منال محى الدين.. من أوائل العازفات المصريات على آلة «الهارب» ووصلت للعالمية، حيث صنفت ضمن أفضل عشر عازفات للهارب على مستوى العالم، ولدت فى القاهرة وبدأت العزف على «الهارب» فى العاشرة، ثم حصلت على بكالوريوس كونسرفتوار القاهرة عام 1987 وسافرت إلى ألمانيا لاستكمال الدراسات العليا فى المعهد العالى للموسيقى والفنون التعبيرية بفرانكفورت، وحصلت على أعلى مؤهل فى العزف على «الهارب». ورغم أن منال ليست أول عازفة «هارب» مصرية، لكنها نجحت فى تطويع الآلة لخدمة الموسيقى الشرقية.. * فى البداية حدثينا عن آلة «الهارب»؟ ** «الهارب» يعتبر من الآلات الوترية مثل القانون ولكن ليس لها شبيه فى الآلات الكلاسيكية فهى آلة فريدة غير منتشرة وهى أقدم الآلات الوترية بل كانت الآلة الوترية الوحيدة التى عرفتها الدولة القديمة وارتبط ظهورها بممارسة الطقوس الدينية فى معابد مصر الفرعونية، ومازالت نقوش المعابد تؤكد تلك الحقيقة من خلال صور العازفات عليها ويقدر ارتفاعها بنحو 170 سم وتحتوى على 45 وترا. * رغم البدايات المصرية لآلة «الهارب» لكنها غير منتشرة فى موسيقانا الشرقية فما السبب؟ ** هذا حقيقى فآلة «الهارب» لها حضور كبير فى الموسيقى الغربية أكثر بكثير من تعامل الموسيقى الشرقية معها، لأنه لا يوجد نوتة موسيقية خاصة بالموسيقى الشرقية على آلة الهارب، وهو الأمر الذى أثر على مدى انتشار تلك الآلة فى موسيقانا العربية، كما أنه من الصعب اقتناء الآلة التى يبلغ سعرها نحو 60 ألف جنيه، وهو ما دفعنى إلى تقديم الموسيقى الشرقية من خلالها فيما أحييه من حفلات داخل مصر وخارجها، كما طلبت من الأساتذة المختصين إعداد نوتة موسيقية شرقية خاصة بآلة الهارب. * ولماذا لا يقبل هواة العزف على دراسة آلة «الهارب»؟ ** الإقبال على دراسة «الهارب» ضعيف جدا نظرا لصعوبة الآلة فهى تحتاج إلى مثابرة وتركيز، بالإضافة إلى ارتفاع ثمنها، وأذكر أننى عندما كنت طالبة لم يكن لدىّ آله وكنت أظل بالمعهد أذاكر حتى أوقات متأخرة، واشتريت آلتى الخاصة من ألمانيا أثناء دراستى العليا فكان من الصعب أن يدفع لى أهلى وقتها 70 أو 80 ألف جنيه. * ما الذى جذبك لتجربة عزف المقطوعات الشرقية على آلة «الهارب»؟ ** لأنى أعشق فيروز وأم كلثوم و تمنيت أن أعزف بعض أعمالهما على «الهارب»، ولذلك قمت بمساعدة آخرين بإعادة صياغة لأعمال رياض السنباطى وعبدالوهاب بشكل يناسب طبيعة «الهارب» وبدأت بمقطوعتين والآن وصلت ل 8 مقطوعات. وبدأت فى الاشتراك بالآلة فى عدة فرق تقدم الموسيقى الشرقية مثل فرقة فتحى سلامة وهو يعتمد على المزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الشرقية، وأعزف الآن مع الموسيقار عمر خيرت ومشتركة فى فرقة بنات النيل وكونت فرقه من 7 عازفين. فأصبح هناك جمهور يحضر ليسمع العزف على آلة الهارب.