بدون شك أن استمرار فشل الحل السلمى فى ليبيا يهدد بمخاطر التقسيم وبقاء حلف الناتو لإعادة سيناريو ما حدث فى العراق بمسميات جديدة ولأسباب وأجندات معلنة وأخرى خفية وفى الحالة الليبية أصبح الزعيم الليبى معمر القذافى هو المشكلة الكبرى.. «فالناتو يطارد» القذافى والمعارضة تدعو لتنحيه، ولكن لم يبحث أحد فى حاجة الشعب الليبى ومنع التدمير الذى تتعرض له ليبيا، أو حتى إيجاد مخرج عبر تنازلات تقدمها جميع الأطراف والابتعاد عن الشروط المسبقة للحل.. فيما تحذر المعلومات المتداولة من تقسيم ليبيا إلى ست دويلات فى حال بقاء الوضع على ما هو عليه لفترة طويلة.. وكانت طرابلس قد رفضت طرح أى حل سياسى فى ظل استمرار عمليات حلف الناتو ودعت لتوقف العمليات العسكرية ثم الدخول فى تسوية للأزمة مع التأكيد على رفض دعوة الغرب والمعارضة بتنحى القذافى باعتبار أن هذا المطلب يقرره الشعب الليبى وترى طرابلس أن «الناتو» جاء إلى ليبيا لحماية المدنيين وليس لمطاردة القذافى وفق الرغبة الأمريكية والفرنسية والبريطانية وهذا الموقف يتزامن مع التصريحات المتتالية التى تطالبه بالرحيل والتنحى عن السلطة كشرط أول لإيقاف عدوان الناتو على الرغم من هدفه المحدد حماية المدنيين كما يدعون.. وحول طبيعة الدور الذى يمكن أن تقوم به مصر لدعم ليبيا، العمق الاستراتيجى لها.. تفيد المصادر بأن أمن مصر مهدد بعد تقسيم السودان والذى يجرى فى ليبيا - ومن ثم يجب أن يتركز الدور المصرى فى الضغط على الدول الغربية لإيقاف الدمار الذى تتعرض له المدن الليبية بسبب الطلعات التفجيرية التى يقوم بها حلف الناتو.. وأن تقود مصر مصالحة بين الأطراف لحقن الدماء عبر انعقاد مؤتمر وطنى يقرر فيه الليبيون شكل الدولة والدستور وتحديد الإطار الزمنى للتنفيذ - وتشكيل لجان تحقيق وتعويض.. وأفادت المصادر أنه بدون حل سلمى وفى ظل استمرار الأزمة هناك قوى غربية تسعى لتقسيم ليبيا إلى ست دويلات.. على النحو التالى: إنشاء دويلة للبربر - «الأمازيغ» بدعم من فرنسا لسكان الجبل الغربى - ودويلة فى الجنوب «للتبو» فى منطقة القطروف بالكفرة.. ونشاط محموم لإنشاء دويلة للطوارق فى مدينة غاث جنوب غرب ليبيا - وهى المنطقة الغنية بالنفط واليورانيوم - إضافة للتقسيم القديم - برقة وطرابلس وفزان. واعتبرت المصادر هذه المعطيات الجديدة خطرا استراتيجيا كبيرا على مستقبل ليبيا - كما تعد هذه الخريطة الجديدة فى حال تنفيذها «لا سمح الله» خطرا يحاصر كلا من السودان ومصر وتشاد والجزائر وتونس والنيجر.