إن ما حدث يوم الأربعاء الموافق 3 أغسطس عام 2011 فى قضية جنايات 3642 - 2011 لحظة فارقة فى تاريخ مصر الحديث بل فى تاريخ العالم العربى والعالمى فلم تشاهد مصر والمنطقة العربيه محاكمة قانونية على مر العصور لحاكم أو ملك على فساده اللهم إلا طرد الملك فاروق خارج مصر.. وأدعوكم إلى التفكير بقلوبكم فى هذه اللحظة لأخذ العبر قبل أن نمتثل أمام محاكمة العادل القهار. عند الوهلة الأولى لمشهد الرئيس المخلوع وراء القضبان وفى قفص الاتهام.. ارتجف قلبى رعبا وخوفا من مالك الملك الحى القيوم الذى ينادى بعد فناء حياة الدنيا «لمن الملك اليوم» فيرد على ذاته العليا «لله الواحد القهار» فتذكرت أن الملوك لابد أن تتساقط ليبقى المالك الوحيد لهذا الكون.. فما ظنك بحاكم سرق كنوز شعبه وظن أنه امتلك مافى باطن الأرض من غاز وجميع قصورها ونصب نفسه المالك الوحيد لهذه البلاد فأراد أن يورث ابنه وكاد أن يسلمه مقاليد الحكم، وترك غالبيتة شعبه يعانى الفقر والمرض والبطالة وسعى فى مصر فسادا وخرابا ونشر العشوائيات والبلطجية.. وتقمص دور النمرود وظن أنه امتلك الأرواح فأخذ يأمر قناصته بقتل من يقول «لا» ويعفو عمن يقول «نعم».. وارتدى جلباب فرعون مصر بعد أن بلغ من العمر أرذله فى الحكم فذل شعبه واستخف به.. واستيقظ هذا الشعب ثائراً فأذله واسقطه وخلعه ثم حاكمه ليأخذ القصاص من زمن عاش فيه مشردا تائها مهزوما.. وحتى تتحقق اية الله «لتكون لمن خلفك آية» فيحضر إلى قفص الاتهام على نقالة طبية وبجلابية بيضاء فى أكاديمية الشرطة التى حضر فيها يزهو مختالا وتنحنى له جباه الخونة فى الاحتفال الأخير بعيد الشرطة والذى أطلقت عليه اسمه «اكاديمية مبارك للأمن» ثم تغير اسمها لتشهد محاكمته أمام الملايين فى أنحاء العالم ليشاهدوا هذا الطاغى الذى عق والدته نعيمة محمد مرسى ثم عقَّ شعبه ونادى عليه القاضى: المتهم حسنى مبارك فرد عليه «أفندم ..أنا موجود». ولكن كلما أدقق النظر فى مشاهد التلفاز والصور وأعاود التكرار مرارا أقول «سبحان الله» كلمة قالها لى سائق ميكروباص وهى «لم أتصور أو حتى أحلم أن أرى بعينى مبارك وجمال وعلاء وراء القفص» وأؤكد على أن ما نشاهده دليل على قدرة الله فى نجاح وتحقيق النصر لثورة الشعب المصرى العظيم صاحب أرقى الحضارات.. وليذكر الجاهل الذى نسى نفسه وكاد أن يؤله الحاكم من دون الله الذى كبس على أنفاس شعبه ثلاثين عاما.. فرأى بعينيه وكل من كان فى قلبه مرض أنه ليس بعيدا عن يد العادل.. ويقول الله تعالى فى قارون «وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا».. بإلاضافة إلى أن دم الشهداء الأبرار لن يضيع هباء وخير دليل مشهد فرعون مصر نائما على سرير المرض يستجدى عطف المصريين والصفح عنه ويدعك فى أنفه بصفة مستمرة وعلق علماء النفس على هذا أنه إحساس بالخجل وادعاء بالكذب. وأخيرا يقول مالك الملك «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار».