظل هذه الأحداث أول ما خطر فى بالى كانت زيارة ميدان التحرير الذى شهد الثورة المباركة التى كانت بمثابة الشرارة للثورات العربية جميعا حيث صار معلم آثريا فى العصر الحديث.. لكننى كنت حريصا على زيارة معلم قديم وهو المسجد الحسينى وبعده قمت بزيارة السيدة زينب.