أجمل ما فى دراما رمضان هذا العام هو تخفيض عدد المسلسلات المعروضة إلى النصف بسبب الثورة وتراجع الإعلانات وقيام كثير من شركات الإنتاج بتأجيل عرض مسلسلاتها إلى العام المقبل. ورغم هذا التخفيض فما يزال كثير من المشاهدين يعانون من عدم القدرة على المتابعة، والوصول إلى درجة من التشبع أو التخمة التى تجعلك تزهد فى الصبر على المشاهدة اليومية المنتظمة، خاصة أن بعض الأعمال التى كنا نظنها جيدة ونجح صانعوها فى جذب المشاهدين منذ الحلقات الأولى، سرعان ما بدأ مستواها فى التراجع، وأصابها مرض الحشو والمط والتطويل، بسبب الإصرار على «سبوبة» الثلاثة وثلاثين حلقة التى تفرض علينا أن يبدأ المسلسل فى أول يوم رمضان وينتهى ثانى أو ثالث أيام العيد، ويتم من خلاله التضحية بعنصر التشويق والمتعة وسرعة الايقاع الدرامى فى سبيل أن يجنى المنتج والأبطال والفنيون المزيد من الأموال على حساب جودة العمل ومتعة المشاهدة. وقد تكررت هذه العادة الذميمة هذا العام فى أعمال كانت بداياتها مقنعة وشائقة، ثم اتجهت أحداثها إلى البطء والترهل مع مرور الوقت، ومن بينها مسلسلات كان يمكن أن تكون أفضل بكثير لو تم الاكتفاء فيها ب 13 أو 15 حلقة، مثل «شارع عبدالعزيز»، «وادى الملوك»، «الريان»، و«خاتم سليمان». والمسلسل الوحيد الذى نجح مؤلفه الواعد محمد ناير ومخرجه الموهوب عثمان أبو لبن فى الحفاظ على إيقاعه اللاهث وحبكته المتقنة هو «المواطن إكس»، وهو نقلة جديدة فى تطور مستوى المسلسلات البوليسية ونموذج لمسلسلات التشويق المصرية المتقنة الصنع. أما المسلسلات التى فشلت منذ البداية فى الحصول على اهتمام وإعجاب الناس رغم حشد النجوم والإمكانات الإنتاجية الضخمة فهى بلا أدنى تردد «الشوارع الخلفية» الذى أفسد فيه السيناريست د.مدحت العدل رواية الراحل الجميل عبدالرحمن الشرقاوى، وجاء أداء بطله جمال سليمان باهتا ومتكلفا، وجاءت مشاهد المغازلة الممجوجة مع بطلة العمل ليلى علوى كأسخف مشاهد رومانسية فى تاريخ الدراما المصرية، ولم يستطع «سليمان» التخلص من لكنته السورية التى تقوض قدرته على الإقناع، ولولا وجود مواهب شابة حاولت الاجتهاد بقدر ما تستطيع من خلال أدوارها مثل الوجهين الجديدين مريم حسن وميار الغيطى، لما كان لهذا العمل أية قيمة. وتنافس محمد هنيدى مع حنان ترك فى الاستظراف من خلال عملين هما أيضا الأسوأ فى تاريخ النجمين، وهما «مسيو مبروك أبو العلمين»، و«نونة المأذونة» والأول هو أضعف ما كتب يوسف معاطى على الاطلاق، والثانى به قدر كبير من المواقف المفتعلة والأحداث غير المقنعة.