إيه الغريب فى كده؟.. الوزير فى الميدان وسط الناس.. يتكلم ويتصرف مثلهم.. فإذا ما أقسم اليمين وترك الميدان إلى الديوان.. وارتدى بدلة الشغل الرسمية.. تحول إلى شخص آخر مختلف تمامًا عما تعرفه أو تتوقعه.. وعلى سبيل المثال.. الناس الآن تنظر إلى شرف رئيس الوزراء.. بغير ما كانت تنظر إليه وقد رفعته على الأعناق واختارته على سائر المرشحين.. فهل كرسى السلطة «ابن الذينة».. عندما يجلس فوقه الثورى المعارض.. يتحول من كلامنجى إلى صامت أو سايلنت.. ومن متحمس.. إلى متلمس.. أو متحسس.. يحسبها بالمازورة قبل أن يفتح فمه.. وقد لا ينطق نهائيا ويتحول إلى «متجبس».. (من جبس). إنها السيارة السوداء ذات الستائر وكشك الحراسة أمام بيته.. وطاقم السكرتارية التى تقابله فى الرايحة والجاية بالأناشيد والقصائد وأحياناً الطبل والزمر. هذا بالطبع بخلاف البرستيج.. حتى إننا نجد أن بعض المسئولين قبل الوزارة وبعدها.. قد أصبحت وجوههم بتلمع كأنها واخدة ورنيش. لماذا لا نرى وزير النقل يركب المترو ولو مرة بين الناس؟ ولا نرى وزير الصحة فى مستشفى الدمرداش؟ ولا وزير المالية فى طابور المعاشات؟ ولا وزير التضامن وهو اشتراكى فى طابور العيش أو على عربة فول؟ وعندما دخل رئيس الوزراء ذات مرة مطعما للفول والطعمية تحول الأمر من سلوك يجب تشجيعه وتصرف عادى إلى هيصة وزمبليطة.. هناك من بالغ.. وهناك من طالبه بالنزول إلى محلات الكشرى والفطاطرية من باب المساواة. ويبدو أن العيب ليس فى الوزير فقط.. لكن فينا كشعب، وقولك أن تتصور لو ذهب أحد الوزراء.. إلى المجلس الموقر راكبا دراجة.. سوف نحوله إلى نكتة يرسمها مصطفى حسين. لماذا يدخل الوزير بدلته عندما يدخل الوزارة ولا يغادرها إلا بالإقالة أو الاستقالة وإن كانت بعيدة.. ماذا أخذنا من البدلة الرسمية والسيارة السوداء والرسميات غير الهبش واللطش والنتش والهرش. والآن غنوا معى من الميدان إلى الديوان.. معاليه جرى له إيه؟. والله بعودة يا إعلام/U/ ما بين هيكل الذى هو أسامة.. وبين هيكل الذى هو محمد حسنين.. روابط وصواميل مشتركة ووزارة كانت فيما مضى هى الإرشاد والثقافة.. والآن هى الإعلام.. فى عهد حسنين كانت اللعبة سياسية بحتة.. ومهمة معالى الوزير علوية فوقية.. لكن فى عهد أسامة مهمته انتحارية وفيها فوزية وشوقية ونبوية وكل من لديه مشكلة أو عنده أزمة وما أكثرهم فى هذا المبنى الذى يتكون به أكثر من 40 ألفا.. هم رعايا دولة «إعلامكو» البزرميطية المستقلة.. وفيها من الخوابير والخوازيق والخلل والأزمات ما يعجز عن حله «هولاكو» فى عز مجده.. ولا قيصر فى جبروته. ويا زميلنا العزيز أسامة المبتلى بالوزارة.. إما أن تفكر فى سياسة تنقل الإعلام إلى مصاف عصر البلاك بيرى والأى باد.. وإما يظل فى مكانه منتميا إلى عصر وابور الجاز والترماى أبو سنجة والرغيف أبو شلن. واحذر يا ابن الحلال أن يتم استدراجك. حبه حبه إلى تفاريع وتماحيك وتلاكيك.. ومصائب إدارية وصراعات ظاهرة وباطنة.. واعلم يا معالى الزميل الوزير الهادئ.. أن الشاشة فى رمضان لن تنجح بكم ما فيها.. ولكن بالكواليتى بعد أن سقطت نظرية الحصرى وكله عند المصرى بالتلاتة.. أكرم لك ولنا 3 مسلسلات سوبر ومحترمة.. وإعطاء الشهر الفضيل المذاق الروحانى بعيدا عن أفلام سامية وكاريوكا ونعيمة وزيزى لتسلية الصائم فى نهار رمضان. اجعل قانونك فى ماسبيرو البقاء للأفضل وليس للأتخن أو الأقوم.. لأن الإعلام يحتاج إلى قدرات خاصة.. وليس إلى مذيعة تسرح شعرها فى 6 شهور ولا تعرف كيف تتكلم لمدة 6 دقائق. والله بعودة يا إعلام.. وقد قلنا للوزارة بالسلامة وودعناها غير آسفين.. أما وإنها رجعت بالعند فينا.. ولأسباب أكبر من فهمنا تعرفها الحكومة وهى بالتأكيد عندها مفهومية وبعد نظر أحسن وأفضل من الناس أجمعين.. فإننا نأمل بعد إذن الحكومة طبعا.. أن تكون الوزارة قاطرة تأخذ عربات الإعلام إلى الأمام.. ولا تصبح حمارة عرجاء تحتاج إلى من يجرها أو يطلق عليها رصاصة الرحمة وبأثر رجعى! يا قاطع الطريق.. أنت عدو أم صديق؟!/U/ يا سيدى اعتصم وتظاهر كما تريد وانصب خيمتك فوق رأسى إن ضاقت عليك بلادنا بما رحبت.. فأنا والله العظيم مثلك وربما أكثر منك غيظا وضيقا وقرفًا لما يحدث حولنا من عملية «قرطسة» من كل ناحية. ومع ذلك دعنى أسأل حضرتك يا ثورى يا غاضب: مالك ومال الطريق العام تقطعه وتسبب وقف الحال لغيرك من المواطنين.. يا أخى إنت طهقان من الحكومة تضرب المواطن الغلبان على قفاه بأمارة إيه؟ هل مشكلتك سوف يتم حلها إذا أغلقت مجمع التحرير وعطلت مصالح الناس أنت فى ضيق وتريد الفرج.. فكيف يا ابن الحلال وأنت تسدها فى وجه غيرك.. وقانون ربك من لا يرحم لا يُرحم.. وكيف يا محترم تسعى للعدل بالظلم. ومن هذا الملعون ابن الملاعين الذى فكر بهذا الأسلوب الشيطانى.. يقطع السكة الحديد والطريق.. والناس فى الرايحة والجاية تدعو عليه وهى كاشفة الراس. قطيعة تقطعك يا مقطوع منك له.. يا من تركت الفيل.. واتشطرت على المنديل.. أو تركت القاتل.. وقتلت القتيل.