شهد الوسط الفنى انقساما واضحا تجاه دعوات العفو عن الرئيس السابق حسنى مبارك وزوجته سوزان ثابت بعد تنازلهما عن أموالهما وممتلكاتهما، مراعاة لكبر سنهما ومكانتهما كرئيس وزوجة رئيس سابق. ودعا نجم الكوميديا أحمد بدير إلى العفو والسماح والمغفرة من الشعب المصرى، مؤكدا على ضرورة التسامح بين جموع الشعب المسلمة والمسيحية وكذلك المؤيدة والمعارضة لثورة 25 يناير، رافضاً ما يسمى بالقائمة السوداء. وناشد بدير الشعب المصرى الابتعاد عن تخوين الآخرين خاصة أن مصر تمر بفترة حرجة لا تحتمل التشكيك فى الآخر. وقال بدير إنه لم يتخيل يوما أن تكون هذه الحالة التى يمر بها حسنى مبارك وأسرته هى نهاية نظامه، لأنه عندما كان يراه فى احتفالات 6 أكتوبر كان يشعر أن حسنى مبارك رجل وطنى يحب مصر ويخاف على شعبها. ورفض المزايدة على وطنيته وإدراج اسمه بالقائمة السوداء أو احتسابه من أعداء الثورة، مشيرًا إلى أنه كان من المؤيدين للثورة من البداية إلا أنه كان يفضل استمرار مبارك لحين انتهاء ولايته حتى لا تعم الفوضى فى البلد. كما انتقد بدير حملات التشويه التى يشنها البعض على «الفيس بوك» على الفنانات المؤيدات لمبارك وكذلك تشويه بعض الفنانين والمطالبة بمقاطعتهم للسبب نفسه. أما الفنان الكبير حسن يوسف فيقول: انا ضد محاكمة مبارك وأتمنى العفو عن الرئيس السابق لأنه سنا لا يحتمل المحاكمة، كما أننا لن نستفيد شيئا من محاكمته «فمن لا يرحم لا يُرحم» ولابد أن نتغاضى عن محاكمته ونتركه لقصاص الله فهو أقوى وأعظم.. وأضاف قائلا: أتذكر أن الشعب المصرى قد غفر لجمال عبد الناصر عندما أضاع سيناء ورغم ذلك الشعب تعاطف معه وطالبه بعدم التنحى. ويؤكد أنه من الذين ظلموا فى عهد مبارك قائلا: تعرضت للظلم كثيرا فى عهده وكان ممنوعاً على أن أدخل قصر الرئاسة بسبب لحيتى ومع ذلك أنا ضد محاكمته! ويخالفه النجم محمد صبحى فى الرأى ويقول:أدعو إلى سرعة محاكمة مبارك لتطبيق العدالة، فمن أخطأ لابد أن يحاسب وليس معنى كبر سنه أننا نتغاضى عن محاكمته فلو فرضنا أن هناك شخصاً أخطأ قانونيا وسنه فوق الثمانين فسيحاسب، فليس هناك قانون يمنع محاسبة كل من تعدى الثمانين، أنا كنت مع حكم مبارك حتى عام 1997 وقبل أن يخطط لتحويل نظام الحكم فى مصر إلى نظام ملكى حتى يمكن جمال من الحكم، ولذلك فأنا أدعو إلى محاكمة سريعة وعادلة لمبارك. وتتفق الفنانة سميرة أحمد مع وجهة نظر صبحى قائلة: محاكمة مبارك ستبرد نار المصريين وتطفئ نيران أهالى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل التخلص من رموز الفساد، من الممكن أن أى شخص يغفر لمبارك لكن لا يمكن أن تفرط أى أم شهيد فيما يطفئ النار المشتعلة بقلبها، ولابد جميعا ألا ننسى هؤلاء الشهداء الأبرياء الذين ضحوا من أجل أن نحيا نحن. ويطالب الفنان عمرو واكد بمحاكمة مبارك احتراما للتاريخ قائلا: أنا لا أجد أى مبرر لكى نغفر له ثلاثين عاما من الفساد فهو المسئول الأول عن الفساد، لابد من سرعة محاكمته على جميع اخطائه، فمحاكمة مبارك هى المطلب الشرعى للثورة وهو مطلب رئيسى لابد من سرعة تنفيذه. محاكمة مبارك أشعرتنى بعظمة مصر.. هذا ما أكدته الفنانة الشابة دنيا سمير غانم.. وأضافت قائلة: عندما صدر قرار محاكمة مبارك ونجليه شعرت بعظمة مصر وأن مصر فوق الجميع والعدل لابد أن يطبق وينتهى عصر الظلم والفساد، ولكننى لا أجد أى مبرر حتى الآن لتأجيل محاكمة مبارك أو أن نعفو عنه فلا أحد فوق القانون ولابد من محاسبة كل من أخطأ فى حق مصر حتى لو كان الرئيس السابق حسنى مبارك. من جانبه أعرب الفنان خالد الصاوى عن رفضه التام للعفو عنهما متسائلا: كيف يمكن لهم أن يتنازلوا عن أموال لم يملكوها؟ فهى أموال الشعب من الأساس؟!. و كيف يمكن ذلك بعد أن صالوا وجالوا وخربوا وأخّروا البلاد وأهدروا كرامتها وعزتها؟. وقال الصاوى موجها كلامه إلى من يرفعون شعار «ارحموا عزيز قوم ذل».. هل كانوا كذلك أم أنهم ذلوا شعباً وقوماً عزيزاً؟. وأكد أن السواد الأعظم من المصريين-رغم طبيعتهم المتسامحة- لم ولن تخدعهم تلك الخطابات أو الدموع ولن يتعاطفوا معها، فلن ينسى المصريون لمسئوليهم السابقين أنهم كانوا وراء إصابتهم بالعديد من الأمراض بقمحهم وأغذيتهم المسرطنة. لن ينسى المصريون ضحاياهم فى العبارة الغارقة والذين ماتوا دون حساب للمسئولين المهملين فى الوقت الذى انصرف فيه المسئولون لمشاهدة مبارة كرة قدم بدلا من الذهاب إلى سرادقات عزاء أسر الضحايا. أما المطرب على الحجار فقال إن الإفراج عن سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق بعد تنازلها عن ممتلكاتها، يعد خيانة للثورة، ومحاولة لإحباطها. وأشار إلى أن المصريين ينقسمون على مثل هذه الأمور، حيث يفكر البعض فى المال فقط وليس المحاكمة». ودعا الحجار شباب ثورة 25 يناير فى كل أرجاء مصر إلى الخروج للميادين فى كل المحافظات، وعمل مليونيات كل يوم جمعة من أجل الضغط للإسراع فى محاكمة عصابة الفساد التى نهبت الأموال، وأفسدت كل القطاعات فى البلد.