بعد قرار البنك المركزى الأوروبى شراء السندات الحكومية الإيطالية والإسبانية لاحتواء أزمة الديون هل تنجح التحركات المكوكية لقادة الدول الأوروبية فى منع روما ومدريد من أن يكونا حجر الدومينو المقبل الذى سيسقط فى منطقة اليورو أم أن الأزمة خرجت عن السيطرة ولن يستطيعوا منع وصولها لدول أوروبية أخرى ؟ حيث أدخلت إيطاليا وإسبانيا منطقة اليورو فى دوامة الديون من جديد بعد القمة التى عقدت فى يوليو الماضى والتى كان من المفترض ان نتائجها ستمنع انتشار العدوى لدول أخرى وذلك بعد أن بلغت قيمة الديون الإيطالية 1,8 تريليون يورو والتى من المتوقع ان ترتفع من 128% من إجمالى الناتج المحلى إلى 150% فى عام 2017 تزامنا مع ضعف النمو الاقتصادى الذى لا يتعدى ال0,1 % رغم أنها استطاعت تضييق إنفاقها وتعهدت بخفض العجز فى ميزانيتها بحلول عام 2014 حسب تقرير لمركز أبحاث الاقتصاد والعمال البريطانى، علاوة على القلق المتزايد من أوضاع الاقتصاد الإسبانى الذى يعانى أيضا من ارتفاع الدين الحكومى مما دفع المسئولين الأوروبيين لإقرار شراء السندات الإيطالية والإسبانية المرشحتين المحتملتين لإقرار حزمة إنقاذ بعد اليونان والبرتغال وأيرلندا، وكان الاتحاد الأوروبى قد أقر حزمة إنقاذ لليونان بقيمة 110 مليارات يورو فى مايو 2010 والتى عجزت منذ ذلك الحين عن الوفاء بالتزاماتها وخفض عجز الموازنة مما رفع درجة مخاطر عجزها عن سداد دينها البالغ 327 مليار يورو أى ما يعادل 150 % من ناتجها المحلى ما دعى وكالة «فيتش» لتخفيض تصنيف الديون اليونانية لمستوى العجزعن السداد، كما أقر حزمة إنقاذ مالى لأيرلندا قيمتها 85 مليار يورو لمساعدتها على مواجهة الأزمة، وحزمة إنقاذ أخرى للبرتغال التى صنفت وكالة موديز درجة ديونها السيادية إلى عالية المخاطر، علاوة على ما تواجهه حكومة قبرص العضو فى الاتحاد الأوروبى وفى منطقة اليورو من صعوبات اقتصادية كبيرة جعلت كبرى وكالات التصنيف الائتمانى تخفض علامتها السيادية بعد مخاوف من الوضع المالى العام فى البلاد، وتواجه منطقة اليورو مشكلة حيث إن حجم إيطاليا وحدها التى تعد ثالث أكبر اقتصاد أوروبى أكبر بمرتين من الثلاث دول التى أنقذت من الإفلاس حتى الآن، وحجم صندوق الطوارئ الأوروبى لا يتجاوز 750 مليار يورو مع ضمانة قروض فعلية تبلغ 440 مليار يورو مما يبدو غير كاف فى حال احتاجت إيطاليا أو إسبانيا للمساعدة حيث شكك خبراء حكوميون ألمان فى إمكانية أن ينقذ صندوق الطوارئ الأوروبى إيطاليا حتى إذا تمت مضاعفة قيمة الصندوق إلى ثلاثة أمثاله، وكانت ألمانيا قد أعلنت أنه يجب على الحكومات التى تواجه صعوبات مالية فى منطقة اليورو التركيز على خفض الإنفاق والإصلاح الداخلى وليس على عمليات الإنقاذ.