لله الأمر من قبل ومن بعد.. وأمريكا بعد العز والبغددة ولبس الحرير فى حرير.. ها هى ذى تدخل على أيام لونها والعياذ بالله أغمق من قرن الخروب.. فقد انفقت وبعزقت وتعالت وتكبرت على الدول الغلبانة وحاولت أن تكسر عينها بالمدعوق المعونة التى تدفعها باليمين وتأخذها بالشمال.. أضعافا مضاعفة.. وعن طريقها تسمح لنفسها بوضح مناخيرها بمساعدة مناخير مبارك فى كل أمورنا.. ما صغر منها وما كبر.. وها هى ذى فى هذه الأيام تعانى زنقة مالية عاصفة قد تؤدى بها إلى الإفلاس.. والجلوس أمام الأممالمتحدة فى هلاهيل ممزقة تحمل لافتة مكتوب عليها بالعربية «لله يا محسنين» وبالإنجليزية «هلب» وبالإيطالية «أيووتو» أى «الحقونى» وأيضا بسائر اللغات الأخرى وكلها توابع الأزمة المالية الكبرى التى عانتها مؤخرا، ولأنها دولة شبطة واقتصاد العالم فى أغلبه رهن مولانا دولارها.. اهتزت بورصتنا وخسرت أكثر من 12 ملياراً فى خبطة واحد. ولأننا مربوطون فى ديل حضرتها قطيعة تقطعها وكان يوم أغبر عندما عادت العلاقة معها بعد أن كان عبد الناصر رحمة الله عليه قد سد أمامها الأبواب والشبابيك على أنغام أغنية «ابعد يا شيطان». وفى هذه الأيام المفترجة عندما ترتفع أكف الضراعة وتكون أبواب السماء فى استقبال دعاء أهل الأرض خاصة فى مصر.. تأخذ أمريكا وإسرائيل النصيب الأكبر من الدعاء عليها بأن يعيد المولى تفكيكها إلى دويلات بدلا من ولايات بعد أن ماسكت سكنيها المسمومة وقسمت السودان، وتسعى إلى تقطيع أوصال ليبيا.. ومزقت العراق.. وفرقت جمع أفغانستان.. وبثت عوامل التجزئة بين أهل البلد الواحد بين سنى وشيعى وسلفى وإخوانى وليبرالى وناصرى وبدنجانى وتلك هى لعبتها المعروفة والمكشوفة. وها هى ابلتى الست السفيرة آن باترسون تقولها على الملأ إن بلادها ضخت فى الشارع المصرى أكثر من 40 مليون دولار وما يصل إلى المائة.. فى رشة جريئة على جمعيات ومنظمات المجتمع المدنى، بحيث تصبح وظيفة «ناشط سياسى» مهنة يمكن تدوينها فى بطاقة الرقم القومى مثل النجار والحداد والعجلاتى. لقد تدخلت أمريكا فى شئون الدنيا بما يكفى وها هى عندما تترنح ماديا بسبب شطحات المخفى بوش وانفاقه المجنون على حروب لا طائل منها إلا الخراب المستعجل باسم الحرية والديمقراطية.. والكارثة أنها ربطت العالم معها فى نفس الطوق والخوف أن تغرق وتأخذ معها الاقتصاد العالمى إلى أسفل سافلين.. أى أنها وباء والعياذ بالله وهى فى قوتها.. وباء وهى لمؤاخذة تتسول. وقد تحولت إلى الدويلات المفركشة الأمريكية.. بدلا من «الولاياتالمتحدة».. وهذه هى نهاية كل ظالم ومفترى، وإذا سقطت أمريكا وقعت معها زفتة الطين إسرائيل.. اللهم إنهم بغوا وطغوا وتكبروا وتنمروا وأرنا فيهم آية من آياتك يا كريم يا جبار بحيث تصبح الأيام القادمة سوداء غطيسة على دماغ البيت الأبيض. مليونية العيش الحاف!/U/ كنت قد كتبت لوزير الغلابة جودة عبدالخالق عن حرامية الدقيق.. وكيف أن الدعم يتسرب ولا يذهب إلى مستحقيه.. الدول تدفع والحرامى يشبع والفقير من هدومه يطلع.. وقد اعترف الرجل بأن المتاجرة بالدقيق أكثر ربحا من المخدرات فى بعض الأحيان.. وعدت لأقول له أن يبحث فى وسيلة جديدة تذهب بالرغيف المحترم إلى المواطن الذى يعيش على لحم بطنه. ومنذ أيام خرج علينا الدكتور جودة بتصريح يعلن فيه عن قرب افتتاح عدة مخابز جديدة من النوع السوبر ونأمل من الحكومة أن تكون هذه الأفران تحت رعايتها ورقابتها وجناحها.. فيما سماه جودة «بمليونية العيش».. وهى مليونية ينتظرها الملايين ممن يقضون أغلب أوقات صيامهم فى طوابير الرغيف أبو شلن الذى أصبح فزورة رمضان وشعبان وشوال ولم يعد صالحا حتى لأكل الفراخ. وقد تلقيت مؤخرا اتصالا تليفونيا من «دكر بط» يشكو لى من مراته الست بطة التى هددته بالطلاق إذا استمر فى الاعتماد على العيش أبو شلن الذى تسبب فى تلبك معوى لعيالها البطابيط الصغار وهددوه بأن تترك له العشة تضرب تقلب على دماغه لأن أولادها أغلى عندها من كل شىء.. وأنها لن تفعل مثل «البنى أدمين» بتاكل وخلاص! الأزهر والكنيسة.. مأذنة واحدة!/U/ فى صدر الصفحات الأولى جاءت صورة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وهى تجاور صورة قداسة البابا شنودة كأبلغ رد على حركة قرعة من حركات أمريكا بإرسال مبعوث لما يسمى بالحريات الدينية، وقد قوبل هذا الاقتراح بالرفض التام من الجانبين.. ويبدو أن أمريكا حتى وهى بتطلع فى الروح مصممة أن تطلع روحنا.. وأن تظل حتى آخر أنفاسها وإفلاسها تضرب الأسافين والخوابير مرة بأقباط المهجر.. وأخرى بالحرية التى هى دينية. وياست أمريكا.. يفتح الله فى حريتك التى لا تأتى على البلدان إلا بالخراب والفوضى التى هى خلاقة.. واختشى على دمك.. ودارى على خيبتك المالية والاستعمارية. مداخلة/U/ ? وعندنا اتصال تليفونى ونقول آلو مين معانا. ? (صوت بكاء ونحيب لدرجة الشحتفة) ? أيوه مين معانا؟ ? (صوت البكاء يزداد) ? يا أستاذ أرجوك امسك نفسك.. وكلمنا إن كان عندك حاجة تقولها. ? عن.... عندك.. عندى! ? طيب عندك إيه؟ ? إهى.. إهى.. إهى.. (يبكى مجددا). ? مش م عقول كدة.. هو حضرتك بتتكلم من القرافة؟ ? لا.. باتكلم من «الماى ماوس». ? هاى ماانت بتهزر أهه وفله ? أنا آسف عشان موضوع العياط لأنى مش قادر أمسك نفسى. ? طيب دلوقت مسكتها؟ ? الحمد لله. ? اتفضل إيه مداخلتك؟ ? يا جماعة الريس مبارك برىء.. وحرام عليكم اللى بيحصل فى الراجل ده.. بعد كل تاريخه! ? طيب قول لنا برئ من إيه بالضبط! ? من كل التهم الموجهة إليه وواجبنا علينا نكرمه! إهى إهى.. (يبكى مجددا). ? والبلد اللى خربها والشباب اللى راحوا وثروتنا اللى نهبها هو ورجالته وكرامتنا اللى بقت فى الحضيض. ? إهى.. إهى.. إهى.. (يبكى ثانى). ? يا أبو دمعة جنان.. وقلب خساية.. ممكن نعرف مين حضرتك!