اختتم فى سلطنة عُمان معرض فنى احتضنه مقر السفارة المصرية فى محافظة مسقط، أقيم المعرض تحت عنوان: «سجل يا زمان» وضم مجموعة كبيرة من إبداعات التصوير الفنى التى تخلد أحداث مراحل ثورة 25 يناير،لقى المعرض اقبالا كبيرا من جموع كبيرة من جماهير حرصت على زيارته، كما توافد عليه أبناء الجالية المصرية، وقد افتتح فعالياته أحمد صبرى القائم بأعمال السفير المصرى لدى السلطنة.وشارك فيه عشرات المصورين الذين تواجدوا فى ميدان التحرير حتى يوم 11 فبراير، ويشير أحمد سليمان المستشار الإعلامى للسفارة المصرية إلى إبراز الأعمال التى تم عرضها للطابعين السلمى والحضارى اللذين اتسم بهما الشعب المصرى فى المطالبة بالتغيير. وأعرب الدكتور أحمد الششتاوى الملحق الثقافى فى سفارة مصر عن سعادته لأن سلطنة عُمان هى أول دولة عربية ترحب باستضافة المعرض على أراضيها، وهى بادرة طيبة. وأشار إلى أن الهدف من إقامته عرض الأحداث المهمة التى لم يتسن لمن لم يشارك فى الثورة مشاهدتها عن قرب، وأن تابعوها عبر المحطات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة، وتتيح زيارة المعرض الفرصة للاطلاع على أحداث الثورة كاملة ، من خلال الصور التى لم تترك شيئا لم توثقه. فى اتجاه مواز تم عرض الفيلم التسجيلى « جمعة الرحيل» الذى أعدته وزارة الثقافة وأخرجته منى العراقى ، والذى حصل على المركز الأول فى الأفلام التسجيلية فى مسابقة «كان». ويرصد الفيلم الأحداث التى شهدها ميدان التحرير قبل التنحى خصوصا الهجمات العنيفة على المتظاهرين التى أصبحت مشهورة باسم «موقعة الجمل». من جانبها استقبلت الصحافة ووسائل الإعلام فى سلطنة عمان فعاليات المعرض بحفاوة بالغة وتعبيرا عن ذلك قالت جريدة الوطن العمانية : «الخامس والعشرون من يناير» تاريخ لا يمحى من ذاكرة عالم، وقف مشدوها، أمام إنسان مصري، استدعى ما اختزل بين صفحات تاريخه، وقد صنع حضارة باقية. حروف صاغت مشهدا لن يتكرر، يذكّر العالم بأمجاد صانع المعجزات الخالدة. حروف من نور، أضاءت دروب أمل، طالما انتظرته أجيال، تاقت لغد أفضل. ولأن من عود العالم على التميز والتفرد، قادر على أن يأتى بالمغاير، الذى يحير العالم، وإكمالا لهذه الملحمة الخالدة، فها هو المصرى ولأول مرة فى التاريخ، يؤرخ لحدث كبير حجم ثورته، عن طريق الصورة. وأوضحت الدكتورة هالة الطلحاتى منسقة المعرض أن الفن سار مع أحداث الثورة المصرية جنبا إلى جنب مع فعاليات الشارع ومن تلك الزاوية يأتى الاحتفاء بمعرض الصور، أما المصور الصحفى محمد مهران الذى رافق المعرض فى سلطنة عُمان كمساهم بأكثر من صورة فقال: إن الأبعاد الإنسانية كانت الشغل الشاغل لفريق المنظمين وقد تبلور ذلك فى عشرات اللقطات المشاركة . وأشار إلى أن فكرة إقامة معرض توثيقى قد تولدت لديه عقب اندلاع الثورة المصرية مباشرة، وعرضها على الدكتور ممدوح حمزة المهندس الاستشارى العالمي، الذى رحب بدوره ، وتقرر على الفور الإعداد لإقامة المعرض . أما بالنسبة للمحطات القادمة له، فسوف يطوف جميع أنحاء محافظات مصر، ليشاهده الجمهور فضلا عن جولته العالمية، ثم سيتم تقديم لوحاته فى معرض دائم فى أحد المتاحف المصرية. وعن الآلية التى تم عن طريقها اختيار الصور والأعمال المشاركة يقول محمد مهران: بعد الاقتناع بالفكرة، تقرر تنفيذها مباشرة، حيث تم اختيار لجنة برئاسة المصور الصحفى الراحل فاروق إبراهيم، وشارك فى عضويتها المصور السينمائى محسن أحمد، والمصور عادل مبارز، والمصور البلجيكى العالمى ميشيل مارسيبول والدكتور يوسف السيسي، وقد اختارت اللجنة ثلاثمائة وخمسين صورة، تمثل مراحل الثورة خلال ثمانية عشر يوما. وعن الهدف الأساسى يقول مهران: إنه توثيق لثورة يناير من أجل أن يطلع عليها أبناء الأجيال القادمة الذين لم يعاصروها، وهى بالمناسبة، أول مرة فى التاريخ، يؤرخ لحدث كبير عن طريق الصورة. وعن اختيار عبارة «سجل يا زمان» عنوانا يقول مهران: أنا لا أعتبره معرضا، بقدر ما أعتبره شهادة من أناس شهود عيان على مراحل الثورة، وهم المصورون الذين قدموا أعمالهم، وهم شهود حقيقيون على الأحداث طوال فترة الثورة، وهو ما يعتبره الجميع وكل المشاركين فيه، هدية من مصورى مصر لشهداء الثورة. وكان قد تم افتتاح أولى مراحل إقامة المعرض فى دار الأوبرا بالقاهرة ، تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور عماد أبوغازى، واستمر من الحادى عشر من مارس لمدة ثلاثة أسابيع، وقد صاحبه مهرجان ضم العديد من الأمسيات الشعرية والصالونات الثقافية، حضرها الأدباء والفنانون والمثقفون، بالإضافة إلى الفرق الغنائية التى شاركت فى فعاليات الثورة فى ميدان التحرير. ثم انتقل المعرض من دار الأوبرا إلى محافظة الأقصر، واستمر لمدة أسبوع. ومن ثم انتقل إلى مكتبة الإسكندرية لمدة أسبوعين. بعدها كانت هناك دعوات خارجية لاستضافته فى فرنسا، حيث تزامن مع مهرجان كان، وكان ضيف الشرف الوحيد. ثم انتقل إلى جينيف، وعرض بقاعة الأممالمتحدة بالبهو الرئيسى، ومنها إلى بلجيكا ومن ثم إلى سلطنة عمان ، كأول دولة عربية ترحب باستضافة المعرض على أراضيها.