السلوك المتشابه للطغاة فى كل الدنيا، يجب أن يكون ملهما للشعوب التواقة إلى الديمقراطية والحرية فى كيفية مواجهة مثل هؤلاء! وما فعله مؤخرا رئيس أوغندا يويرى موسيفينى علينا استيعابه والاستفادة منه فعليا، ونحن على أبواب حياة سياسية جديدة! فالسيد موسيفينى الذى يتولى السلطة فى أوغندا منذ ربع قرن لم يكتف هو الآخر بكل هذه السنوات فى الحكم، وزور تاريخ ميلاده حتى يجعل عمره 67 عاما بدلا من 73! السبب وراء هذا «التسنين» المزور للرئيس الأوغندى هو أن القانون الأوغندى لا يسمح بالترشح للرئاسة لمن هم أكبر من 75 عاما ، وبالتالى سيصبح ترشح موسيفينى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2016 أمرا مستحيلا، فلم يكن أمامه مفر سوى تزوير تاريخ ميلاده فى ست سنوات كاملة، قوى المعارضة الأوغندية خرجت للشوارع للاحتفال بتاريخ الميلاد الحقيقى للرئيس الأوغندى بتوزيع فاكهة المانجو وتورتة الآيس كريم! أما الدرس الذى يجب أن نستوعبه نحن مما فعله ويفعله موسيفينى، أنه علينا الاحتياط لهذا الإغراء الغريب للبقاء فى السلطة، ففيما يبدو أن غريزة حب البقاء فى السلطة تعلو على غريزة حب البقاء فى الحياة! لقد نص الإعلان الدستورى على ألا يقل عمر المرشح للرئاسة عن أربعين عاما، لكنه لم ينص على أقصى سن للترشح، وهو ما يجعلنا رهينة لأهواء أى رئيس قادم لهذا البلد ، وكلهم حتى الآن من كبار السن فقط الذين أغراهم سباق الرئاسة! ولا يقول لى أحد أن أى رئيس قادم لن يجرؤ أن يتحول إلى ديكتاتور أو فرعون، لأننا نجيد وبجدارة تحويل أولياء الله الصالحين إلى فراعنة وطغاة! كما لا يقول أحد إن الدستور لن يسمح للرئيس بالترشح لأكثر من فترة رئاسية، لأن التربيطات الإخوانية، والانتشار السلفى، واعتقاد كل تيار أنه يطبق شرع الله فى الأرض- وبالتالى وجب عليه أن يبقى فى منصبه حتى يتم مهمته المقدسة- ستكون هى السبل للعودة إلى طريق الحكم الاستبدادى، لكنه فى هذه المرة تحت شعار الدولة الإسلامية، وحينها سيكون الإرهاب السياسى والفكرى أعنف، والمعارضة كفرا، وكل شيء وارد باسم الدين!